فيها حاجة حلوة، الأغنية الساحرة التى وضع موسيقاها الكبير عمر خيرت وتغنيها ريهام عبد الحكيم بطلب جماهيرى فى أى احتفالية وجدتها تتحقق عمليا فى الايام الماضية من خلال ثلاث مناسبات تخص الفن والإبداع فى مصر، وتعبر ليس فقط عن تاريخ طويل مع االثقافة، والفن بكل نوعياته وألوانه، ولكن عن أجيال جديدة من المبدعين تنضم الى الأسبقين، تقدم معهم فنونا سبقتها، وفى نفس الوقت، تسعى الى التجديد، والعزف على نوعيات تتفق مع اللحظة التى نعيشها الآن، ثلاثة احداث متتالية هى المهرجان السينمائى الثالث والسبعين للمركز الكاثوليكى للسينما، ومهرجان ابداع الثالث عشر لوزارة الشباب والرياضة، واخيراً، مهرجان موسيقى الجاز فى دورته رقم 14 التى بدأت مساء الثلاثاء، أول أمس، وأخيراً تعديل التجديد اعتبره ومهرجان رابع تقدّمه الهيئة الوطنية للإعلام من خلال قناة النيل الثقافية لحفلات أم كلثوم فى الحادية عشرة مساء يومياً.
يوم «الجاز».. حفلة واحدة وخمسون فنانا
على شاشة القاهرة الاخبارية، قدم (عمرو صلاح) رئيس مهرجان القاهرة الدولى لموسيقى الجاز صباح الثلاثاء الكثير من المعلومات لبرنامج (صباح جديد) الذى استضافه للحديث عن المهرجان الذى يتابعه الكثيرون من محبى موسيقى الچاز، ولنعرف منه أن حفل افتتاح المهرجان اختير فى موعد الاحتفال باليوم العالمى للجاز، ويشارك فيه خمسون موسيقيا من مصر والعالم، وبينهم عدد من العازفين المتفوقين الذين ظهروا بعد الجيل الاول المؤسس لهذا النوع من الموسيقى فى مصر بداية من (يحيى خليل) وفرقته وصحفلاته فى دار الأوبرا الى (فتحى سلامة) ودأبه على البحث عن الأصول المحلية والافريقية لهذه الموسيقي، والآن اصبح لهذين الرائدين تلاميذا وجمهورا كبيرا ينتظر هذا المهرجان سنويا منذ 15 عاما، ويتزاحم للاستمتاع بموسيقى مختلفة عن الموسيقى العربية، ولكنها الأذواق التى اختلفت وتغيرت فى العالم كله مع بزوغ تيار العولمة.
إبداع.. ونجوم الزمن القادم
على شاشة أخري، ذهبت بنا قناة اكسترا لايف الى حفل ختام مهرجان (إبداع) فى دورته الثالثة عشرة، لتكشف لنا عن عدد كبير جدا من المسابقات فى كل فروع الفن، والرياضة والتكنولوجيا، ولأن المهرجان تقيمه وزارة الشباب والرياضة (التى حضر مسئولوها وعلى رأسهم الوزير اشرف صبحى الاحتفالية) فإن عدد المشتركين فى مسابقاتها كان كبيرا جدا، وكانت أعمار بعضهم معبرة عن چينات الموهبة حين تتدفق مبكرا لدى البعض، وللأسف فإن العدد الكبير من المتسابقين والمتسابقات الفائزين من طلبة وطالبات المعاهد والجامعات والأكاديميات المصرية لم يأخذوا حقهم من المعرفة والتصفيق بعد جهد كبير ولجان تحكيم كثيرة، ومع ذلك كانت الحركة السريعة على المسرح معبرة بشدة عن أجيال من الشباب المتفوق فى مجالات كثيرة كالفن والعلم والتكنولوچيا، وان هذا الجيل سيقدم الكثير لمجتمعه، الملفت فى احتفالية (ابداع) هو تكريمها لأجيال سابقة أبدعت واصبح لها تاريخ، مثل الكاتب المسرحى لينين الرملي، وأجيال تقدم إبداعها الآن مثل عازفة الهارب منال محيى الدين والإعلامى عمرو الليثى والفنانين محمد محمود وكمال ابو رية واحمد عبد العزيز واحمد زاهر وحسين فهمي.
المهرجان الكاثوليكى.. والعمر الطويل للسينما
على شاشة ثالثة هى (نايل سينما) حضرت افتتاح المهرجان السينمائى الأقدم فى مصر، والذى يقيمه المركز الكاثوليكى للمرة الثالثة والسبعين، ومن خلال عمله المستمر، يجيب رئيسه الأب ( بطرس دانيال) على اسئلة تدور بأذهان محبى السينما دائما حين يأتى موعده، منها ما يخص التكريمات، وفنانين ابدعوا طويلا ولم يتم تقديرهم، وفى الافتتاح مساء السبت الماضى كرم المهرجان الممثلان الكبيران (محمود الحديني) و(احمد ماهر) بجائزة الريادة، وليحكى الاول عن علاقته بالفن من ايام الدراسة وبالمركز الكاثوليكى منذ كان طالبا بمعهد الفنون المسرحية، بينما يوجّه الثانى التحية للمكان الذى صنع محبة الفن لدى الكثيرين (جئت هنا من زمان لأقدم مسرحية هاملت مع مجموعة من ممثلى المسرح المصرى وكل التحية لهذا المكان الطيب على ارض مصر الغالية)، اما الفنانة القديرة (سميرة محسن) والتى حصلت على جائزة الريادة ايضا فقد سعدت بالجائزة والمكان الذى تراه للمرة الاولى بينما صعدت على المسرح بصعوبة الفنانة (مادلين طبر) للتكريم ولتقول بشجاعة ان قدمها قد كسرت ليلة عيد القيامة، ولكنها حضرت لتتسلم جائزة تنتظرها منذ 35 عاما وبكلمات مؤثرة أضافت (أنا هنا من 45 سنة، اصبح عندى ولاء لمصر كولائى لبلدى لبنان، ، والولاء أعلى من الانتماء)، وجوائز أخرى قدمها المركز منها جائزة فريد المزاوى (أحد مؤسسى المركز الكاثوليكى بأرشيفه ونشاطه والمشارك فى اقامة المهرجان منذ عام 1952) للمخرج القدير (هانى لاشين) الذى قال انها جائزة تدفعه (للاستمرار فى تقديم فن صادق للإنسان) وجائزة الاب يوسف منصور للفنان المممثل ( شريف الدسوقي) بعد جائزته فى مهرجان القاهرة السينمائى عن فيلم (ليل خارجي)، وجائزة التميز للإعلامية (هالة حشيش) عن رحلتها الكبيرة مع اتحاد الاذاعة والتليفزيون، وجائزة المركز الخاصة للكاتبة (مريم نعوم) صاحبة الأعمال الرائعة وآخرها مسلسل (لام شمسية).
من السينما.. للتليفزيون
وطبقا للأحداث، فإن المهرجان لم يفته الإشارة الى رحيل البابا مع اهداء الدرع التذكارية للمهرجان لسفارة الفاتيكان فى مصر، إضافة الى عدة جوائز للإبداع الفنى حصل عليها المنتج الكبير حسين القلا الذى توقف عن الانتاج منذ فترة ولكنه حرص على القول بأن (السينما المصرية بخير)، وأيضا كرم المهرجان الفنانتان القديرتان (لوسي) و (انتصار) وعازفة البيانو الكبيرة (مارسيل متي) أول عازفة مصرية تعزف مع فرق عالمية، وجائزة الابداع الفنى لمدير التصوير السينمائى (مصطفى عز الدين)، اما عن. الابداع فى دراما التليفزيون فقد حصلت الممثلة إيمان العاصى على جائزة افضل ممثلة لعام 2024 عن دورها فى مسلسل (برغم القانون) وحصل الممثل طه دسوقى عن جائزة افضل ممثل عن دوره فى مسلسل (حالة خاصة) وحصلت الممثلة الشابة هاجر السراج على جائزة المركز التشجيعية، اما نادية عياد، ابنة المؤرخ الراحل فريد المزاوى احد مؤسسى المركز، فقد صرحت بأن مقتنياته ستظل فى حوزة المركز الذى آمن برسالته لدعم الفن السينمائى دائما.