بداية.. هل يمكن القول إن الذين يحذرون من اشتعال حرب إقليمية فى الشرق الأوسط هم أنفسهم الذين يزيدون النار اشتعالاً بسبب عدم انحيازهم للإنسانية ومناصرتهم للجانى ضد المجنى عليه.
الشواهد والأحداث تشير إلى ذلك والتى توضح ما يحدث هنا وما يصير هناك.
واسمحوا لى هنا أن أتوقف أمام الأحداث التى تكشف بنفسها عن نفسها والتى تبين من الذى يكذب ومن الذى لا يقول سوى الصدق ومن الذى يهرع لتحقيق مكاسب وأطماع شخصية لبلاده أو بالأحرى شخصيا على حساب الآخرين.
هذه التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل هل هى تعرض الواقع بالفعل أم أن كل طرف يدلى بما عنده فى انتظار ما يمكن أن يحدث فى المستقبل وطبعاً قد لا يحدث شيء أو قد يتكرر نفس السيناريو مع التغيرات.
الرئيس الأمريكى بدا منفعلاً تماماً وهو يعلن عن إطلاق صواريخ إيران الكثيرة ضد إسرائيل متهماً إياها بالإرهاب ومتعهداً فى حماس ما بعده حماس بالحفاظ على إسرائيل.
نفس الحال بالنسبة لنائبته ومرشحة الرئاسة كامالا هاريس التى سبق أن شنت حرباً شعواء ضد حسن نصر الله بعد استشهاده واتهمته بقتل مئات الأبرياء.
ثم عادت بالأمس تطالب بوقف إيران عند حدها حفاظاً على الأمن والاستقرار.
أما بالنسبة لبنيامين نتنياهو فهو كعادته يزوِّر الحقيقة ويكذب فى بياناته وتصريحاته وبالتالى فى موقفه فيخرج للناس وقد بدت علامات الخوف والذعر على وجهه مؤكداً أن الهجمة الصاروخية الإيرانية فشلت فشلاً ذريعاً وأن إسرائيل ستقوم بالرد عليها موضحاً أنها تملك من الأسلحة ما يجعلها قادرة على نسف إيران نسفاً وهذا ما ردت عليه إيران بدورها لتقول إن لديها صواريخ أعنف وأقوى وأشد وأكثر نسفاً مضطرة لاستخدامها من أجل تدمير البنية التحتية لإسرائيل.
يعنى تصريحات وبيانات وتحذيرات وكلام وعبارات والله وحده أعلم بالحقيقة وإن كان السؤال:
ترى هل ينتوى الرئيس بايدن إنهاء حكمه بإطفاء النيران أم زيادة إشعال ألسنتها لهيباً؟!
الظاهر من تصريحات الرجل أنه حريص بالفعل على حماية الأمن والاستقرار لكن بصراحة أفعاله لا توحى بذلك إذ لم يتوقف عن مد إسرائيل بالأسلحة ولا يخفى أن رجال أمنه القومى يلتقون بصفة مستمرة مع نظرائهم الإسرائيليين للاتفاق على طريقة الرد على إيران وإجهاض مخططها الإرهابي.
هذا الكلام الذى يعد متناقضاً مع بعضه بماذا يؤشر؟
هل يعنى التهدئة أم الإثارة والتهيبج بحيث يترك الدنيا سداحاً مداحاً قبل رحيله؟!
>>>
على الجانب المقابل فإن إيران لم تسلم هى الأخرى من اتهامها بالعمل لمصلحتها الشخصية ومصلحة حكامها تحقيقاً لمطامعها فقد تهدد بفرض سيطرتها على دول الخليج وهذا لن يتحقق إلا باستعراض عضلات قواتها سواء الحقيقية أو الزائفة فى نفس الوقت الذى تجد فيه الدول الكبرى التى تسعى إلى تهدئة المواقف معها فرصة لبيع الأسلحة لدول الخليج لكى تدافع عن مصيرها ووجودها.
يعنى خيوط متشابكة ومعقدة وإذا صارت الأمور على هذا النحو فالأمل أيضا يصبح ضعيفاً فى إبعاد شبح الحرب الإقليمية أو حتى العالمية.
>>>
استناداً إلى تلك الحقائق فاسمحوا لى أن أعود بكم إلى عدة سنوات مضت أيام الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى عندما اشتدت الحاجة إلى ضرورة الوصول إلى صيغة محددة يعترف بها المجتمع الدولى كله لتعريف الإرهاب والفرق بينه وبين أعمال المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الأجنبى وإصرار الشعوب المغلوبة على أمرها على الحصول على حقوقها المشروعة.
لكن للأسف وقف الكبار أنفسهم أمام النداءات التى أخذت تتردد على ألسنة الحكومات والشعوب التى تناضل من أجل محاربة الإرهاب فلم يصدر أى تعريف علمى أو غير علمى إنسانى أو سياسى يحقق الهدف وبالتالى أخذت العمليات الإرهابية تتزايد وتشتد وتتنوع وفقا لمغامرات أصحابها من مخططين ومنفذين ولولا الله سبحانه وتعالى وقف بجانب مصر والمصريين وقائدها الشجاع لكان الحال عندنا لا يختلف كثيراً عن أولئك الذين فرطوا فى المعانى والقيم وفى المبادئ الصادقة المخلصة.
>>>
المهم هذه هى النتيجة الآن فالإسرائيليون يعتبرون الفلسطينيين واللبنانيين إرهابيين لأنهم لا يعترفون بأحقيتهم فى استرداد أراضيهم.
وهاهم العرب جميعاً مؤمنون إيماناً جازماً بأن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم ضد حقوقهم وأرضهم وعرضهم ومالهم إنما هو إرهاب بكل ما تحمله الكلمة من معني.. إرهاب مادى وفكرى ومعنوى لكن لا حياة لمن تنادي.
>>>
«هل تتشكل مجموعة اقتصادية جديدة؟..»
اسمحوا لى أن أعرج على أحوالنا العامة والخاصة فى مصر فبالرغم من مسئوليتنا الزائدة تجاه إخراج الحقوق وتوسيع قاعدة المساعدات الإنسانية للفارين من نيران المعارك والتشديد على رفض التهجير القسرى للفلسطينيين فإننا والحمد لله نعمل ونكد ونجتهد فى وطننا الغالى الذى لا يدانيه وطن فى الوجود رافعين شعار التضامن والتلاحم والتكاتف وهذا يكفينا والحمد لله.
بذلك أطرح عليكم رأياً أو فكرة لا أدعى أن لدى معلومات بشأنها أبداً بل كل ما هنالك محاولة لتشغيل العقل ولعلنا جميعا نلمس بأن هناك اهتماماً ببعض خبرائنا الاقتصاديين السابقين اهتماماً صريحاً وواضحاً.
.. ودعونى أضرب المثل بكل من محمود محيى الدين وتلك البرقيات المتبادلة بينه وبين كبار المسئولين والإشادة المشتركة بأداء الرجل ونجاحه والذى لم يبخل بدوره بتقديم النصائح من أجل دفع حركة الاقتصاد فى مصر.
نفس الحال بالنسبة ليوسف بطرس غالى الذى سرعان ما تم تنفيذ الحكم ببراءته وعاد إلى الوطن بعد إلغاء كل أوامر الضبط والإحضار التى كانت قد صدرت ضده على مدى ما يقرب من 15 عاماً.
كل ذلك ألا يوحى بأن مجموعة اقتصادية جديدة فى طريقها لتأخذ مكانها؟!
أنا شخصياً لا أعرف.. ولا أعلم حتى تكون الأمور واضحة من أولها إلى آخرها.
>>>
«تآمر الشيطان على الإنسان»
بصراحة يستوقفنى بين كل يوم وآخر تلك الجرائم الشنعاء التى يرتكبها فى بعض الأحيان أناس على قدر عال من الثقافة والمركز الاجتماعى وهى جرائم للأسف تودى بهم إلى حبل المشنقة.
آخر هذه الجرائم ذلك الرجل الذى انتصر عليه الشيطان انتصاراً مزرياً حرَّضه على قتل خطيب ابنته ومشاركتها إياه فى فعلته الخسيسة؟
بالأمس صدر الحكم بإعدام الأب وبالسجن المؤبد لابنته الشابة خريجة الجامعة الأجنبية.
بالله عليه ماذا جنى من كل ما فعل؟!
فقد خسر الحياة الدنيا والآخرة معا وترك لأهله ومنهم ابنته العار والوبال والازدراء.
فهل يكون ذلك درساً وعبرة لمن يعتبر أو لا يعتبر؟
>>>
خمسة رياضة
أخيرا.. تقرر إجراء انتخابات اتحاد الكرة بعد نحو شهرين من الآن.
نرجو أن تكون انتخابات نزيهة ومحايدة لا مكان للمرشحين من خلالها لمراكز القوى أو من لا يزالون يعتقدون أن فرض الرأى بالقوة لم ينته.
لا وألف لا.. لقد انتهى زمانه وزمان أمثاله..
وإن شاء الله ستفرز لنا الانتخابات القادمة اتحاداً محترماً كل عضو فى مجلس إدارته يكون حريصاً على اسم مصر وسمعتها ولا يتاجر بمصالحها تحت وطأة أى ظرف من الظروف.. ونحن فى الانتظار.
>>>
وخمسة فن..
أعجبنى موقف المطرب هانى شاكر الذى ألغى حفلاً كان مقرراً أن يقيمه فى أمريكا بسبب الأحداث الجارية فى المنطقة العربية وهو نفس موقف المطربة اللبنانية إليسا أيضا.
ذاك بحق هو الفن الراقى وأصحابه من المثقفين والفاهمين والواعين.
أما أولئك الذين مازالوا يملأون الساحة بغير حق أو موهبة أو استعداد فإنى أتحدى إذا كان واحد منهم يعرف من هم فلسطينيو غزة ومن يكون حزب الله؟!
>>>
و.. و.. شكراً