شهدت محافظة بورسعيد حادثًا مأساويًا راح ضحيته سيدة علي يد زوجها “المستهتر” الذي انهال عليها بطعنات “سكين المطبخ ” بلا رحمة بعد خلاف بينهما أثناء إعدادها الطعام له ليسقطها جثة هامدة غارقة في الدماء أمام طفلتهما الوحيدة وفر هاربًا بعد جريمته وتمكنت أجهزة الأمن من ملاحقته وضبطه.. تحرر محضرا بالواقعة وأخطر اللواء تامر السمري مدير الأمن، وتولت النيابة التحقيق.
الجريمة المروعة نرويها للعظة والعبرة وقد دارت أحداثها المؤسفة بمساكن حي السلام الجديد عندما اشتدّت الخلافات الأسرية فجأة بين الشاب المتهم وزوجته بسبب انسياقة وراء نزواتة مع رفاق السوء وتعاطية الكيف المدمر الذي أصبح أسيرًا له وضيع فيه أمواله من أجل سعادة زائفة لتتحول حياتهما الأسرية داخل “عش الزوجية” إلي جحيم لايطاق أمام رفضة صوت العقل و إصرارة علي عدم تقبل نصائحها له.
هكذا توترت العلاقة بينهما وازدادت سوءا بمرور الوقت ورغم ذلك اضطرت الضحية “الشقيانه ” للصبر املا في إصلاحة ومن اجل طفلتهما كما كان يعدها الأهل بعد حل أي خلاف واستجابة لوالدها المغلوب علي إمرة وعلي اعتبار أنها “أزمة وهتعدي” كما وعدوها ودون ان يدري احد بالمصير المجهول والكارثة التي تهدد حياتها بالضياع وتشريد صغيرتها بلا ذنب.
وقت الحادث كانت الزوجة المجني عليها “ريهام” بشقتها بعد عودتها من زيارة والدها في انتظار زوجها المتهم لحين حضوره من عمله وفور وصوله قامت بالإسراع للمطبخ لتحضير الطعام له لتحدث ببنهما مشادة كلامية أثناء ذلك ثار خلالها غاضبا يكيل لها بألفاظ قاسية كعادته ودون مراعاة لمشاعر شريكة حياتة ليتطور الأمر ويسرع دون” سابق إنذار” ممسكا بالسكين وينهال بالطعنات عليها بلا تردد و بكل قسوة وبلارحمة لدموعها وتوسلات وصرخات طفلتهما التي انهارت من هول المشهد والصدمة ويهرب للشارع بعد ان لفظت انفاسها الأخيرة وهو في حالة هياج يردد “قتلت مراتي .. ضيعت نفسي.. وشردت بنتي” واختفي خلال دقائق وسط ذهول الأهالي وجيرانة الذين تجمعوا في حالة فزع.
علي الفور تم إبلاغ رجال المباحث وانتقلت القوات والنيابة لمعاينة الجثة بمسرح الجريمة الذي تحول لخلية نحل من البشر حزنا علي من كانت تحظي بحب واحترام الجميع ونقلها بعدها لمشرحة المستشفى وانتداب الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة قبل تسليمها للأهل و التصريح بالدفن.
وأكدت التحريات التي اشرف عليها اللواء محمود أبو عمرة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام و أقوال الشهود تورط الزوج في الجريمة وأنة كان دائم افتعال المشاكل مع الضحية والتي تحملت سوء تصرفاتة “وطيشه وتهوره” وحياتة لنفسة كثيرا وأنة كان يقوم بإنفاق اموالة علي مزاجة فقط دون مرعاة لحقوق بيتة وطلباتة حتي اضطرّ بعدها لمد يدة علي ممتلكات الغير والاستيلاء عليها لتوفير نفقات “المزاج ” ورغم ذلك تحملتة وصبرت علي الابتلاء و لم تتخلي عنة في أزمتة بعد افتضاح أمرة وتشوية صورتها معة ومعايرتها وابنتها بتصرفاتة لتعيش “مهمومة وتعيسة “ودموعها علي خديها بالليل والنهار لاتدري ماذا تفعل بعد ان عانت الأمرين معة ولعدة سنوات حرصا علي طفلتهما “ابنة العشر سنوات” وأملا في حياة مستقرة باستجابتة للعلاج من الادمان والبعد عنة بعدما سقط فريسة لة ولم يدر بخلدها لحظة واحدة أنة “بجبروتة وقسوتة وعنادة” سيدمر كل شيء وأنة سيهدم كل شيء و سيكون سبب “شقاء وتعاسة فلذة كبدة ” وتدميرها نفسيا ومعنويا ماتبقي لها من العمر..
بعد اتخاذ الإجراءات القانونية تمكنت قوة بقيادة اللواء ضياء زامل مدير المباحث من ملاحقة المتهم وضبطة ليعترف بدموع الندم وبعد فوات الأوان بتفاصيل الجريمة وكيفية تنفيذها بعد فقدان السيطرة علي أعصابه.. مؤكدًا أن شبح ماحدث لم يفارقه لحظة وكأنه كابوس وحلم يصعب تصديقة فهو فعلا “يستاهل الشنق” حتي يستريح من العذاب بعد تدميرة حياتة الاسرية لان صورة وتوسلات زوجتة وابنتة “وعد ” لم تفارقة.. وفي النهاية قال بإن الادمان وحياة الاستهتار ورفاق السوء بداية لحياة الضياع والخراب لأي إنسان.
تحرر محضرا بالواقعة واحالتة للنيابة التي قررت حبسة اربعة أيام علي ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لة في الميعاد لحين احالتة لمحكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.. ولايزال التحقيق مستمرا.