عمار يا مصر يا «أم الدنيا».. ربك حارسها.. قال عنها: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)
إنها بالفعل «أزمة وهتعدى».. فمصر ليست الدولة التى تعجزها أزمات أو تحديات أو تسقطها مؤامرات ومخططات.. فلطالما واجهت معتركات وصراعات واستهدافات خطيرة وعبرت وانتهت كل هذه التهديدات وبقيت مصر تعانق الخلود.. وما ضاقت إلا فرجت ولأنها دولة تحظى بحماية الله ورعايته فهى المحفوظة والتى قال فيها المولي- عز وجل: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) وحباها رب العالمين بقيادة وطنية شريفة وحكيمة.. قادرة على إدارة التحديات والأزمات والمؤامرات والمخططات بما يحفظ مصر وشعبها.. فيا له من قائد عظيم جسور صبور.. الدنيا تشتعل والحرائق مستعرة حول مصر والمنطقة فى أتون الصراعات والاضطرابات والتوترات وتنعم مصر بأعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار بفضل من الله.. ورؤية هذا القائد الأمين الذى ساقته الأقدار ليبنى قواعد القوة والقدرة والردع فى زمن لا يعرف إلا القوة.. يأكل فيه القوى الضعيف وهو القائل «العفى محدش يقدر ياكل لقمته» و«الأسد محدش يقدر ياكل أكله».. أدركها الرئيس عبدالفتاح السيسى مبكراً.. واستشرف المستقبل وقرأ القادم من شرور ومؤامرات ومخططات أهل وقوى الشر وان مصر دولة عظيمة مستهدفة.. لذلك يقيناً ان أهم وأعظم إنجازات الرئيس السيسى هو تحويل مصر من دولة كادت تضيع بسبب ما تعرضت له من ضعف وغياب لرؤية البناء والإصلاح وما واجهته من فوضى عارمة كادت تأكل الأخضر واليابس فيها إلى دولة (عفية) قوية وقادرة يحترمها ويخشاها الجميع.. تطبيقاً لمقولة «العفى محدش يقدر ياكل لقمته» تلك هى إستراتيجية وطنية.. مكنت مصر من القوة والقدرة والأمن والاستقرار فى محيط غاية فى الاضطرابات والاشتعال وما كان أعداء مصر يحاولون تشويهه والتشكيك فيه بات الآن هو أهم وأبرز نقاط القوة فى مصر جنبها ويلات التهديدات والأطماع والمؤامرات.
مصر فيها «حاجات حلوة» كثيرة جداً.. يكفى المصريين ان هذا الوطن يتمتع بأعلى درجات القوة والقدرة والردع.. يقف على أرض شديدة الصلابة لكنه فى الوقت ذاته يتعامل مع الأمور والتحديات والتهديدات بحكمة بالغة لا يغامر.. ولا يعرف التهور أو الاندفاع يستطيع تحقيق أهدافه بوسائل وأوراق وبدائل مختلفة.. ورغم هذه القوة التى تحمى وتدافع وتصون أمن هذا الوطن إلا انه قادر على مجابهة الأزمات والتهديدات والصراعات والأطماع بوسائل أخرى تتمتع بخصوصية الحكمة والحنكة والتريث والثقة وإدارة الأزمات.. وتقديرات المواقف وفق حسابات دقيقة تجهض ما يحاك لمصر فى جنح الظلام وهى على اطلاع ودراية به.. مما يحول الأزمات إلى إنجازات ويجنب مصر أى خسائر ويحفظ لها ولشعبها مسيرة البناء والتنمية ومسار التقدم واستكمال المشروع الوطنى لتحقيق آمال وتطلعات المصريين.
مصر فيها حاجات حلوة كثيرة.. ليس فقط فى أنها دولة نابضة بالحياة قادرة تحظى باحترام العالم وتخشاها قوى الشر.. ولكنها أيضاً – وهو ما يجب ان يدركه كل مواطن – انها واحة الأمن والأمان والاستقرار.
مصر فيها حاجات حلوة كثيرة فقد أكرمها المولي- عز وجل- برؤية المستقبل جيداً.. وما زرعناه خلال 10 سنوات نحصد ثماره الآن فى كثير من المجالات والأمور.. ويخفف عنا هول وتداعيات أزمات عالمية قاسية.. يكفينا حجم الفرص الواعدة التى تحقق معدلات قوية فى جذب الاستثمارات.. لدينا مميزات من خلال الموقع الفريد لمصر على شاطئى البحرين المتوسط والأحمر ورأينا كيف نجحت مدينة العلمين وفى الطريق مدينة رأس الحكمة ولدينا الكثير من الفرص الاستثمارية فى قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة والموانئ المصرية العالمية.. والمثلث الذهبى والموارد والثروات التعدينية والطاقة والصناعة والزراعة.. لذلك أصبحت فى كل ربوع البلاد فرص استثمارية حقيقية تستطيع ان تعبر بمصر الأزمة الاقتصادية بل تدفع بها إلى تحقيق أهداف اقتصادية تنعكس على المواطن وجودة حياته وتحقيق انفراجة على كافة المستويات.
مصر فيها حاجات حلوة.. لذلك ما أعلنه بالأمس وزير التجارة والصناعة عن المعدلات التى حققتها الصادرات السلعية المصرية ووجود زيادة ملموسة رغم الأزمات والتقلبات الاقتصادية العالمية التى تأتى نتيجة صراعات واضطرابات إقليمية ودولية هو أمر يدعونا للتفاؤل بشرط الاستمرار بإرادة وعمل مستمر فى هذا الطريق وصولاً إلى تحقيق الهدف الرئاسى الوطنى فى وصول الصادرات المصرية السلعية إلى 100 مليار دولار ونلمس هنا رائحة توجه الدولة المصرية إلى الاعتماد على الذات قدر المستطاع من خلال تعظيم التصنيع المحلى الوطنى والعسكرى وبدأنا نستشعر ان هناك طفرات بالإضافة إلى وجود رؤية واضحة للمضى فى هذا الطريق من أجل زيادة معدلات التصدير وتخفيض معدلات الاستيراد والواردات وهو ما سوف ينعكس على الاقتصاد المصرى وبقوة ويضمن استمرار وتزايد التدفق الدولارى أو من العملات الصعبة بشكل عام باستمرار وعلى نحو مستدام فهذا هو الحل الأمثل.. والطريق الصحيح فلماذا لا نتحمل نحن المصريين فاتورة الاعتماد على الذات والاعتماد على المنتج المحلي.. أوما يحمل (صنع فى مصر) حتى وان كان فى البدايات أقل جودة من المستورد لكنه لا محالة سيصل إلى نفس درجة الجودة وربما أفضل وهناك منتجات مصرية لا تقل جودة وربما تزيد على مثيلاتها المستوردة.. لذلك لابد ان نمتلك إرادة تحقيق أهدافنا وضمان عدم تكرار أى أزمات اقتصادية.
الصادرات المصرية السلعية رغم الأزمات العالمية المتلاحقة سجلت هذا العام 35.6 مليار دولار بالإضافة إلى انخفاض الواردات بنسبة 14٪ خلال العام الماضى حيث بلغت 72 مليار دولار و539 مليون دولار مقابل 83 مليار دولار و988 مليون دولار عام 2022 أى أن هناك انخفاضاً وصل إلى 11 مليار دولار و158 مليون دولار.. وهو أمر جيد فى ظل الأزمات والصراعات والاضطرابات الدولية والإقليمية.. ولكن أتمنى العام القادم ان تصل الصادرات إلى أكثر من 50 مليار دولار وتراجع الواردات بنسبة لا تقل عن 30٪ وهو أمر يساهم فى استقرار الدولار والعملات الصعبة وينعش الاقتصاد المصري.. وأيضاً نحن مطالبون ببذل جهود أكثر لتسويق فرص الاستثمار الغزيرة لدينا.. وكذلك مزيد من الاهتمام الملموس حالياً بالتصنيع وتوطين الصناعة وتعميق المكون المحلى وتصنيع احتياجاتنا فى الكثير من المجالات سواء الأجهزة الكهربائية المنزلية أو المعدات الطبية أو مستلزمات الرعاية الصحية والعمليات الجراحية.. حتى النظارات الطبية والتركيز فى مجال السيارات والأتوبيسات ومكونات المعدات التى تدخل فى تنفيذ المشروعات التنموية.. هناك أمور ومجالات ومعدات لابد أن نحصيها بشكل جيد ونقوم بالعمل على إنتاجها محليا وترسيخ التعاون بين شركات ومصانع وقلاع الدولة والقطاع الخاص.. فمصر أمانة فى رقبة الجميع.. وأمنها واستقرارها ومستقبلها يتعلق بكل مصرى شريف لأنه لابد من حتمية التعاون والشراكة والاصطفاف.. لذلك من المهم ان تكون لدينا قاعدة بيانات دقيقة باحتياجاتنا فى كل المجالات.. ووضع قائمة بالأهداف المرجوة ونسب الاستغناء فى كل المجالات المراد تحقيقها.. فالأزمة الاقتصادية ليست فى وجهها السلبي.. ولكن هناك نقاطاً إيجابية وهى فكرة تحفيزنا ودفعنا على الاعتماد على أنفسنا وتعظيم الإنتاج المحلى والعمل طبقا لرؤية الرئيس السيسى فى حتمية مواجهة تحدياتنا وأزماتنا.
مصر فيها حاجات حلوة كثيرة.. ففى ظل المؤامرات والمخططات والحصار والتضييق واستهداف المنطقة والجوار بالاشعال من حولنا.. خاصة فى ظل ما يحدث فى كافة الاتجاهات الإستراتيجية وصناعة اضطرابات ومخاوف فى البحر الأحمر وهو ما أدى إلى انخفاض وتراجع إيرادات قناة السويس إلى 46٪ إلا أن النعمة الكبرى هى أننا أمام شعب فاهم وواع ومدرك لما يدور ويحاك لمصر.. يتحمل ويلات الحصار وصناعة الاضطرابات والصراعات ويبقى دائماً على قلب رجل واحد.. واصطفاف وكما وصفه الرئيس السيسى هو شعب صلب وقدم له الشكر والتقدير على تحمله مثل هذه الظروف الصعبة من أجل وطنه.. وهذه النعمة جاءت من نجاحات بناء الوعى الحقيقى وترسيخ التشاركية فى تحمل مسئولية بناء الوطن والحفاظ عليه وحماية أمنه واستقراره بين القيادة والشعب وحرص الرئيس السيسى الدائم على استدامة الحوار بين المصريين وكذلك حرصه على الحديث مع شعبه بشفافية ومصارحة ووضوح ووضع كل ما هو موجود بين يدى المصريين.. لذلك يعون جيداً ما يحدث.
مصر فيها قائد عظيم واستثنائى فهذا الوضع الإقليمى والعالمى وما نشهده من حرائق وصراعات واضطرابات وأزمات اقتصادية عالمية لها تداعياتها وآثارها القاسية على الجميع ومنها مصر ويقف شامخاً حكيماً صبوراً متمتعاً بأعلى درجات الحكمة.. لا يتحدث إلا بعد أن يكون الإنجاز واقعاً على الأرض.. وفى ظل كل هذه التحديات غير المسبوقة حافظ على مصر ووحدة وسلامة أراضيها وأمنها واستقرارها وبنى قوتها وقدرتها ويمتلك أعلى درجات التحدى لاستكمال مشوار البناء والتنمية والتقدم ونجح فى أن يملأ خزينة مصر بالفرص الاستثمارية العظيمة والهائلة.. لذلك لا نملك إلا أن نقول له كان الله فى عونك سيادة الرئيس ولك من هذا الشعب كل التحية والإجلال والاعتزاز والاصطفاف الوطنى خلف قيادتك.. وبالفعل كله يهون إلا بلدنا.. هى الملاذ والحياة والمصير.. فماذا يفيد أى شيء بلا وطن.
مصر فيها حاجة حلوة أيضاً.. ناس طيبة وخيرة بتحب بلدها.. وتضحى من أجله.. ولذلك أتوقع ان يسطر المصريون كعادتهم مع اقتراب الأيام المباركة فى شهر رمضان أعلى وأسمى درجات التكافل والتراحم والعطاء.
إذا كان الناس سعداء بالتراجع الكبير لسعر صرف الدولار فى السوق السوداء وأيضاً تراجع أسعار الذهب بسبب إجراءات حازمة تتخذها الدولة ضد المتاجرين والعابثين والمتلاعبين والجشعين والمحتكرين والفاسدين وأيضاً ما لديها من فرص استثمارية عظيمة.. وثقة دولية فى مستقبل الاقتصاد المصرى وأهمية مصر للعالم لكنهم فى الوقت ذاته يسألون: انخفض الدولار والذهب فمتى تنخفض الأسعار؟.. أعتقد أنه فى ظل قضية الرهان على العرض والطلب فى وطن مستهدف من الداخل والخارج وعبث طيور الظلام من الجماعة الإرهابية وتجار الأزمات والذين يفتقدون نخوة الوطنية.. لذلك لابد من مراقبة حازمة وعقاب شديد للمتلاعبين فى الأسعار بالإضافة إلى نقطة أكثر أهمية إذا كنا نتحدث عن العرض والطلب فلابد لمنافذ الدولة أن تبيع السلع بأسعار مخفضة أقل من الأسواق وبأعلى جودة وان تعود بقوة.. وتنتشر بشكل أكثر لتتاح للمواطنين سواء الثابتة والمتحركة وتوفر حلقات التوزيع والوصول لتخفيض الأسعار وتعتبر نفسها الأقرب للبيع بالجملة وألا نتسابق فى الأسعار مع التجار.. من هنا نستطيع اجبار التجار الجشعين على النزول بالأسعار لأن المواطن سوف يحصل على احتياجاته من منافذ الدولة.. وأيضاً توفير احتياجات العاملين فى مؤسسات الدولة من خلال منافذ متحركة يقوم الموظف بالشراء منها أيضاً.. والذهاب بعيداً إلى القرى عبر قوافل ومنافذ متحركة ومعارض وشوادر.. فلن نجبر تجار الأزمات من الجشعين والمغالين والمضاربين بالأسعار إلا بتوفير احتياجات المواطنين من بدائل أخرى ملتزمة وأمينة وهى منافذ الدولة الثابتة والمتحركة وأتمنى ان يتم ذلك قبل شهر رمضان وخلال أيامه المباركة وبسرعة كبيرة بتوفير السكر والزيت والأرز واللحوم والدواجن والبيض والعدس والخضراوات المجمدة وغيرها من السلع التى يحتاجها المواطنون.
مصر فيها حاجات حلوة كثيرة.. الزراعة تشهد طفرة كبرى تصدر بـ9 مليارات دولار وتوفر احتياجات المواطنين والقادم أفضل.. قطاع الاتصالات يشهد طفرة وهناك المزيد.. وفى قطاع الصناعة لدينا فرص واعدة وقوية.. الاستثمار يتدفق إذا تم ضبط كل شيء.. أبرزها توحيد سعر الصرف.. فمصر لا ينقصها أى شىء.. أمن وأمان واستقرار ومناخ سياسى واصطفاف وطنى ودولة قوية وتسهيلات وحوافز.. المهم تحقيق الانضباط والحزم والحسم.. فنحن أمام قضية أمن قومى فسعر الصرف.. كما قال الرئيس السيسى (هو أمن قومي) لا يمكن أن تسمح الدولة بالعبث به.. لذلك لابد من استمرار الحزم والحسم والضرب بيد من حديد وردع كل من تسول له نفسه المساس بقوت المصريين واقتصادهم الوطني.. فأن تأتى متأخراً أفضل من ألا تأتي.