قبل 10 أيام من الاستحقاق الانتخابى للرئاسة الأمريكية، لا تزال استطلاعات الرأى متقاربة بين المرشحين الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطية كاملا هاريس، حيث تركت نتائج استطلاعات الرأى جمهور المرشحين بحيرة كبيرة، إذ أظهر الاستطلاع الجديد تنافسا متقاربا بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس على المستوى الوطنى وفى ساحات المعارك أيضا.
وأظهر أحدث استطلاع للرأى الوطنى أجرته شبكة سى ان بى سى عدم حدوث تغيير فى السباق منذ الاستطلاع الأخير، حيث حصل دونالد ترامب على 48 ٪ وكامالا هاريس على 46 ٪ بين الناخبين المسجلين. جاء هذا مع تقدم ترامب فى القضايا الاقتصادية وهاريس فى قضايا الشخصية بما فى ذلك الصدق واللياقة البدنية.
فى غضون ذلك، تظهر عينة زائدة من الناخبين المسجلين المقيمين فى الولايات السبع المتأرجحة الأساسية – أريزونا، وجورجيا، وميشيجان، ونيفادا، وكارولينا الشمالية، وبنسلفانيا، وويسكونسن، أن ترامب يتقدم على هاريس فى تلك الولايات مجتمعة بنقطة واحدة فقط، بنسبة 48 ٪ مقابل 47 ٪ – مرة أخري.
بدورهم، يقول خبراء استطلاعات الرأى الذين أجروا استطلاع القناة إن التضخم لا يزال قوة مؤثرة فى تشكيل هذه الانتخابات، حيث قال 63 ٪ من الناخبين على المستوى الوطنى إنهم يشعرون بأن دخل أسرهم أصبح أقل من تكلفة المعيشة، ووصفه ما يقرب من نصف الناخبين بأنه أحد أهم القضايا بالنسبة لهم فى الانتخابات السابقة.
أما فيما يتعلق بالقضايا والصفات الرئاسية، فأظهر الاستطلاع أن هاريس تتقدم على ترامب بـ13 نقطة على المستوى الوطنى فى مسألة أى مرشح يتمتع باللياقة العقلية والجسدية اللازمة ليكون رئيسًا، كما أنها متقدمة بـ10 نقاط فى كونها صادقة وجديرة بالثقة. مع ذلك، يتمتع ترامب بميزة على المستوى الوطنى بفارق سبع نقاط عن هاريس فيما يتعلق بأى المرشحين يعمل بشكل أفضل على تعزيز الاقتصاد فى مجتمعاتهم.
هذا ولا تزال الاهانات الشخصية بين المرشحين مستمرة، إذ عمد المرشحان الديمقراطية كامالا هاريس، فضلا عن الجمهورى دونالد ترامب إلى تبادل الانتقادات والصفات المشينة. حيث سعى الرئيس الأمريكى السابق خلال الفترة الماضية على التقليل من شأن منافسته، بل وصفها بالطفلة غير القادرة على التعامل مع الملفات الدولية.
وقال إن الرئيس الصينى شى جين بينج سيتعامل مع نائبة الرئيس الحالى كامالا هاريس «كطفلة» إذا تم انتخابها.. إذ حين سأله مذيع الراديو المحافظ هيو هيويت: «إذا فازت كامالا بطريقة ما، سيتعين عليها التعامل مع شى جين بينج. كيف سيتعامل معها؟» ليرد ترامب قائلا: «كطفلة».
فى المقابل، وصفت هاريس غريمها بالفاشى سابقاً، وأمس جددت التلميح إلى أنه عاجز وغير قادر على تولى مسؤولية ضخمة كرئاسة الولايات المتحدة. فى حين وسمه نجم الروك بروس سبرينجستين المؤيد للمرشحة الديمقراطية بالطاغية.
فقد أعرب نجم الروك الشهير عن دعمه لهاريس محذرا من احتمال فوز منافسها، دونالد ترامب، بولاية ثانية . كما أضاف فى ظهور له خلال حملة دعم لهاريس فى أتلانتا، بولاية جورجيا التى تعتبر من الولايات المتأرجحة التى ينظر إليها على أنها حاسمة فى السباق الرئاسي، مساء أول أمس، أن ترامب «يسعى ليكون طاغية أمريكي». وأكد أن المرشح الجمهورى لا يفهم البلاد أو ما يعنيه أن تكون أمريكياً.
من جانبه، ظهر الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما مجددا مع المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس. ففى تجمع انتخابى فى أتلانتا أثار أبواما الذى لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة فى الولايات المتحدة، حماسة الحضور فى القاعة داعيا الناخبين فى ولاية جورجيا إلى تعبئة الصفوف والتصويت لهاريس.
فيما سخر الرئيس الأسبق مرة أخرى من ترامب لبيعه الأناجيل والساعات، مشيرا إلى أنه مثل جد أو قريب طاعن فى السن يود التدخل فى كل شيء. وقال مخاطبا الجمهور المحتشد: «مهلا، هل لاحظتم الجد، وهو يتصرف بطريقة مضحكة للغاية. لكن أوباما أوضح أنه على الرغم من أن الناس لم تعد تأخذ سلوك ترامب على محمل الجد، إلا أنه لا يزال يشكل خطرا.
فى الوقت نفسه، وفيما يواصل الملياردير الأمريكى المثير للجدل إيلون ماسك رائد الأعمال الذى صنفته فوربس على أنه أغنى رجل فى العالم دعمه الشرس للمرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، بشتى الطرق، فقد أظهرت تقارير أن ماسك قدم دعما لترامب خلال شهر أكتوبر يقدر بـ10 ملايين دولار.
يأتى هذا فيما ذكرت تقارير أخرى أن ماسك قدم حوالى 44 مليون دولار للإنفاق على مجموعته المؤيدة لترامب خلال النصف الأول من أكتوبر فقط، وذلك فى إطار تكثيفه لجهوده المؤيدة للمرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة.
أتت هذه المساهمات، التى جرى الكشف عنها فى ملف قدمته مجموعة أمريكا-لجنة العمل السياسى التابعة لماسك إلى اللجنة الاتحادية للانتخابات، بعدما أظهر تقرير سابق أنه قدم للمجموعة حوالى 75 مليون دولار على مدى ثلاثة أشهر بين يوليو وسبتمبر.
كما كشفت المجموعة، التى تركز على حشد الناخبين فى الولايات المتأرجحة السبع والحاسمة، أيضا عن إنفاق أكثر من 47 مليون دولار فى النصف الأول من أكتوبر.
وتعتمد حملة ترامب بشكل عام على مجموعات خارجية لاستقطاب الناخبين، ما يعنى أن لجنة العمل السياسى التى أسسها ماسك تلعب دورا كبيرا فى السباق المتقارب بين ترامب ومنافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كاملا هاريس.