> أخيراً.. رحل عام 2024 وغادر العالم فى رحلة ذهاب بلا عودة.. حتى وإن ترك للبشرية ميراثاً ثقيلاً من الحروب الدموية والصراعات المتصاعدة والأزمات التى لا تنتهي.
> احتفلت مدن العالم الكبرى بقدوم عام 2025 بروح الأمل والسعادة.. لكن الاحتفالات المبهرة كانت غائبة.. رغم انتشار أشجار عيد الميلاد فى كل الشوارع والأحياء.
> فى العام الجديد 2025.. هناك أمل واحد يجمع بين كل سكان الأرض.. هو الأمل فى السلام والأمن والاستقرار.. والأمل فى عودة الإحساس الطبيعى بالسعادة.. وهو أمل يبدو بعيد المنال.. لكنه أمل.
> لكن الزعماء وصناع القرار فى أمريكا وأوروبا لا يجمع بينهم سوى الخوف الرهيب من مخاطر واحتمالات تراجع الهيمنة والسيطرة الأمريكية والأوروبية على العالم.. وهى المصدر الأول للثراء والتفوق التكنولوجى والحضارى للغرب على بقية دول وشعوب العالم.
وهذا الخوف العميق على ضياع وسقوط الهيمنة الغربية.. هو السبب الوحيد وراء كل الحروب الدموية والنزاعات المسلحة التى شهدها العالم فى أوكرانيا وفى الشرق الأوسط.. طوال سنة 4202 الكبيسة كما يصفها المؤرخون حالياً.
.. وعلى مدى الساعات الأخيرة من عام مضي.. والساعات الأولى من العام الجديد.. ترددت التنبؤات حول مستقبل العالم فى 5202.. كما هى العادة دائماً.. لكن هناك تطورات وأحداث كبرى تفاجئ الجميع.. ولا يتوقعها أحد.. وتبقى حقيقة.. كما قال أحدهم يوماً.. هى أن القديم يموت والعجوز يموت.. والجديد لا يمكن أن يولد!! وهذا هو جوهر الأزمة فى هذا العالم خلال 5202.
المصير والمستقبل
> توقف خبراء السياسة والاستراتيجية حول العالم أمام أحداث عامى 3202 و4202 بالكثير من الفحص والدرس الدقيق.. وتحدثوا عن كل توقعاتهم ونبوءاتهم لما هو قادم من تطورات وتداعيات فى العام الجديد 5202. وتراوحت التوقعات والنبوءات.. ما بين نهاية للحرب فى أوكرانيا.. يفرضها الرئيس الأمريكى القادم ترامب.. وما بين حدوث انفجار هائل للصراعات الدولية الكبرى يؤدى إلى اشتعال الحرب العالمية الثالثة فى العام الجديد 5202.
>> وصدرت فى واشنطن كتب جديدة تؤكد فعلاً أن 5202 هو العام الذى سوف تشتعل فيه «الحرب العالمية الثالثة» وهذا هو عنوان أحد الكتب الجديدة التى صدرت فى نوفمبر الماضي.. ويؤكد هذا الكتاب أن الحرب والصراع هو الذى يقرر مصير العالم اليوم وغداً.
> يؤكد هذا الكتاب أن العالم يجرى فعلاً على الطريق السريع إلى الحرب العالمية الثالثة.. بصورة لم يتوقعها أحد منذ السقوط السوفيتى العظيم.. الأطراف العالمية المتصارعة تمتلك أحدث أسلحة الحرب والدمار.. والمسارح الكبرى للحرب.. يمكن أن تكون فى أوكرانيا فى قلب أوروبا.. أو فى الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران.. أو حتى بين إسرائيل وتركيا.
شياطين الحرب
شياطين الحرب انتشرت فى كل مكان من العالم.. بما يشير إلى نبوءات الكتب المقدسة حول نهاية الزمن.. وحرب نهاية الزمن!!
.. ويؤكد كتاب آخر بعنوان «مخاطر الحرب العالمية الثالثة».. إن الحرب هى التى تقرر مصير الدول والشعوب والحضارات. وحين يخيم شبح الحرب العالمية الثالثة على مسرح السياسة الدولية.. فإن ذلك يثير كل المخاوف.. بانعدام الأمل فى الغد.. التوتر المتصاعد بين القوى العالمية فى أمريكا وأوروبا.. وفى الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.. ليس له مثيل منذ 5491.. وحدث تقدم هائل فى تكنولوجيا الأسلحة الذكية والنووية والصواريخ الباليستية.. وفى كل أدوات الحرب والصراع.. فهل أصبح كوكب الأرض على شفا هاوية الفناء؟!
> ويتوقع الخبير الإستراتيجى الأمريكى روبرت فارلى أن تشتعل الحرب العالمية الثالثة فى خمس مناطق رئيسية.. هى أوكرانيا فى أوروبا أو بين إسرائيل وإيران.. أو حتى فى سوريا. ويمكن أن تشتعل الحرب بين أمريكا والصين حول تايوان.. ويمكن أن تشتعل الحرب بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية. وارتفعت أصوات عالية فى واشنطن تطالب بضرورة أن تتسامح أمريكا مع اتجاه كوريا الجنوبية لإنتاج الأسلحة النووية بهدف ردع بوينج يانج بصورة حاسمة.
إسرائيل فقط
ويشير الخبراء إلى أن إسرائيل تريد أن تنفرد وحدها بامتلاك الأسلحة النووية فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل.. يؤكدون أن إسرائيل تخطط للاشتراك مع أمريكا فى القيام بعملية هجومية عسكرية واسعة تستهدف تدمير كل منشآت البرنامج النووى فى إيران.. بما يؤدى فى النهاية حتى إلى إسقاط النظام الحاكم فى طهران.
لكن المفاجأة الجديدة أن إسرائيل متهمة بعداء شديد إلى محاولات تركيا امتلاك برنامج نووى ومحطة نووية سلمية لتوليد الكهرباء.. وترددت تهديدات فى واشنطن وتل أبيب بأن إسرائيل يمكن أن تحاول تدمير البرنامج النووى التركى أيضاً.
تحولات كبري
> وبعيداً عن نبوءات وتوقعات الحرب العالمية الثالثة.. يقول الخبير الاستراتيجى الأمريكى مايكل فرومان رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى إن عام 4202 شهد تحولات كبرى حول العالم. وقال إن كوكب الأرض شهد أحداثاً كبرى تشبه الزلازل التى أزاحت ألواح القشرة الأرضية بعنف من مواقعها تحت أقدام البشر فى كل مكان. وهذه الأحداث أدت إلى تحولات سياسية واستراتيجية كبري. فقد رفض عام 4202 أن يرحل قبل أن يسقط نظام بشار الأسد فى سوريا.. وبعد جرائم الحرب التى قامت بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.
كما أن الصراع العسكرى بين إسرائيل وإيران.. قابل للتصعيد فى أى لحظة خصوصاً إذا اتفق نتنياهو مع الرئيس الأمريكى القادم ترامب على اشتراك أمريكا وإسرائيل فى ضربة عسكرية موحدة لتدمير البرنامج النووى الإيراني.
وفى أوروبا مازالت الحرب بين روسيا وأوكرانيا متصاعدة بشكل حاد. لكن المفاجأة الكبري.. كانت فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا فى الخامس من نوفمبر 4202.
يقول مايكل فرومان إن الشرق الأوسط.. سوف يبقى بكل تأكيد محور الأحداث العالمية فى 5202. فلا أحد يدرى ماذا يمكن أن يحدث فى سوريا بعد سقوط بشار الأسد؟!.. هل يمكن أن تبقى سوريا دولة موحدة.. أم تتحول إلى دولة ممزقة وفاشلة تتولى إدارتها جماعات متطرفة متصارعة ذات تاريخ إرهابى طويل. ما هو المصير النهائى لسوريا وما هو مصير 32 مليون مواطن سوريا وما هو تأثير ما يحدث فى سوريا على الدول المجاورة فى العراق وإسرائيل وتركيا ولبنان.
سباق مع الزمن
ويؤكد مايكل فرومان إن إيران تبدو حالياً فى سباق مع الزمن لاستكمال برنامجها النووى بأسرع ما يمكن لإنتاج الأسلحة الذرية.. بهدف ردع إسرائيل.
فقد اكتشفت إيران أن قدراتها الصاروخية لا تكفى لردع إسرائيل وأمريكا. ويأتى ذلك فى توقيت تشعر فيه إسرائيل بالثقة الزائدة والجرأة الكاملة.. بما يكفى للقيام بضربة شاملة لتدمير البرنامج النووى الإيراني.. إيران فى سباق لإنتاج القنبلة.. وإسرائيل فى سباق لتدمير قدرات إيران النووية!!
.. وماذا يمكن أن يحدث فى منطقة الحرب الأوكرانية؟!
فقد تعهد الرئيس الأمريكى القادم ترامب بإنهاء ووقف الحرب فى أوكرانيا خلال 42 ساعة بعد وصوله للبيت الأبيض.
> فهل يمكن أن تقبل أوكرانيا بالتنازل عن أجزاء من أراضيها لروسيا مقابل وقف الحرب؟! وهل تقبل أوكرانيا بالأمر الواقع وبأنها لن تنضم لحلف الناتو مطلقاً.
الرئيس الروسى بوتين هدد بتدمير مراكز صنع القرار فى أوكرانيا.. وكل الشواهد تؤكد أن الصراع على أوكرانيا سوف يتصاعد فى 5202.
صفقات ترامب
لكن صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية تؤكد بثقة أن الرئيس الأمريكى القادم ترامب يتجه إلى عقد صفقات كبرى مع القوى العظمى فى الصين وروسيا.
وأوضحت أن ترامب بطبيعته كرجل أعمال سابق.. يميل إلى عقد الصفقات.. مع تجنب التورط فى أى حرب. ومن المدهش أن ترامب لديه إحساس واضح بالاحتقار لحلفاء أمريكا فى الناتو.. لأنهم يرفضون زيادة النفقات العسكرية للمساهمة مع أمريكا فى الدفاع عن أوروبا. كل ذلك يؤكد أن ترامب سوف يقود أمريكا فى 5202 ويتجه بها إلى عقد صفقات كبرى جديدة مع الصين وروسيا.
من الواضح أن أمريكا تحت قيادة ترامب سوف تلجأ إلى التركيز على دعم نفوذها وتأثيرها فى المناطق التابعة لها فى أمريكا الشمالية.. خصوصاً فى كندا والمكسيك.
ويقال حالياً فى واشنطن بوضوح تام إن ترامب يتجه إلى تحويل الولايات المتحدة الأمريكية إلى امبراطورية كبرى تفرض سيطرتها الكاملة على كل أراضى قارة أمريكا الشمالية فى كندا والمكسيك.
الامبراطور والامبراطورية
وأخيراً تحدثت صحف أمريكية كبرى عن انضمام كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها من السيناريوهات التى كتبها القدر. فقد كانت كل التوقعات تشير إلى أن أمريكا تواجه خطر الحرب الأهلية.. وربما الانقسام إلى ثلاثة كيانات انفصالية خلال السنوات القادمة.
.. اليوم فوجئ الأمريكيون بأن الرئيس القادم أو الامبراطور دونالد ترامب يريد تحويل أمريكا إلى امبراطورية كبرى تفرض سيطرتها الكاملة على قارة أمريكا الشمالية.. من خلال انضمام كندا إلى الاتحاد الفيدرالى الأمريكي.. وقيام الجيش الأمريكى بغزو دولة المكسيك فى الجنوب!!
وقد أحدثت تصريحات ترامب ردود فعل عنيفة فى أوساط الرأى العام داخل كندا.. وأكد أفراد الشعب الكندى رفضهم التام انضمام كندا إلى الولايات المتحدة.. وقالوا.. كيف يمكن أن تتحول كندا من دولة مستقلة ذات سيادة إلى مجرد ولاية أمريكية.
وهذا يعنى أنه بدون الغزو والاحتلال.. لن يتمكن ترامب من تحقيق حلمه الجديد.. بضم كندا لأمريكا.. لكنه لا يريد ضم كندا والمكسيك فقط للامبراطورية الأمريكية.. بل يريد احتلال جزيرة جريتلاند والسيطرة على قناة بنما.
من الواضح أن الأحلام الامبراطورية تسيطر على عقل ترامب منذ أعيد انتخابه رئيساً لأمريكا.. أحلام امبريالية لا أحد يعلم كيف يمكن تنفيذها.
.. بعيداً عن أحلام ترامب الامبريالية.. ذكرت الفايننشيال تايمز البريطانية إن الرئيس الأمريكى القادم يريد أن يفرض تسوية سلمية على أوكرانيا.. من خلال التنازل عن أجزاء من أراضيها لروسيا.. وحتى بدون ضمانات أمنية أمريكية.
.. وفى المقابل قد يقوم ترامب بتخفيف العقوبات الأمريكية على روسيا.. وتوجيه الدعوة للرئيس الروسى بوتين لحضور أعياد الشكر فى مقر إقامة ترامب الخاص فى مارالارجو!!
الصفقة مع الصين
.. وقد يتم أيضاً عقد صفقة كبرى بين أمريكا والصين.. يقوم من خلالها ترامب بتخفيف قيود صادرات التكنولوجيا المتطورة الأمريكية إلى الصين وتخفيف حتى الجمارك على صادرات الصين لأمريكا.
وفى المقابل.. يفرض ترامب على الصين ضرورة التعهد باستيراد كميات هائلة من السلع والخدمات أمريكية الصنع.. ومقابل عقد الصين لصفقات تجارية هائلة مع الشركات الأمريكية الكبرى مثل «تسلا» صانعة السيارات الكهربائية المتطورة.
.. وفى النهاية قد يتراجع ترامب ويشير إلى عدم اهتمام أمريكا بالدفاع عن تايوان إذا قامت الصين بعملية غزو واحتلال لتايوان.
.. وذكرت فايننشيال تايمز أنه توجد حالياً حرب صامتة بين حلفاء أمريكا فى الغرب.. وسوف تزداد عنفاً فى عهد ترامب مع تصاعد التعريفات الجمركية الأمريكية على صادرات الصين ومختلف دول العالم لأمريكا.. وحلفاء أمريكا سوف يخوضون أيضاً حرباً تجارية ضد بعضهم البعض.. يأتى ذلك فى ظل انعدام الاستقرار السياسى فى كل مكان داخل أوروبا.
وتحذر الصحيفة من أنه قد يتم الاتفاق على وقف النار فعلاً فى أوكرانيا بالصيغة التى يريدها ترامب.. لكن هناك مخاوف واسعة فى أوروبا من احتمال لجوء روسيا لمواصلة الحرب مرة أخرى طمعاً فى المزيد من أراضى أوكرانيا.. أو لأى أسباب أخري.
ترامب بطبيعته يثير الشكوك دائماً فى إمكانية اشتراك أمريكا فى الدفاع عن حلفائها.. وفى هذه الظروف قد تقرر الصين وروسيا وكوريا الشمالية القيام بأعمال الحرب فى أى مكان من أوروبا وآسيا.. سواء ضد بولندا ودول البلطيق.. أو ضد تايوان فى آسيا.
.. وفى النهاية سوف تضطر القوى الديمقراطية فى أوروبا وآسيا إلى القيام بالدفاع عن أنفسهم. وعند النقطة الحاسمة سوف تتورط أمريكا فى الحرب.. كما حدث مرتين من قبل أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية.
فوضى فى كل مكان
.. لكن العالم سوف تنتشر فيه الفوضى فى كل مكان.. من فوضى الحرب فى أوكرانيا.. إلى فوضى الحروب الإسرائيلية فى الشرق الأوسط.. وفوضى سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا. وفى هذه الفوضى العالمية الشاملة لن تكون هناك قوة عالمية قادرة على قيادة النظام العالمي.. بسبب غياب الدور القيادى لأمريكا.. فى عهد دونالد ترامب.
وسوف تحرص أمريكا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبى على تجنب الحرب والصراع العسكرى المباشر فيما بينهم. لكن سياسات ترامب وإصراره على شعار «أمريكا أولاً».. وضرورة تنفيذه فى التجارة العالمية وفى الأمن وفى المؤسسات الدولية سوف يؤدى لحدوث فراغ شامل على مستوى القيادة العالمية.. بسبب الغياب الفادح للزعامة الأمريكية للغرب.
ومن المؤكد أن يتراجع معدل النمو الاقتصادى حول العالم.. وترتفع معدلات التضخم بصورة قياسية.. بسبب الحروب التجارية.. وسوف تتفاقم أزمات الحروب الأهلية فى دول مثل السودان.. وربما سوريا.. وسوف تفقد الأمم المتحدة قدرتها على مواجهة الأزمات العالمية وإيجاد الحلول لها.
صراعات القوى الإقليمية
وسوف يؤدى كل ذلك إلى تصاعد النزاعات والصراعات بين القوى الإقليمية.. التى تتنافس فيما بينها لتحقيق المزايا الاقتصادية والسياسية.. ومن أجل الحصول على مصادر الثروات الطبيعية.
وسوف يتكرر مشهد تدفق المهاجرين واللاجئين على أوروبا بلا انقطاع.. وسوف تنفرد الأحزاب الشعبوية فى أوروبا بالسلطة.. فى أجواء خانقة ينعدم فيها الأمن الاجتماعى والاقتصادى فى أوروبا.. كل دول أوروبا.
انسحاب أمريكى
> سوف تنسحب أمريكا ـ ترامب.. وراء الأسوار العالية للتعريفات الجمركية الباهظة.. وسوف تنسحب من منظمة التجارة العالمية.. وسوف ترتفع أسعار كل السلع والخدمات فى أمريكا.. وسوف تضطر بقية دول العالم للرد على ذلك. بهذا سوف تلجأ دول العالم إلى اتباع سياسات الاعتماد المتبادل فيما بينها.. وفى التجارة والاقتصاد سوف تعقد دول أوروبا اتفاقيات تجارية جديدة مع أمريكا اللاتينية والصين ومع الهند.
ويمكن أن تفتح أوروبا أسواقها أمام السيارات الكهربائية الصينية وأمام كل السلع القادمة من الصين.. وربما تشترط أوروبا ضرورة قيام الصين بإقامة مصانع لهذه السيارات فى كل دول أوروبا.. مع العمل على منع روسيا من القيام بأى عدوان جديد فى أوروبا.
مجموعة بريكس
ومن المؤكد أن يزداد اندامج دول الجنوب العالمى فى آسيا وأفريقيا مع الصين وسوف تنضم المزيد من الدول لمجموعة بريكس. وفى النهاية سوف تتراجع أهمية الدولار الأمريكى فى المعامل التجارية بين الدول.. وسوف تتراجع أهميته كعملة عالمية للاحتياطيات النقدية.
من الواضح أن سياسات ترامب الخاصة «بأمريكا أولاً» سوف تنجح. وترامب شديد الاقتناع بقوة أمريكا التى لا تقاوم.. وسوف يزداد تفوق أمريكا التكنولوجي.
فى الشرق الأوسط.. قد يتراجع النظام الإيرانى ويتعرض لأزمات داخلية عنيفة.. اقتصادية وعسكرية.
وسوف ترتفع أسهم الرئيس دونالد ترامب عالمياً.. وحتى داخل أمريكا.. وسوف يذهب أعداء ترامب فى أمريكا إلى السجون.
تزايد شعبية ترامب
سوف ترتفع شعبية الرئيس دونالد ترامب فى أمريكا.. خصوصاً بين الأغلبية الأمريكية البيضاء.. وسوف ينعم ترامب بحب جماهيرى ليس له مثيل.. مع تطورات أخرى كثيرة.. لن يتوقعها أحد.. ولن يتوقعها أحد فى هذا العالم المليء بالمفاجآت المذهلة.
وفى النهاية فإن القديم والعجوز يموت.. والجديد لا يمكن أن يولد فى هذا العالم الصعب وفى هذا الزمن الملئ بالأزمات والصراعات والحروب الدموية والتحديات.. وهذا هو جوهر الأزمة فى هذا العالم فى ٥٢٠٢. وعلى مدى السنوات الأربع القادمة من وجود الرئيس دونالد ترامب فى البيت الأبيض.
.. ويأتى كل ذلك فى وقت ينعدم فيه الاستقرار فى الداخل الأمريكي.. وشعار ترامب «أمريكا أولاً».. لن يجدى فى إيجاد الحل لأزمات أمريكا الاقتصادية. وسوف يزداد العجز فى الميزانية الفيدرالية الأمريكية. ويأى ذلك فى وقت تضاعف فيه حجم الدين القومى الأمريكى إلى مستويات قياسية تزيد على ٧٣ تريليون دولار..ويشعر كبار رجال المال والأعمال فى أمريكا بالقلق البالغ بسبب الصدام القادم بين ترامب وبنك الاحتياط الفيدرالى الأمريكي.. بسبب تداعيات المنافسة الاستراتيجية بين أمريكا والصين والحرب التجارية الأمريكية ضد الصين.
الخوف.. والأمل
واشنطن.. تنتظر يوم 20 يناير 2025 بالكثير من الشغف والأمل.. والخوف.. فسوف يتم تنصيب ترامب رئيساً لأمريكا للمرة الثانية. وسوف تتوافر أمام ترامب كل الفرص للاختيار بين البدائل.. العديدة.. وسوف تتوافر له سلطة الاختيار.. وسلطة التنفيذ. والعالم كله فى انتظار شكل العلاقات بين أمريكا وكل من الصين وروسيا. فهذه العلاقات ترتبط دائماً بالاستقرار الاستراتيجى العالمي.