ذهبت دولة جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية.. ذهب أحفاد مانديلا يبحثون عن العدالة.. يناشدون ضمير العالم لإيقاف حرب الإبادة الدائرة فى قطاع غزة تحت أنظار الجميع.. ذهبوا يحملون صوت الشعوب المغلوبة على أمرها وينتظرون أن يأتى الحق والإنصاف وأن تصدر المحكمة الدولية قراراً واضحاً حازماً ملزماً يدعو لوقف إطلاق النار فوراً من أجل إيقاف نزيف الدماء ومن أجل منع الاستمرار فى مسلسل إبادة شعب.
ومحكمة العدل الدولية نظرت فى القضية التى تابعها العالم.. وأصدرت قراراً عاجلاً يحمل أمراً لإسرائيل بمنع الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين ولكنها وهذا هو الأهم لم توضح للعالم كيف يمكن تنفيذ قرار وقف الإبادة الجماعية دون أن يصاحب ذلك قرار آخر بوقف تام لإطلاق النار..!!
والقرار الذى أصدرته المحكمة يستحق فعلاً الإشادة لأنه بمثابة اعتراف أن هناك إبادة جماعية تتم وبمناسبة تأكيد على أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى أهالى غزة الذين أجبروا على الخروج من بيوتهم وأراضيهم.. وبمثابة نوع من المراقبة الدولية لمنع عمليات الإبادة المنظمة.. ولكننا مع ذلك كنا ننتظر قراراً أقوي.. قراراً يحمل الأمن والأمان للفلسطينيين.. قراراً يدعو إلى التهدئة ووقف الحرب على الفور وعودة المدنيين إلى بيوتهم وتأمين سبل العودة وسبل الحياة.. وطريق المستقبل.
إن محكمة العدل الدولية كانت حازمة فى مواجهة إسرائيل ولكنه لم يكن الحزم الذى يمنع وقوع الجريمة.. كان الحزم الذى يدعو إلى التخفيف من آثار الجريمة.. وهى فى كل الأحوال جريمة..!
>>>
ونعود إلى حواراتنا.. والأزمة الاقتصادية التى فضحت كل قوى الشر فى الداخل.. الأزمة التى يتحالف فيها كل أصحاب المصالح على حساب الوطن والمواطن.. الأزمة التى كانت فرصة للبعض لمحاولة تعطيل مسيرة وانطلاق وطن.. الأزمة التى أرادوا من ورائها عقاب مصر لأنها تجرأت واتخذت قراراتها المستقلة بعيداً عن الوصاية والهيمنة والتدخلات الخارجية.
وأعداء مصر لم يكتفوا بإثارة الأزمات فى الداخل من خلال ارتفاع مبالغ فيه فى كل الأسعار وفى كل المنتجات وفى كل المجالات.. ولكنهم توجهوا إلى المصريين فى الخارج يحاولون ويبحثون عن طرق للتحايل لإيقاف تحويلات المصريين بالخارج عبر البنوك والقنوات الرسمية.. وانتشروا بين أوساط المصريين فى العديد من الدول ليقوموا بشراء الدولار ومختلف العملات الأخرى ومنع تحويلها إلى مصر واستبدال ذلك بالجنيه المصرى فى الداخل بأسعار السوق السوداء فى حيلة وطريقة أخرى للثراء على حساب الوطن ومستقبله.
إننا ندعو إلى توقيع أقصى العقوبات ضد كل من له علاقة بهذه العمليات المشبوهة لعصابات منظمة داخل وخارج البلاد من أعداء لمصر ولشعبها ولأمنها واستقرارها.. وندعو اتحادات المصريين والجاليات المصرية بالخارج إلى توعية العاملين خارج مصر لإفساد هذه المحاولات الخبيثة التى تحاول تدمير اقتصاد بلادهم.
>>>
وأعجب وأتعجب من كتابات ودعوات تدعو إلى التخلص من «العواجيز» فى كل المجالات وفى كل المواقع وإفساح المجال للشباب للتجديد والتغيير. وهى دعوات صادقة تنطلق من إحساس وطنى بقيمة ومكانة الشباب فى الانطلاق بسرعة وخطوات متلاحقة وبأفكار «خارج الصندوق» والإطار التقليدي.. ولكنها دعوات لا تتفق مع الواقع الذى يدعو للاستفادة من الخبرة والحكمة والتجارب فى ضبط الإيقاع وإحداث التوازن والاستقرار المنشود.. وهى دعوات أيضاً تدفع لمزيد من الانشقاق بين الشباب والشيوخ فى وقت نحتاج فيه إلى الاستفادة من الجميع فى بوتقة واحدة من التفاهم والتكامل وتواصل الأجيال.
إن لدينا كنوزاً من الخبرات وأهل العلم والمعرفة ورصيداً هائلاً من أصحاب التجارب الناجحة والفكر المتجدد.. والأصل والأساس فى المعايير والمواصفات المطلوبة للمقاعد القيادية هو القدرة على التجديد والإبداع والنجاح، فالعمر ليس معياراً.. والشهادات ليست مقياساً.. العطاء وتحقيق الأهداف والتمكن من القيادة والإدارة هو ما يحدد ويقرر ويفرض القيادات والتغيير.. لا يوجد شباب ولا شيوخ ولا مرأة.. يوجد كفاءات وإبداعات.. وهذا هو المطلوب فى المعايير والشروط والمواصفات..!
>>>
والأزمة ليست فى الاقتصاد فقط.. الأزمة فى الوعى المجتمعى أيضاً.. الأزمة فى ضعف توصيل المعلومات وفى الإقناع.. الأزمة تتمثل فى أن البعض لم يدرك جيداً حجم التغيير الذى يتم فى الوطن.. البعض لا يهتم بطريق جديد أو مدينة سكنية جديدة ولا بالتخلص من العشوائيات غير الآدمية ولا حتى بتحسين القدرات الدفاعية العسكرية لتأمين الحدود والدفاع عن الوطن.. البعض لا يرى إلا ما يريد رؤيته وأمام عينيه فقط وليس مهماً ماذا يحدث بعد ذلك ولا إلى أين نمضي..!! وعندما يصبح الحوار مرتبطاً بالمصلحة الشخصية يصبح أى حديث آخر مثل حوار الطرشان.. هذا يقول ما عنده.. وهذا لديه ما لديه من قناعات.. وهذا يهاجم وهذا يدافع.. وأزمة وعى يشعل نيرانها مواقع للتواصل الاجتماعى أصبح الجميع فيها خبراء ومحللين وقادة رأى أيضاً..!
>>>
واتركوا أحاديث الأزمات واليأس.. تعالوا نذهب إلى أخبار العلم والإنسانية والآمال الكبيرة فى عالم بلا أمراض مزمنة أو مستعصية.
ونتحدث فى ذلك عن أمل جديد وعلاج واعد يقضى على سرطان المعدة وسرطان القولون وسرطان المستقيم.. وهى من أنواع السرطانات الأكثر شيوعاً فى العالم.. فقد قالت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أنه يتم الآن تجربة لقاح يقدم علاجاً لسرطان الجهاز الهضمى ويعالج المريض بدون جراحة.. وهناك آمال كبيرة فى أن يكون هذا العلاج ناجحاً تماماً وأن تختفى الأورام السرطانية بعد تناول هذا اللقاح.. وهذه الأخبار تحمل بشرى طيبة لملايين المصابين بالسرطان.. هذه الأخبار هى التى يجب أن تتصدر نشرات الأخبار.. هذه الأخبار تمنح الأمل للمريض.. والأمل هو أول خطوات العلاج.