لم يكن بايدن أكثر رحمة من ترامب، ولن يكون الرئيس الأمريكي الذي سيخلف ترامب ملاكا أو موضوعيا في سلوكه تجاه الفلسطينيين والعرب بوجه عام»، هذه هي الحقيقة التي يجب أن تتعامل معها الدول العربية في اجتماعها التاريخي في القمة العربية القادمة.. يجب أن يتذكر الجميع أن «الغرب -الامريكي» دعم وساند الكيان الصهيوني منذ أن كان مشروعاً احتلالياً بغيضاً، وبعد تنفيذ هذا المشروع وإنشاء «إسرائيل» وبعد توسعاتها التي جاءت علي حساب الأراضي الفلسطينية والعربية، ثم الآن ونحن نتابع هذه الحروب الإسرائيلية والضغوط الشديدة والمتكررة والتهديدات المتعددة لأجل التهجير القسري لسكان غزة ولأجل تصفية القضية الفلسطينية، فالحقيقة والتي يعلمها الجميع أن الأطماع الإسرائيلية لن تتوقف، ولن تقتصر علي فلسطين فقط، وإنما ستمتد هنا وهناك لأن إسرائيل الكبري حلم صهيوني ليس له حدود.
أزمة العرب أنهم آمنوا بالسلام وبذلوا كل جهودهم لإنهاء الحروب في المنطقة وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما الأخيرة خانت كل العهود والمواثيق، قتلت وأبادت نساء وأطفالاً ومسنين ومعوقين، لقد فرضت إسرائيل مبدأ استخدام القوة في كل شيء في القتل والتدمير والتجويع والاستيلاء علي الأراضي العربية، ومن ثم فإن استفاقة العرب في هذه الظروف أصبح أمراً مطلوباً، ومقابلة الكراهية بالكراهية سلوك لا مفر منه، كما أن التلويح بالحرب لن يكون كلاما أوتصريحات للاستهلاك المحلي فقط، وإنما سيتحول إلي حقيقة واقعة علي الأرض، ليس لأننا ضد السلام ولكن لأن إسرائيل لا تعرف إلا لغة القتل والإرهاب والحصار والتهجير، وهي لغة قد تصلح بعض الوقت ولكنها لا تصلح طول الوقت.
* يجب أن تعرف إسرائيل أن «للصبر حدوداً» وأن الشعوب العربية استنفدت رصيدها من الصبر والتحمل وهي تري كل يوم مشاهد القتل والتدمير لأشقائهم في قطاع غزة والضفة الغربية والجنوب اللبناني، كما يجب أن تعرف إسرائيل أنها كانت المستفيد الأول من السلام الذي اختاره العرب نهجا وإستراتيجية لهم، وأن الشعب الإسرائيلي عاش علي مدي خمسة عقود وهو لا يخشي من الحروب والصراعات، لأنه حتي في وجود المقاومة الفلسطينية كان الإسرائيليون يدركون أنهم ليسوا في حالات حروب بمعناها الشامل، وأنهم مستمرون يمارسون حياتهم اليومية بشكل وبأداء معتاد، أيضا يجب أن تعرف إسرائيل أن إنهاء حالة السلام لن يكون في صالحها علي الإطلاق، وأن دوران آلة الحرب بمعناها الحقيقي سيكلف إسرائيل خسائر كبيرة وربما يعرضها للفناء والانهيار.
* نريد أن يعرف بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وحكومته اليمينية المتطرفة أنهم لن يبقوا في الحكم مهما طال بهم الوقت، ومهما دعمتهم امريكا ولم تردعهم المنظمات الدولية، وانهم إلي زوال وعليهم أن يتركوا شعبهم وهو ينعم بالسلام كما تنعم به منذ توقيع الرئيس الراحل أنور السادات أول معاهدة للسلام عام 1979، نريد أيضا أن يعرف نتنياهو أنه في حال تمسكه بأطماعه في تهجير الفلسطينيين والاستيلاء علي الأراضي العربية، لن يستطيع تصفية القضية الفلسطينية، ولن يستطيع أن يوفر الأمن والأمان لسكان إسرائيل، والذين سيعانون من مشاعر الكراهية والرغبة في الانتقام من كل الشعوب التي تحيط بهم، وسيعانون كذلك من العزلة والاحتقار من كل مواطن عربي آمن بالسلام وعمل من أجله، ولم تشغله مسائل الجنسية والعرقيات ورفض كل ما تردد عن صراع الأديان والحضارات.
* نحتاج أن تصل أصواتنا العربية إلي كل يهودي داخل إسرائيل وخارجها، وإلي كل مواطن ومسئول في الولايات المتحدة وأوروبا، وإلي كل عاشق للأمن والاستقرار في العالم، بأن العرب يريدون السلام ولا يريدون الصراع، ولكنهم قادرون علي الحرب إذا اضطروا إليها، وأن إسرائيل كيان استعماري «ظلم وسرق وقتل ودمر ولايريد السلام»، ومن ثم فإنه لا لوم علي العرب إذا شنوا الحرب علي الكيان الصهيوني ولا لوم عليهم إذا توقفت بسبب انتباهتهم الحركة في البحار والمحيطات، وتأثرت بسبب رفضهم للظلم وتصديهم له أسواق النفط والتجارة العالمية واهتزت البورصات الدولية، وتوقفت حركة السفن والطائرات، وتحول الشرق الأوسط إلي نيران مشتعلة تأكل الأخضر واليابس وتهدد بنشوب حرب عالمية.
* نريد التأكيد علي الولايات المتحدة والغرب – ومن خلال قرارات القمة العربية المرتقبة – بأن الانجراف خلف إسرائيل يعرض مصالحهم للخطر كما يعرض الأمن والسلم الدوليين للتهديد، وأن بقاء أمريكا علي رأس العالم مرتبط بعدم الانصياع لأطماع إسرائيل، وبالحفاظ علي سيادة واستقلال الدول العربية، وبمنع التهجير القسري للفلسطينيين وإقامة دولة فلسطين المستقلة علي حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
> وأخيراً نتمني أن يعرف العالم أن الأمة العربية قادرة علي مواجهة التحديات وأنهابالفعل تستحق البقاء والخلود.