ما يجرى فى الكواليس والخفاء، يكشف مدى الورطة التى تعانى منها الدولة العبرية، بسبب حربها فى غزة، ما يجعلها تواصل حرب الإبادة واستمرار المجازر بجنون ضد الفلسطينيين، وتشير التسريبات إلى أن «مبادرة بايدن» ما هى إلا محاولة لحفظ ماء وجه نتن ياهو وحكومة الحرب المجرمة، وتحاول الإدارة الأمريكية أن تقنع العالم بأنها تسعى للسلام، لكن الحقيقة أن تطورات الحرب تصيب إسرائيل فى مقتل وخسائرها فادحة، وأصبحت تبحث عن مقاتلين مأجورين من المرتزقة من خلال وسائل التواصل الأجتماعي.
مما يكشف عن الورطة والوحل الذى يغرق فيه جيش الاحتلال أن أمريكا تهدد قادة حماس فى الخارج إذا لم يقبلوا بهذه المبادرة فسيتم ترحيلهم من البلدان التى يقيمون فيها تمهيدا للقبض عليهم، بما يعنى أن الدولة الصهيونية وما تتمتع به من دعم من ولية نعمتها أمريكا قد فشلت فى تحقيق أى من أهدافها من تلك الحرب التى توهمت أنها ستخوضها كأنها نزهة، فوجدت فيها سما زعافا، وذاقت الأمرّين.
دولة الاحتلال تبحث الآن عن الخروج الآمن من غزة وبما يجعلها تدعى أنها انتصرت، وتبحث عن وسائل هنا وهناك، ورغم أنها لا تجد مخرجا ولا حلا، تدعى أنها ترفض مبادرة بايدة، رغم أن الأمريكان قالوها صراحة وفضحوا السر وقالوا إن إسرائيل هى التى طرحت المبادرة.
من جانبها تواصل الولايات المتحدة «الإسرائيلية» مغالطاتها وممارساتها بالغش والتدليس والتعامل بمئة وجه، وما جريمة مخيم النصيرات منذ ثلاثة أيام ببعيد، والتى راح ضحيتها أكثر من 600 شهيد وجريح من أهل غزة، كالمعتاد معظمهم من الأطفال والنساء، وقد تأكد أن وراء هذه المجزرة البشعة قوات أمريكية شاركت وخططت وجمعت المعلومات ونفذت العملية، وتمكنت من تحرير أربعة من الأسرى الصهاينية لدى حماس، لكن خسائر جيش الاحتلال كانت أكبر من ذلك.
يتوالى الكشف عن جرائم الدولة العبرية، فقد أدرجتها الأمم المتحدة على «قائمة العار» الأممية المتعلقة بعدم احترام حقوق الأطفال وما ارتكبه من انتهاكات، وهذا القرار سيترتب عليه عواقب خطيرة، من بينها قيام دول بفرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل وتجد نفسها فى مجتمع من الدول غير الديمقراطية (كأنها كانت ديمقراطية من قبل) والإضرار بسمعتها (الملوثة أصلا)، وسيتم الاستشهاد بالتقرير فى جميع هيئات الأمم المتحدة، ويعطى خلفية سلبية لمبادرات المقاطعة ونزع الشرعية والإضرار بالتجارة مع إسرائيل.
ونسبت مسودة القرار لإسرائيل مسئولية انتهاك القانون الدولى فيما يتعلق بإيذاء الأطفال، واستخدام واسع النطاق للقنابل وفرض حصار شديد على غزة ومهاجمة البنية التحتية الحيوية للاحتياجات الإنسانية بما فى ذلك مؤسسات الأمم المتحدة والمدارس والمستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي، وقيام إسرائيل بتجنيد الأطفال، واستخدامهم لحماية عناصرها وجنودها.
وكالمعتاد وعلى طريقتها الاستفزاية، ردت إسرائيلية بشكل سافر على القرار وتستعد لإغلاق مقر الأمم المتحدة فى الأراضى المحتلة وقطع الاتصالات مع مبعوث الأمين العام لعملية السلام وعدم منح تأشيرات لكبار مسؤولى المنظمة، وقال نتنياهو إن «الأمم المتحدة وضعت نفسها على القائمة السوداء للتاريخ»، ووصف وزير خارجيته القرار بأنه «عمل وضيع من الأمين العام، وسيكون له عواقب على علاقات إسرائيل مع الأمم المتحدة».
بعد إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، يسعى مجلس النواب الأمريكى فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، على الممتلكات والتأشيرات ضد المشاركين فى أى محاولة للتحقيق أو اعتقال أو محاكمة أى شخص محمى فى الولايات المتحدة أو الدول الحليفة.!!
الأمر ليس إلا بلطجة دول، يستحقون عليه الوضع فى «المزبلة» وليس فقط فى قائمة العار.!!