أتساءل كثيرا عن سر صناعة التريندات فى مصر، من يصنعها وكيف ولماذا؟ ودائما أبحث عن المستفيد مما يجرى أمام عيني، كما استغرق طويلا وانا أفكر فى تصنيف الأخبار بين الخبر المهم فى ذاته « أورغانيك « والمطلوب ان يكون مهما «هاند ميد»، وبطبيعة عملى أتابع جميع الاخبار فى كل الأوقات، واستطيع بسهولة تقدير الأوزان النسبية لهذه الاخبار، فهناك خبر خطير وآخر شديد الأهمية وهناك ما يمكن ان نصفه بالخبر المهم فقط.
>>>>
بينما نرى على الجانب الآخر من النهر اخبارا عادية وأخرى سطحية أو هلامية ولا أساس لها من الصحة، ومن خلال تلك التقييمات نتابع درجة الاهتمام الجماهيرى وصولا إلى الصعود إلى منصة التريندات وما أكثرها فى هذا الزمان، لكن الغريب حقا ان هناك اخبارا تصنف كونها اخبار شديدة الأهمية، لكنها لا تأخذ طريقها الطبيعى الى ما يجب أن تكون عليه، والملاحظ ان ذلك كله يتم بفعل فاعل والفاعل دائما هنا مجهول أو يصعب الإشارة اليه لاعتبارات شديدة التعقيد ودائما ما أشير اليها بعبارة
«فى فمى ماء»
>>>>
أمامى هنا خبران شديدا الأهمية لكنهما تعرضا للطمس من خلال إلهاء الرأى العام بقضايا شديدة التفاهة،
الخبر الأول : هو صدور قرار الاتحاد الأوروبى بقائمة « دول المنشأ الآمنة « ومنها مصر وهى الدول التى تعتبر من وجهة نظر الاتحاد الأوربى آمنة تماما وتتمتع بضمانات قانونية واضحة وبها نظام ديمقراطى ولا يوجد بها اى نوع من الاضطهاد او التمييز وتعتبر من وجهة نظر الدول التى تمنح اللجوء آمنة بدرجة كافية، وعدم اعتبار رعاياها بحاجة لأى حماية دولية.
>>>>
هذا يعنى أن مواطنى هذه الدول لا يواجهون خطر اضطهاد أو تعريض حياتهم للخطر بسبب عوامل مثل الحرب أو العنف أو الانتهاكات الجسدية أو الملاحقة الأمنية، وهذا يمثل شهادة اوربية مجردة بحق مصر.
الخبر الثاني:
وقع الرئيس ترامب إعلانًا مساء الأربعاء الماضى لحظر السفر إلى الولايات المتحدة من 12 دولة مشيرًا إلى وجود مخاطر أمنية، وسيُقيّد هذا الإعلان دخول مواطنى هذه الدول بشكل كامل، وجاء هذا القرار بعد حادثة ولاية كلورادو، ولم تشمل القائمة مصر.
>>>>
وعندما سئل ترامب أثناء المؤتمر الصحفى مع المستشار الألمانى لماذا لم تدرج مصر فى هذه القائمة رغم ان المشتبه فيه فى هذه الحادثة يحمل الجنسية المصرية، اجاب ترامب بوضوح قائلا « نحن نتعامل مع مصر عن قرب والمصريون يسيطرون على الأمور جيدا».
هذان الخبران لم ينالا ما يستحقانه من اهتمام، والحقيقة ان ذلك يبدو امراً مقصودا، فكل ما هو إيجابى وكل ما يعزز مكانة مصر دوليا ويحسن من صورتها الذهنية امام الآخرين يجابه بمحاولات تشويه وتشكيك وطمس وإخفاء.
>>>>
فكل التقارير الدولية الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية التى تعكس تقدما مصريا نجدها فى ذيل اهتمامات وسائل الإعلام الموازية وهذا لا يتم مصادفة بل أراه مخططا ومدارا بشكل فائق الدقة.