الأرض عند المصريين أغلى من الحياة، وفى الموروث الشعبى هى العرض والشرف، يموت من أجلها، ويقتل أيضا من أجلها، حتى الدراما تناولت هذا الأمر، فمجرد أن تبيع أرضك هو العار بعينه لذلك قالوا «عواد باع أرضه، شوفوا طوله وعرضه» فعندما باع عواد أرضه فقد الأهلية والشرف أن يكون إنسانًا، مجرد إنسان وعندما يتعرض الوطن لخطر يهدد الأرض ينتفض المصريون ويتحولون إلى مارد لا يفكرون فى أى شيء آخر، ولا تشغلهم الدنيا، إلا الحفاظ على أرضهم أو استعادتها، لا يغمض لهم جفن، ولا تهنأ لهم حياة يتحولون إلى جيش جرار، لذلك عرفت مصر أنها مقبرة الغزاة.
وعندما تعرضت سيناء للاحتلال عقب 1967 فى غفلة من الزمان، وخروج على قوانين الطبيعة، ترك المصريون الحياة بكل زخرفها، ووضعوا أمامهم هدفًا واحدًا، هو استعادة سيناء إلى حضن الوطن، لذلك كانت لحظات فاصلة، بقيت درسًا إلى يومنا هذا غير قابل للتكرار، وغير مسموح أن يتكرر، من هنا، تبدلت الحياة فى مصر، وبات الجميع على قلب رجل واحد، قيادة وشعبًا وجيشًا، تغير جذرى للمسار، وضع الجيش المصرى العظيم هدف كل المصريين، أن تعود سيناء ويتم تحريرها من الاحتلال مهما كان الثمن والتضحيات وبما يمكن تدبيره من امكانيات، ومهما كانت الفوارق مع العدو المسلح بأعلى الأمكانيات والمدعوم من أكبر القوى فى العالم لكن كل ذلك، لا يفرق ولا يعنى شيئًا عند المصريين وجيشهم، الأمر حسم يا شهيد، إما مقتولاً أو قاتلاً للعدو، لذلك بدأت مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة، وفقًا للعلم والتخطيط، وكانت الإرادة المصرية حاضرة متوهجة، والهدف واضحًا مثل الشمس ما أخذ بالقوة، لن يسترد إلا بالقوة وفى ٦ سنوات، تخللت هذه السنوات جولات ومعارك حرب الاستنزاف كبدت العدو خسائر فادحة، وأكدت أن النصر والثأر قادمان لا محالة، بعد أن استعاد المقاتل المصرى الثقة، واستعد بشكل يفوق الخيال و هو ما عوض الفارق الشاسع فى الامكانيات، فقد كان المقاتل المصرى هو صانع الفارق، والنصر، وسطر فى ملحمة العبور أكتوبر 1973 ملحمة وأسطورة بكل ما تحمله الكلمة من معني، تحدى فيها نفسه والواقع والظروف والموانع، بل والمستحيل من أجل الأرض، فتلك هى الساعة التى حلم بها وتطلع إليها، واستعد أن يقدم روحه وحياته من أجلها وهو يرى علم مصر يرفرف فوق أرض سيناء، انتصر المصريون عسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا وقانونيًا حتى عادت سيناء كاملة لا تنفص منها حبة رمل، إنها الأرض المصرية، وما تشكله من قدس الأقداس وأغلى ما فى الحياة لدى المصريين.
المعركة الآن وفى هذه المرحلة، وفى 2024 وما هو قادم بل والسنوات العشر الماضية وما يدور فى المنطقة بأسرها من صراعات واضطرابات وحروب إبادة، وتصعيد وحرائق على كافة الجبهات والاتجاهات الاستراتيجية لمصر، فى البر والبحر وما يدور فى الظلام من مخططات ومؤامرات وما يستهدف مصر من ضغوط، ومضايقات وحصار، ونشر سافر وفاضح للأكاذيب والشائعات والتشكيك، وحصار اقتصادى ومؤامرات خبيثة تسعى لحرمان مصر من مواردها الوجودية، بل وإغراءات تفوق التوقعات، بالمال، وحل الأزمات وكل ذلك والهدف هو الأرض المصرية وتحديدًا سيناء، قوى الشر تريدها لصالح المشروع الصهيونى إسرائيل الكبرى تلك الأوهام وأضغاث الأحلام التى تدفع الشعوب فى المنطقة ثمنًا فادحًا قتلاً وإبادة وتدميرًا وخرابًا.
قولاً واحدًا المعركة الآن على الأرض كما كانت قبل 51 عامًا كل ما يجرى فى المنطقة، الهدف منه مصر، سيناء تحديدًا، كل المضايقات والضغوط والتحديات والأزمات والتهديدات، تكمن فى إصرار قوى الشر على تنفيذ المخطط الشيطانى لكن كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى «لن يحدث».
ليس غريبًا أن نقول إن ما حدث فى 2011 وما حدث من سقوط الدولة الوطنية فى بعض الدول الشقيقة ما يحدث على كافة الاتجاهات الاستراتيجية من حرائق، وما يحدث فى السودان، وما يحدث فى القرن الأفريقي، والبحر الأحمر، وبناء السد الاثيوبي، وما حدث لقناة السويس، وما يدور من الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك، كل ذلك وأكثر الهدف منه تركيع مصر، واجبارها على الموافقة والتنازل عن الأرض، لكنها أحلام وأوهام الشيطان، فلم ولن يحدث وستبقى أرض مصر، وسيناء محفوظة «النصر أو الشهادة».
لماذا نحن مطمئنون واثقون أن أرض مصر «خط أحمر» أن سيناء كانت وستظل مصرية، ولن تفلح المؤامرات لأن هناك قائدًا عظيمًا اسمه الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يجسد شموخ هذا الوطن أدرك مبكرًا، وامتلك فضيلة ونعمة استشراف المستقبل، واخترق عقول قوى الشر المريضة، وعلم ما يدور فيها، وقرأ التاريخ جيدًا، فاستعد بكل قوة ورؤية، وإرادة، وامتلك سنام القوة والقدرة والحكمة، لذلك لن تتكرر سيناريوهات الماضي، وستظل الأرض المصرية فى حكم المقدس لا تفريط ولاتنازل.
فارق كبير بين ما حدث فى يونيو 1967 ربما يكون نفس أهداف قوى الشر، فى استهداف الأرض، والاطماع والمخططات التى تستهدف نزع وفصل سيناء عن الجسد المصري، لكن «مصر ــ السيسي» فى حالة اختلاف جذرى تقف على أرض شديدة الصلابة، فالرئيس عبدالفتاح السيسى لأنه قائد وطنى عظيم وشريف عمل على مدار 11 عامًا على تحصين هذا الوطن بكل ما أوتى من قوة، وبنى منظومة القوة والقدرة والردع المصري، وبالتالى فإن المساس بالأرض المصرية أو الاقتراب من سيناء يدخل فى عداد الانتحار لكل من يحاول الاعتداء على الأرض والسيادة المصرية أو تهديد الأمن القومي، فمصر لديها جيش وطنى عظيم هو الأقوى فى المنطقة، وأحد أقوى جيوش العالم، متسلحًا بالإعداد والتدريب والكفاءة والاستعداد والجاهزية وتراكم الخبرات، وأيضا بأحدث منظومات القتال فى العالم فى جميع التخصصات والأفرع الرئيسية، وقادر على الردع فى كافة الاتجاهات الاستراتيجية، ويثق المصريون بشكل مطلق فى قدراته، على حماية الأرض وهو أمر يحسب للرئيس السيسى الذى اتخذ قرارًا تاريخيًا منذ 2014 بتطوير وتحديث قواتنا المسلحة الباسلة، الحصن والدرع والسند أيضا فإن الدولة المصرية، فى أعلى درجات القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة، وتتمتع بثقل دولى وإقليمي، وصاحبة الدور المحورى فى المنطقة، لذلك جل ما يستطيع أن يفعله المتآمرون وقوى الشر والشيطان هو استهداف الدولة المصرية، بحجم غير مسبوق من الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك، وهذه الحملات تتصاعد وتتنامى ضد مصر كلما ازداد الموقف المصرى صلابة وحسمًا، ونال اليأس والاحباط من قوى الشر فى ظل قوة وقدرة وشرف الدولة المصرية التى رفضت فى شموخ كافة السيناريوهات الشيطانية، ومحاولات تركيع هذا الوطن، واجباره على التفريط فى الأرض لصالح الكيان الصهيوني، لذلك على كل مواطن مصرى أن يدرك ويسعى جيدًا أن أهداف حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك، فى حرب تدار ضد مصر، لذلك فإن الاصطفاف والالتفاف والدعم للقيادة السياسية العظيمة والشريفة هو فرض عين، وأيضا لابد أن يعلم ويدرك كل مواطن مصرى أنه مستهدف فى أرضه وحدوده.
أيها المواطن المصرى العظيم، ابن أعظم وأول حضارة عرفها التاريخ، صاحب الوطن الذى لم تتبدل أو تتغير حدوده منذ فجر التاريخ، لابد أن تدرك أن الحرب الشرسة التى تدار ضد مصر، هدفها ومطلبها أرضك التى هى قدس الأقداس، الحرب على القيادة والجيش الوطنى والثوابت والمواقف المصرية الشريفة بالأكاذيب والتشويه، لأن القيادة السياسية المتمثلة فى الرئيس السيسى وجيش مصر العظيم يقفون حائط الصد والجدار الصلب المنيع وحجر العثرة والشوكة فى حلق المؤامرة التى تستهدف أرض مصر «سيناء» من أجل أوهام الصهاينة فى إسرائيل الكبرى وأيضا مصر ترفض، تحت مبدأ الأرض لأصحابها، تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وهو ما يجعل مصر وقيادتها وجيشها هدفًا لقوى الشر، فلا تتعجب من تصاعد حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك وانتظر المزيد، وهذا دليل على شرف وقوة وقدرة وشموخ مصر وقيادتها وجيشها، لذلك لا تجعل قوى الشر تخدعك أو تنال من ثقتك.