في ذكري النكبة التي نعيش عامها السادس والسبعين هذه الايام… ثمة أباطيل كثيرة عن تلك النكبة روجها البعض من مؤرخي جماعات الارهاب المتأسلم وفي طليعتهم جماعة الاخوان الارهابية..منها مثلا أنهم كانوا هم -وحدهم – قادة الجهاد في تلك الحرب.. ومن كثرة كتبهم وأحاديثهم المزيفة للتاريخ خلال الـ 76 عاما الماضية.. يكاد يرصد المراقب أن ثمة انخداعا واسعا لدي الرأي العام للامة بها وأن هناك – حتي من مثقفينا – من يقتنع فعلا أنهم كانوا وحدهم في تلك الحرب وأنهم كانوا بالمئات رغم أنهم لم يتعدوا (العشرات) وكان دور هؤلاء العشرات محدودا وضمن فرق (المتطوعين من كل الاتجاهات الوطنية وقتذاك) والتي لم يزد عددها كلهاعن 4 ضباط و124صفاً وجندياً وقادها الشهيد العظيم المقدم أحمد عبدالعزيز!.. ولأن التاريخ لا يكذب ولأنه لا يزال هناك من يرصد ويوثق و.. فإن التاريخ يقول عكس ما يدعي الإخوان تماماً ويقول إن مشاركتهم في تلك الحرب كانت محدودة هذاعلي أية حال لقد قمنا في العام 1989 بإصدار عمل موسوعي وثائقي كبير- ولأهداف خاصة بهم يحمل عنوان (وثائق حرب فلسطين :الملفات السرية للجنرالات العرب) ويشتمل علي وثائق وضعها الجيش في العام 1962 ومن خلال وثائق الجيش في أثناء حرب 1948 بالصورة والخريطة والكلمة..توثيق نادر للحرب ومساراتها ومعاركها وشهدائها وقادتها بالاسماء.. في هذا العمل الذي نعتز به.. نجد الحقيقة الناصعة والقاطعة.. بأن من قاتل واستشهد هم أبناء مصر من الجيش والمتطوعين الشرفاء من كل الاتجاهات الوطنية وليس من الاخوان، كما حاولت كتبهم ومجلاتهم ترديد الاكاذيب بذلك.. وعلي سبيل التوثيق والتأكيد لتلك الحقيقة نجد في وثيقة تحمل عنوان: تشكيل الحرب للقوات المصرية المتجمعة بالعريش يوم 14 مايو 1948 (يعني قبل بدء الحرب مباشرة) الآتي:
أولاً : قوات الجيش :
1 – القائد:
عميد أحمد علي المواردي.
2 – القوات:
الكتيبة الأولي بنادق مشاة – الكتيبة السادسة بنادق مشاة – الكتيبة التاسعة بنادق مشاة – كتيبة مدافع الماكينة الثانية المشاة – كتيبة استطلاع من الآلاي الأول سيارات مدرعة – كتيبة دبابات خفيفة – آلاي مدفعية الميدان (25 رطل) – بطارية مدفعية الميدان (18 رطلاً) – بطارية مدفعية مضادة للدبابات (6 أرطال) – بطارية خفيفة مضادة للطائرات (40 مم) – بطارية أنوار كاشفة – تروب مضاد للطائرات (3.7 بوصة) – سرية إشارة مجموعة لواء مشاة – سرية مهندسي ميدان – سرية أعمال مهندسين عسكريين – مجموعة نقل جند خدمة جيش – سرية تموين وإعاشة لمجموعة لواء مشاة – قسم صيانة لواء مشاة وجماعة مخازن- قسم صيانة كتيبة استطلاع – قسم صيانة آلاي مدفعية ميدان : قسم صيانة بطارية خفيفة مضادة للطائرات – قسم صيانة كتيبة مدافع ماكينة – جماعة مهمات ميدان – مستشفي الميدان الأول – فصيلة بوليس حربي.
ثانياً : قوات المتطوعين (القوات الخفيفة) :
1- القائد : مقدم أركان الحرب أحمد عبد العزيز.
2- القوات : سرية متطوعين (4 ضباط و124 «صف وعسكري»).
3- الحملة والأسلحة : 8 رشاش برن – 106 بنادق – 4 مدافع ميدان خفيف (3.7 بوصة) – 4 مدافع مضاد للدبابات (2 رطل) – 8 حمالات مدفع – 8 عربة 1.5 طن ذخيرة – 3 عربة 1.5 طن خ ع.
ثالثاً : القوات الجوية : 6 طائرات قتال – 1 طائرة استكشاف وتصوير (خط أول بالعريش) – 6 طائرات قتال – 5 طائرات نقل (داكوتا) – جهزت كقاذفات متوسطة فيما بعد خط ثاني بالقاهرة – 1 طائرة استكشاف.
رابعاً: قوات سلاح الحدود : آلاي سيارات حدود – لحراسة السكة الحديد والساحل من القنطرة إلي رفح.
> هذه هي الحقائق كما أوردها التاريخ.. وكما وثقها الجيش المصري العظيم في زمن جمال عبدالناصر -الذي كان أحد أبطال تلك الحرب – فأين كان الاخوان منها؟ ولماذا يكذبون ويزورون التاريخ؟ وطبيعي أن هذا سؤال يحمل بداخله الاجابة..والاجابة هي أن (الكذب) علي الناس وعلي الشعوب ؛عقيدة إخوانية متأصلة في الجينات السياسية لجماعتهم وتوابعهم من الدواعش القدامي والجدد.. فلماذا لا يكذبون علي التاريخ أيضا؟
> علي أية حال.. علي نخبنا السياسية والثقافية التي توجه الرأي العام والتي تدعم (غزة) في ملحمتها البطولية ضد العدوان الاسرائيلي منذ 7 اكتوبر2023..الانتباه جيدا وهي في نضالها الشريف هذا لتلك الاختراقات الاخوانية لفكرية والتزييف للتاريخ وللواقع الذي تتقنه تلك الجماعات الارهابية..فتنخدع مجددا بها وبخطابها الذي يبدو في المظهر مؤيدا لفلسطين ولكن جوهر يستبطن زرع الفوضي وتفكيك الدول والجيوش والقفز إلي السلطة.
> لننتبه جيدا أنهم يريدون استثمار حالة التعاطف الشعبي الواسع مع غزة لكي.تتم إعادة إدماجهم في رحلة النضال الوطني ..لتعيش الامة مجددا زمنا من الفتن والزيف والارهاب.باسم (فلسطين) وفلسطين وغزة منه براء…حفظ الله المقاومة حفظ الله مصر!