استحضر رئيس هيئة محكمة جنايات شمال القاهرة، المستشار معتز علي صديق، روح القانون واستعمل الرأفة في معاقبة المتهم «موظف بالمعاش» يبلغ من العمر 80 عامًا، لقيامه بقتل نجله عمدًا من غير سبق إصرار أو ترصد، بنطاق دائرة الساحل وحكم عليه بالسجن عامًا.
صدر الحكم برئاسة المستشار معتز علي صديق، وعضوية المستشارين محمد عبد الحميد عبد الجواد، وليد محمود أحمد، وحسين عبد الرؤوف نظمي، وأمانة سر محمد عطية وجورج ماهر.
فتش عن المخدرات
أغلب جرائم القتل الأسرية ترتكب تحت تأثير المخدر، فهو يذهب العقل ويجعل صاحبه يتجرد من مشاعره ويتلذذ بارتكاب جريمته، وفي الغالب يكون بدافع الانتقام من أحد أفراد الأسرة، أو يكون هو الضحية بسبب التعاطي، فالأسرة التي بها شخص يتعاطي المخدر تتحول حياتها لجحيم محقق مليئة بالمشاحنات والخلافات الدائمة مما يجعلها معرضة لمقتل أحد أفرادها في أي لحظة.
كما هو الحال في تلك القضية، أسرة بسيطة تتكون من أب على المعاش يبلغ من العمر 79 عام، وأم وأربعة من الأبناء، الابن الأصغر حاصل على دبلوم، كان منذ طفولته ابن مهذب والكل يشهد له بالادب والأخلاق الحميدة وبار بوالديه، كبر وصار شابا وبدأ يلتف حوله أصحاب السوء حتى سلك معهم طريق التعاطي، حاول والديه مرات ومرات عديدة اقصاؤه من ذلك الطريق، فينصاع لرغبتمها، إلا أنه كان يعود له مجددا، حتى فقد الوالدين الأمل فيه وبدأت الخلافات تزداد بينهما شيئا فشيئا، وتطورت للتشاجر والضرب بالأيدي أو أي أداة تقع عليها العين للحصول على المال اللازم لشراء المخدر.
وفي يوم الواقعة بنهاية عام 2023، صعد المجني عليه لمسكنه وطرق الباب ففتح الاب وطالبه الابن ببعض المال لشراء المخدر، فقام بإعطائه خشية التشاجر معه والتعدي عليه بالضرب، وأخذ المال وانصرف، وبعد وقت قليل عاد مرة أخرى ليطرق باب المسكن ويطلب المزيد من المال وهو في حالة هياج شديد فرفض الأب هذه المرة فقد ضاقت به الأرض ذراعا من أحوال نجله، ولم يعد يقوى على تقبل تصرفاته، فنهرنه الابن وحاول التعدي عليه، إلا أن الأخير سارع بالدخول للمطبخ واستل سكينا منه في محاولة منه للدفاع عن نفسه، وتخويف نجله، إلا أنه وقع ما لا يحمد عقباه، فقد تطاول الابن على والده بالالفاظ النابية والتشابك بالأيدي، وفي لحظة غضب منه قام بطعن نجله ثلاث طعنات نافذة بالصدر، أردته قتيلا ولفظ أنفاسه الأخيرة وفاضت روحه الي بارئها.
كشفت تحريات النيابة العامة، ان المتهم حدثت مشادة كلامية بينه وبين نجله، قام على إثرها بطعن نجله ثلاث طعنات بسلاح أبيض« سكين» نافذة بالصدر، فاحدثت إصابته التي أودت بحياته، وتم ضبط المتهم وبمواجهته أقر بقتله المجني عليه.
كما أقر بالتحقيقات وبجلسة تجديد حبسه، أنه لديه من الابناء أربعة كان أصغرهم المجني عليه حيث حصل الأخير على دبلوم فني صناعي والتحق بالعمل في عدة مطابع، إلا أنه لم يستمر في العمل بها لاعتياده تعاطي الجواهر المخدرة.
وأضاف بأن نجله كان دائم التعدي عليه بغية الحصول على أموال منه لشراء الجواهر المخدرة، وأنه بتاريخ ٢٠٢٣/١٢/٢٦ صعد نجله المسكنه وطلب منه مبلغاً مالياً فأجابه لذلك، وعقب مرور سويعات قليلة صعد لمسكنه وطلب منه مبلغاً مالياً آخر فرفض طلبه فسبه المجني عليه وأتلف باب العين سكنه فسارع بإحضار سلاح أبيض « سكين »وتعدي به على المجني عليه بثلاث طعنات نفذت في صدره قاصداً من ذلك قتله فأحدث إصابته التي أودت بحياته.
ومثل المتهم بمسرح الجريمة، وقام بمحاكاة تصويرية لواقعة قتله للمجني عليه أمام النيابة العامة.