من يتابع سلوكيات وتصرفات وتصريحات فلول ومطاريد الإخوان فى الخارج وعملاءهم وخلاياهم النائمة فى الداخل ، لابد وان تصيبه الدهشة من فرط غباء هؤلاء الذين تاجروا بدينهم ووطنهم فصدق فيهم قوله تعالى «الأخسرين أعمالا» نجد هؤلاء ينشطون وتدب فى أوصالهم الحياة مع سقوط الدولة الوطنية أمام الغوغائية أمثالهم فى اى مكان على سطح الأرض، فهم يقفون فى خندق أعداء الدولة الوطنية والجيوش الوطنية فى اى مكان، هؤلاء لا يستطيعون العيش فى ظل قواعد وقوانين منظمة ، الفوضى فقط تجمعهم وتنشط أوصالهم ، عندما تتأمل فى أقوالهم وأفعالهم لا تملك إلا ان تقول «سبحان الله» ما هذا الكم من النفاق الغباء؟
>>>
يتحدثون عن الإسلام ونصرته وعن الأقصى وتحريره وهم يجلسون فى شوارع لندن وإسطنبول خلف شاشات أجهزتهم وهم رقود ، هذه غزة التى تحوَّلت إلى مدينة للركام ، وهذه هى لبنان ، وهذه هى القدس ، لكن أين هم الإخوان واين هم الدواعش واين تنظيم القاعدة ؟ لم نسمع لهم صوت إلا مع سقوط الدولة السورية ، وهنا لنا وقفة ، حيث تمر السنون وتتوالى الأيام وتبقى الأحداث المفصلية محفورة فى الذاكرة نستلهم منها العبرة ونأخذ منها العظة ، وكانت فترة صعود الإخوان فى مصر كاشفة وفاضحة وملهمة ، وكما تخرج الخنازير من المستنقع فتترك آثارها على كل مكان تصل اليه بأقدامها المتسخة فقد فعل الإخوان نفس الشئ وأحدثوا نفس الأثر فى طول البلاد وعرضها.
>>>
واليوم ونحن نتابع الأحداث فى الإقليم المشتعل نقف على ناصية الحقيقية واقول بمنتهى التجرد لازالت خنازير المستنقع وأشباهها تعبث فى بعض مفاصل الدولة ، لذلك ولأجل ذلك أذكر نفسى وكل المصريين الشرفاء بأن معاركنا مع خنازير المستنقع مستمرة ولا يغرنكم ما يخرج من ألسنتهم فما تخفى صدورهم أكبر ، ويزعجنى من يتعامل مع الوطن وكأنه فندق! فهل مصر فندق اذا تعرض لأزمة بحثنا عن فندق آخر بلا ازمات ؟ هل من المروءة أن نكون معا على « الحلوة « ونفترق على « المُرّة» ؟ هل نترك مصر بجراحها النازفة وأوجاعها المستوردة ونرفع شعارات « الأنا مالية «؟ هل نترك الطبيب وحده يضمد الجراح ونقول له اذهب وقاتل وحدك إننا ها هنا متفرجون ؟
>>>
هل نعطى آذاننا وعقولنا لهؤلاء السماسرة الذين يبيعون ما لا يباع ويشترون ما لا يشترى فى بورصة الاوطان ؟ وهل مطلوب من الإعلام أن ينسحب من معاركه المستعرة مع هؤلاء الذين يمتطون أوجاع الوطن ويحاولون تحقيق بطولات زائفة أمام أعين البسطاء بحجة حرية التعبير ؟ هل من الحكمة عدم الرد على المجادلين والمراوغين وأصحاب الأجندات الاقليمية والدولية ؟ هل من السياسة أن نتغافل ونتغاضى ونكون أغبياء لبعض الوقت ؟ هل هذا هو وقت إمساك العصا من المنتصف ؟ هل المكان المثالى للسكن والبقاء هو الحى الرمادى ؟ هل نكف عن مطاردة خنازير المستنقع خوفا على ملابسنا من الاتساخ ؟
>>>
هل مصر وحدها التى تعانى من أزمات المناخ والكهرباء والتضخم والركود ؟ هل عميت القلوب والأبصار عن رؤية ما تحقق فى مصر خلال سنوات عشر ؟ هل توقفت محاولات التشويه والتشكيك منذ ثورة 30 يونية ؟ هل توقفت المؤامرات لحظة واحدة منذ انطلق المشروع الوطنى المصرى ؟ هل باتت أبواق أهل الشر المسمومة هى الصوت المسموع لدى البعض ؟ هل يستطيع الاعلام المصرى خوض المعارك ببراعة واقتدار وهناك من يشكك فيه بجهل وحماقة ويسخر منه بهذا الشكل المريب طوال الوقت ؟
أترك لكل قارئ أن يجيب عن تلك الاسئلة بضميره ودون النظر الى ورقة الآخرين ، أما رأيى الشخصى فهو أن قول الحق لا يحتاج استئذانا لكنه يحتاج مهارة ، ومطاردة أهل الشر وتتبع اكاذيبهم واجب ، والوقوف فى خندق الوطن بلا شروط فرض.