كل الدراسات السياسية أكدت أن أهم الإنجازات التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى وفقاً لرؤيته فى الإدارة والحكم منذ توليه مهامه الرئاسية وحتى الآن، هى هذه الحالة من الأمن والاستقرار التى نعيشها ونستمتع بها حاليا، وأن الرئيس السيسى فى حربه ضد الإرهاب كان يستهدف سلامة المواطن والحفاظ على الأمن القومى لمصر وحماية حدود الدولة، أيضا فإن حرص الرئيس السيسى على تطوير القوات المسلحة وتنويع مصادر السلاح كان أهم نجاح حققته مصر خلال العشر سنوات الماضية، إذ أنه بنظرة سريعة لما يدور حولنا فى المنطقة ندرك إلى أى مدى كانت رؤية الرئيس فى هذا التوجه واقعية وصائبة، وإلى أى مدى استطاع الجيش المصرى أن يحافظ على مقدرات الدولة ومقدساتها وسط مؤامرات متعددة وأمواج عاتية.
أذكر ذلك فى خضم الأحداث الأخيرة بالمنطقة والهجوم الجوى الإيرانى «غير المؤثر» على إسرائيل، وما ظهر خلاله من استباحة الأمن القومى للكيان الصهيونى رغم ما يزعمه قادة تل أبيب من قدرات ثبت فشلها خلال الشهور الماضية باختراق المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة لمعلومات جيش الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة فى المعدات والأرواح، ورد إسرائيل على ذلك بحرب إبادة ومحاولات تهجير قسرى ضد سكان القطاع، كذلك فإن الخطوة التى أقدمت عليها إيران تظل من من أغرب وأفشل العمليات العسكرية لا سيما وأنها لم تسفر عن أى فعل سوى إعادة التعاطف الدولى تجاه اسرائيل التى كادت أن يلفظها الجميع بسبب عدوانها على غزة، ولتثبت إيران أن شعاراتها المعادية لأمريكا وإسرائيل تدخل فى نطاق خداع الشعوب العربية والإسلامية، وربما تكون جزءاً من مخطط تقسيم المنطقة.
لقد عاش العالم موقفاً إيرانياً غير واضح تجاه ما يحدث للأشقاء الفلسطينيين فى غزة من حرب إبادة وحصار وتجويع على مدى يزيد عن ستة شهور، وسط دهشة الجميع، خاصة أن إيران تملك من الأذرع العسكرية والسياسية بالمنطقة التى تمكنها من ممارسة ضغوط كبيرة على إسرائيل وتجبرها على وقف طلاق النار، غير أن هذا لم يحدث وعندما حدث تحرك الإيرانيون بسبب الهجوم الإسرائيلى على القنصلية الإيرانية فى دمشق، وجاء هذا التحرك عكس ما يحتاجه سكان غزة وعكس مصالح الأشقاء الفلسطينيين، خاصة فى هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ القضية الفلسطينية.
أعود لرؤية الرئيس السيسى فى الإدارة والحكم، وأجزم أنها الرؤية الصحيحة فى الوقت الصحيح، إذ أن الرئيس السيسى بمسارعته فى تنفيذ المشروعات التنموية الواسعة وببناء دولة عصرية حديثة تمتلك اقتصاداً قوياً وقوات مسلحة متطورة وقادرة، نجح فى ايجاد قوة الردع الهائلة لدرء المخاطر عن مصر، والتصدى لمحاولات التسلل والتخريب، فى إطار ما يقوله الرئيس دائماً بأن «القوى لا يستطيع أحد أن ينال منه أو أن يأكل لقمته».