مستمرون فى قراءة فكر الرئيس السيسى فى الإدارة والحكم، وهى قراءة تزيد من أهميتها النجاحات التى حققتها مصر خلال العقد الماضى، رغم الظروف المعقدة التى يعانى منها الإقليم والعالم والتى تأثرت بها مصر بطبيعة الحال دون أن يتسبب ذلك فى توقف مشروعها التنموى العملاق، والمتابع لكلمات الرئيس السيسى فى مختلف المناسبات، يدرك على الفور أن الرئيس السيسى مشغول دائما بقضايا الوطن وتحدياته، وأن رؤيته فى إدارة الدولة تعتمد فى الأساس على الصراحة والشفافية وتستهدف تحقيق مصالح مصرالعليا والحفاظ على أمنها واستقرارها، وبناء الدولة العصرية الحديثة القادرة على ممارسة دورها المحورى فى حماية الأمن القومى العربى والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وحقيقة فإن أهم ما فى رؤية الرئيس السيسى فى الإدارة والحكم أنها استندت فى جزء كبير منها على الاستفادة من تجارب الماضى وتلافى الأخطاء التى وقعت فى العهود السابقة، وقد أشار الرئيس السيسى الى ذلك فى أكثر من لقاء، وقال إنه درس تجربة محمد على فى القرن«19» وتجربة عبدالناصر فى القرن الـ«20» وعرف لماذا تم إفشالهما، وهنا نتوقف عند المغزى الذى أراد الرئيس السيسى أن يوضحه للمواطنين من خلال الإشارة لهاتين التجربتين، هذا المغزى يتلخص فى أن مصر سقطت فى «فخ» مخططات القوى الاستعمارية والتى لم تكن لتسمح بإيجاد دولة قوية فى مصر فى القرنين الماضيين، ومن ثم فإن الدولة العصرية الحديثة التى نطمح فى الوصول إليها فى القرن الحالي، تحتاج قدرات سياسية واقتصادية وعسكرية هائلة تحميها، وان هذه القدرات لابديل عنها وتتطلب المزيد من العمل والجهد والوعى والمشاركة و»التضحيات».
من هنا نتفهم ما ذهبت إليه رؤية الرئيس السيسى فى إدارة الدولة، من تنفيذ مشروعات قومية عملاقة فى إطار إستراتيجية طويلة المدى لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة وتوطينها بأجهزة الدولة المصرية المختلفة، أيضا فقد حرصت هذه الرؤية على تحقيق الإصلاح الاقتصادى والارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته فى مختلف مناحى الحياة بما يساهم فى الحد من الفقر وتوفير منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية، وتحسين جودة التعليم والخدمات الصحية، فضلا عن تعزيز الاستثمار فى البشر وبناء قدراتهم الإبداعية من خلال الحث على زيادة المعرفة والابتكار والبحث العلمى فى كافة المجالات.
لم تغفل رؤية الرئيس السيسى مسألة تنامى القدرات العسكرية للدولة بتطوير القوات المسلحة وتنويع مصادر السلاح، كما لم تغفل هذه الرؤية تنامى القدرات السياسية على المستويين الداخلى والخارجي، فعلى المستوى المحلى أتاحت الدولة الفرص لإنشاء الأحزاب ومشاركتها فى العملية السياسية والانتخابات، أيضا إطلاق الحوار الوطنى والذى بات يشكل وعاء محوريا فى مناقشة المشاكل وإيجاد الحلول لها، وعلى المستوى الخارجى فقد نجحت الدبلوماسية المصرية خلال السنوات القليلة الماضية فى تفعيل العلاقات بين مصر وسائر دول المنطقة والعالم وفى تكريس العلاقات المصرية العربية، والعلاقات بين مصر الاتحاد الأوروبى ومصر وأفريقيا وآسيا، وقد ساهمت هذه العلاقات فى تنامى دور مصر على المستويين الإقليمى والدولي، وأصبحت القاهرة مقرا رئيسيا لإنهاء العديد من أزمات دول المنطقة، وفى الصدارة منها أزمة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة المشتعلة حاليا، وجهود مصر الجبارة لدعم الأشقاء الفلسطينيين ومنع تصفية القضية الفلسطينية.
هكذا تتضح رؤية الرئيس السيسى فى الإدارة والحكم والتى تتطلب إدراكاً واسعاً، فى ظل محاولات خبيثة للنيل من التجربة المصرية الحالية، والتى أثبتت الأحداث نجاحها وتفوقها بكل المقاييس، وهو ما أشار إليه الرئيس السيسى فى كلمته فى حفل إفطار الأسرة المصرية، الرئيس السيسى قال: إن الميثاق والعهد بيننا قائم على الصدق والتجرد فى النوايا، والعمل بتفان والاجتهاد لأقصى قدر ممكن..نبتغى وجه الله سبحانه وتعالى ونسعى لأن تكون مصر فى صدارة الأمم لا نلتفت لمن يسعى لتشويه الحقائق ولا لمتربصى إراقة الدماء والقتل وعلى الرغم من جسامة التحديات، التى واجهناها على مدار عقد من الزمان إلا أن إرادة المصريين علت عما سواها ونفذت إرادتهم وأحلامهم المشروعة فى بناء دولة ديمقراطية، أساسها العلم والعمل وتسعى نحو السلام والتنمية وفى سبيل تحقيق ذلك دفعت أمتنا ضريبة الدم وقدمت التضحيات الغالية.
الرئيس السيسى أكد فى كلمته أيضًا، على استمراره فى السعى والاجتهاد من أجل رفعة وعزة مصر وتوفير الحياة الكريمة لشعبها والحفاظ على أمنها القومى واستقلالها وريادتها الإقليمية ودورها الدولي.. وقال:» إن قصة أمتنا على مدار عشر سنوات مضت ستكتب بحروف المجد والفخر، فى سجلنا الوطنى وتظل أحلام المصريين فى وطن يليق بتضحياتهم وتاريخهم هى البوصلة التى توجهها إلى السبيل نحو تحقيق الهدف المنشود وستبقى مصر بإذن الله عزيزة أبية وطنا عظيما، يتسع لكل المصريين».
فى الأخير.. فان كلمات الرئيس وفكره فى الإدارة والحكم، مازالت تحتاج المزيد من الدراسة والتحليل.. باعتبارها نبراساً للمواطنين المصريين.. والرد الحاسم على كل محاولات التضليل.. وللحديث بقية.