رغم ما تمر به المنطقة والعالم أجمع من أزمات وحروب ونزاعات دولية وإقليمية، ورغم ما نعانيه من عثرات اقتصادية وشح فى الموارد وأزمات دولارية، إلا أنه دائما وأبداً هناك بارقة أمل وطاقة نور تشع علينا من داخل النفوس والعقول المصرية الأصيلة التى تعرف وتقدر معنى قيمة وطن، نجد أن هناك كنائس تفتح أبوابها لطلاب الثانوية العامة مسلمين ومسيحيين بقاعات مكيفة ومجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا حتى يستطيع الطلاب تحصيل العلم ومراجعة مواد الثانوية العامة وقت انقطاع الكهرباء.
نجد مكتبة الإسكندرية قد فتحت أبوابها لاستقبال طلاب الثانوية العامة فى الإسكندرية بمساعدة الشباب والمتطوعين من التحالف الوطني، ومساندتهم فى المراجعة النهائية قبل الامتحانات، بمجموعة متنوعة من الخدمات تشمل قاعات مخصصة للمراجعة ومجهزة بالكامل للمراجعة الفردية والجماعية، علاوة على توفير مجموعة واسعة من الكتب والمجلات والمواقع الإلكترونية التى تغطى جميع المواد الدراسية واستشارات إرشادية للطلاب حول كيفية تنظيم الوقت وتقنيات التعلم الفعالة.
نجد أن رئيس الحكومة يعتذر للشعب المصرى عن مشكلة انقطاع الكهرباء، مؤكداً أن هناك توجيهات رئاسية بالتعامل مع الأزمة غير المسبوقة والتدخل بصورة استثنائية لحلها، وتدبير مليار و180 مليون دولار ستخصصها الدولة لتوفير شحنات الغاز والمازوت للوصول إلى صفر انقطاع فى التيار الكهربى بصورة تامة طوال فصل الصيف بداية الأسبوع الثالث من يوليو، نجد أن الدولة تقوم بتبكير صرف المعاشات عن موعدها لمواجهة الأزمات الاقتصادية والتخفيف عن المواطنين.
نجد أن التحالف الوطنى خلال 9 أشهر نجح فى تقديم مساعدات استهدفت أكثر من 30 مليون مواطن من الأسر الأكثر احتياجاً و25 مليوناً بمساعدات غذائية بكافة أنواعها و5 ملايين مستفيد من الخدمات الصحية، علاوة على دعم طلاب الجامعات غير القادرين وسداد ديون الغارمات وإطلاق مبادرة ازرع استهدفت 100 ألف من صغار المزارعين لزراعة 150 ألف فدان وتوفير الأسمدة والمبيدات والتقاوي، علاوة على تقديم 2619 شاحنة تتضمن أكثر من 54 ألف طن من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والدوائية والملابس والبطاطين وحفاضات الأطفال وغيرها من الاحتياجات اليومية والمعيشية إلى أهالينا فى غزة خلال 213 يوما فقط من بدء العدوان، لمساندتهم وتقديم يد العون فى ظل ظروف حرب الإبادة التى يمارسها الكيان على أهالى وسكان القطاع.
أرى أن مصر التى شكلت خلية أزمة لمتابعة أوضاع الحججاج المصريين وتوعدت بعقوبات رادعة لكل من يثبت تورطه، وشكلت غرفة عمليات ولجنة تحت رئاسة وإشراف رئيس الوزراء للتواصل المباشر وتقديم والمساندة لأسر الضحايا والمصابين، مصر التى شكلت خلية أزمة لمشكلة انقطاع الكهرباء، مصر التى تحمل على كاهلها دعم الأسر الأولى بالرعاية فى الكفور والنجوع، هى أيضا مصر التى تدافع عن القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية وتقدم يد العون والمساعدات الغذائية والانسانية لأهالينا فى قطاع غزة، هى أيضا مصر التى تتحمل الضغوطات العالمية وتصدير الأزمات واحدة تلو الأخرى للقبول بمخططات التهجير القسرى وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، هى مصر التى كتب عليها أن تفتح أبوابها أمام اللاجئين من جميع الدول العربية والإفريقية التى بها حروب وكوارث انسانية، لذا بات لزاماً علينا الوقوف خلف الوطن.. حفظ الله مصر.