هل نستيقظ على الإعلان عن إدارة جديدة لقطاع غزة تدعمها إسرائيل وتكون بديلاً عن حركة «حماس» وماذا ستفعل إسرائيل بعد هذه الخطوة وهل ستتوقف عن حرب الإبادة التى تشنها على القطاع وهل ستسمح بإنهاء الحصار ودخول مساعدات إنسانية إلى سكان غزة وماذا عن مستقبل المنطقة فى ظل هذه الهمجية الإسرائيلية؟ هذه الأسئلة وغيرها تفرض نفسها هذه الأيام فى ظل تكثيف الاحتلال عملياته العسكرية ضد سكان غزة رغم استمرار الحصار والجوع، وتحدى حكومة تل أبيب لكل الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب المشتعلة منذ أكثر من 20 شهرا وتحويل غزة إلى مقبرة كبيرة تضم رفات أكثر من 55 ألف شهيد فلسطينى.. فضلا عن عشرات الآلاف من الشهداء الذين يقبعون تحت ركام المبانى ولم يتم الوصول إليهم أو التعرف عليهم،، علاوة على مئات الآلاف من المصابين الفلسطينيين والذين يعيشون الآن بين الموت والحياة.
>>>
هذه الأوضاع الإنسانية المتردية والرهيبة فى غزة تكشف أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على القطاع تقترب أرقامه من ضحايا الهجوم الذرى الأمريكى على مدينة نجازاكى اليابانية فى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وتسببه فى مقتل ما بين 60 ألفاً و80 ألف شخص، وفى حال استمرار العدوان فإن الخسائر ستقترب مما أحدثه الهجوم الذرى الأمريكى الثانى على مدينة هيروشيما اليابانية وسقوط ما بين 140 ألفاً و166 ألفاً من القتلى.. فيما ذهبت بعض التقديرات إلى أن عدد ضحايا غزة قد يصل إلى أكثر مما خسرته المدينتان فى حال استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ، وفى ظل استمرار عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار فى القطاع ، واستمرار استخدام الفيتو الأمريكى ورفضه لوقف العدوان والذى يتناقض مع المبادئ الديمقراطية الأمريكية ومع ما أعلنه الرئيس ترامب قبل وبعد وصوله البيت الأبيض، بأنه يريد وقف الحرب وانه يسعى للفوز بجائزة نوبل للسلام.
>>>
اللافت هنا هذا الغضب الأوروبى المتصاعد ضد ما يحدث فى غزة،، ملايين الأوروبيين يخرجون كل يوم للتظاهر والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلى على غزة وإنقاذ السكان من الحصار والجوع،، سياسيون أوروبيون لم يترددوا فى فضح جرائم إسرائيل فى القطاع واعتبارها «إساءة كبيرة» للقيم الإنسانية ،، قوات الاحتلال تحتجز سفينة المساعدات الإنسانية الأوروبية «مادلين» وتعتقل كل من عليها من نواب أوروبيين ونشطاء سياسيين، ثم هذا السلوك الجديد لمقدم البرامج البريطانى الشهير بيرس مورجان فقد عبر عن غضبه ورفضه المطلق لآراء ضيفته الصهيونية وخبيرة القانون الدولى «ناتاشا هاوسدورف» وأكد لها أن الرأى العام العالمى «انقلب ضد إسرائيل» بسبب حجم الموت والدمار الذى خلفه جيش الاحتلال فى غزة، وما وصل إليه القطاع من كوارث إنسانية وأخلاقية لا يمكن إنكارها.
>>>
نعود إلى تساؤلات البداية وما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عزم حكومة نتنياهو مواصلة الحرب رغم سيطرة جيش الاحتلال على نحو 80 ٪ من مساحة غزة، وعما يتردد عن ضعف قدرات « حماس» رغم نجاحها فى تكبيد جيش الاحتلال خسائر كبيرة فى المعدات والأرواح، ثم ما قيل أخيرا عن ظهور ميليشيا» أبو شباب «الغزاوية» والمدعومة من إسرائيل وإمكانية إسناد إدارة القطاع إليها بدلا من حركة حماس،، ويبدو من ترديد هذه الأقاويل أن الغرض منها «جس النبض» ومعرفة رد الفعل الفلسطينى والعربى الذى لن يشارك بالطبع فى هذا الاختيار مثلما لم يشارك من قبل فى اختيار «حماس»، أيضا فإن سلوك ميليشيا أبو شباب» فى الماضى القريب وتورطها فى أعمال إرهابية يثير القلق من إمكانية استخدامها فى أعمال إجرامية ضد سكان غزة، وفى التهجير القسرى لسكان القطاع فى اتجاه سيناء ، ودول أخرى بالمنطقة.
>>>
إذن.. نحن أمام أوضاع فى غاية السوء بقطاع غزة خلفتها إسرائيل بسبب حربها وحصارها للقطاع وتجويع الفلسطينيين وإذلالهم أمام مرأى ومسمع دول العالم والمنظمات الدولية ،، وفى المقابل، فإن العجز الدولى يواصل الإعلان عن نفسه كل يوم ، كما أن الموقف العربى لم يرق حتى الآن إلى المستوى الذى يمكنه من مواجهة جرائم الاحتلال ونواياه الخبيثة فى التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينينة، أيضا هناك التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران والتى قد تتحول إلى مواجهة عسكرية فى حال فشل الدبلوماسية الأمريكية فى الوصول لإتفاق نووى مع طهران، كل ذلك يؤكد أن الشرق الأوسط فى خطر محدق وأن إسرائيل قد تتسبب فى نشوب حرب شاملة تطال كل دول المنطقة.
>>>
ما نود الإشارة إليه هو أننا كمصريين يجب أن نكون مستعدين لمواجهة أى تطورات بالمنطقة، وأن نتوقع نشوب الحرب «اليوم» وليس «غدا».