في ظل هذه الأحداث الإقليمية والدولية الملتهبة، تقف مصر ثابتة شامخة قوية قادرة على حماية مقدراتها وأمنها، ينعم أبناؤها بالأمن والأمان والاستقرار، وتستمر مسيرة التنمية الشاملة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ 11 عامًا.
وتتزامن الأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط حاليا مع احتفالات المصريين بذكرى ثورة 30 يونيو، التي كانت بداية حقيقية لبناء دولة عصرية حديثة، وانطلاق عملية تنمية شاملة شهدت تنفيذ مجموعة هائلة من المشروعات القومية العملاقة في كل ربوع مصر، وفي كل القطاعات.
ثورة الثلاثين من يونيو لم تكن فقط ثورة شعب استرد وطنه من فئة حاولت اختطافه، بل كانت البوابة التي انطلق منها المصريون نحو البناء والتعمير، وأصبح كل شبر على أرض مصر يشهد إنجازًا جديدًا أو مشروعاً يفتح باب للأمل نحو مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
ولعل أهم مايميز عملية التنمية الشاملة التي أطلقها الرئيس السيسى بعد ثورة يونيو، أنها شملت كل محافظات مصر، فلم تعد العاصمة وحدها أو المحافظات الكبرى تستحوذ على النصيب الأكبر من المشروعات والاستثمارات والخدمات، بل أصبحت محافظات الصعيد والمحافظات النائية التي ظلت منسية لسنوات وعقود طويلة على قمة أولويات الموازنة وخطط التنمية التي تضعها الحكومة، وتحولت كل محافظات مصر وعلى رأسها محافظات الجنوب إلى خلية نحل، تقام عليها مشروعات للطرق والكبارى ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء ، وتفتح في ربوعها مصانع واستثمارات تزيد الانتاج وتفتح أمام الشباب الآلاف من فرص العمل.
ورغم كل الأحداث التي مرت بها البلاد منذ أحداث يناير 2011، استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تولى المسئولية من إعادة الاستقرار والأمن للبلاد، والتصدى والقضاء على كل محاولات إثارة الفوضى، إيمانًا منه بأنه لا بناء ولا تنمية ولا استثمار بدون توافر الأمن والأمان والاستقرار.
وبدأت مرحلة جديدة من الإصلاح الاقتصادي لبناء إقتصاد قوى على أسس سليمة وقواعد راسخة، حتى أصبح لدينا اقتصاد قادر على مواجهة التحديات، والصمود في وجه الأزمات والأحداث الخارجية الجسيمة التي تُفرض عليه.
وفي ظل ماتمر به منطقة الشرق الأوسط حاليًا من أحداث جسام، وحروب طاحنة تهدد وتزعزع أمن كل دول المنطقة، تتجلى بوضوح الرؤية الثاقبة للرئيس عبد الفتاح السيسى وقراءته السليمة للأحداث، بضرورة بناء جيش مصري قوى مسلح بأحدث أساليب القتال ويمتلك ترسانة متنوعة من الأسلحة الحديثة، ليكون قادرا على ردع كل من تسول له نفسه التعرض لأمن هذا الوطن أو المساس بمقدراته.
إن المصريون وهم يحتفلون بذكرى ثورة 30 يونيو، إنما يشعرون بالفخر بأن أصبح لهم دولة مدنية حديثة قوية تملك قرارها وقوتها وسلاحها، قادرة على حماية أمنها وسلامة شعبها، وبأن لهم رئيسًا وطنيًا حكيمًا يمتلك الثقة والخبرة والرؤية الثاقبة والقدرة على قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان.