كشفت مصادر أمريكية مطلعة لموقع «أكسيوس» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد اجتماعا حاسمًا مع فريق الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، لمناقشة خيارات الولايات المتحدة في التعامل مع الهجوم علي إيران.
وبحسب شبكة «سي إن إن» فإن ترامب يدرس حاليا مستوي الدعم الذي يمكن أن تقدمه أمريكا لإسرائيل، لا سيما ما يتعلق بتوجيه ضربات دقيقة للمنشآت النووية الإيرانية، وعلي رأسها منشأة «فوردو» الواقعة تحت جبل محصّن يصعب استهدافه دون قنابل خارقة للأنفاق تمتلكها واشنطن فقط، ووفقا لمصادر أمريكية فإن الهجوم علي إيران بات «مسألة وقت».
واشارت «سي ان ان « أن فريق ترامب للأمن القومي قدم تقارير استخباراتية مفصلة حول مدي التهديد الإيراني، مشيرًا إلي أنَّ القرار النهائي بخصوص مشاركة أمريكا في الحرب الإسرائيلية علي إيران لا يزال قيد النقاش.
في سياق متصل، عرضت مديرة جهاز المخابرات الوطنية الأمريكية، تولسي جابارد، تقييمات استخباراتية تُظهر أن إيران لم تكن تسعي بنشاط إلي إنتاج سلاح نووي، وأنها تبعد نحو ثلاث سنوات عن امتلاكه، وهو ما يتناقض مع الرواية الإسرائيلية التي تزعم اقتراب إيران من «نقطة اللا عودة»، رغم ذلك، أبدي ترامب تأييده لتبرير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للهجمات الجوية علي أهداف نووية وعسكرية في إيران، قائلاً إنّه يعتقد أن طهران كانت قريبة من تصنيع رأس نووي، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
فيما أكدت شبكة «سي إن بي سي نيوز» أن مسئولين في إدارة ترامب أفادوا بعدم وجود مؤشرات علي نية إيران شن هجوم وشيك علي القواعد الأمريكية، لكنهم أشاروا إلي أن طهران تمتلك القدرة علي الرد في أي لحظة، خاصة مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية.
من جانبه، تقدم السيناتور الديمقراطي تيم كاين بمشروع قانون يلزم مجلس الشيوخ بالتصويت علي أي تدخل امريكي عسكري ضد إيران، وقال كاين إن السبب الأساسي لطرح المشروع هو تخوفه مع بعض زملائه، من أن التصعيد بين إسرائيل وإيران قد يجر الولايات المتحدة سريعاً نحو «حرب أخري من دون نهاية».. ووفقا للمشروع الذي قدّمه كاين بعنوان «مشروع تفويض الحرب»، فانه يمنع الرئيس الأمريكي من استعمال القوة العسكرية ضد إيران من دون موافقة الكونجرس، مع التشديد علي ان الدستور الأمريكي يعطي الكونجرس صلاحية إعلان الحرب، لكنه لا يقيد يدي الرئيس في الدفاع عن المصالح الأمريكية في المنطقة. ويقول السيناتور الديمقراطي الذي عمل لسنوات للاحتفاظ بحق الكونجرس في إعلان الحروب إن «خوض حرب مع إيران لا يصب في مصلحة أمريكا القومية إلا إذا كانت الحرب ضرورية للغاية لحماية الولايات المتحدة». ويضيف: «الشعب الأمريكي غير مهتم بإرسال عناصر من الجيش لخوض حرب جديدة لا نهاية لها في الشرق الأوسط. وهذا المشروع سيحرص علي أن أي قرار بتعريض جنودنا للخطر ستتم مناقشته والتصويت عليه في الكونجرس».
من جانبهم ، اكد بعض المحللون ان مشروع كاين الذي قد يحظي بدعم بعض الديمقراطيين ، لكنه لن يحظي بالموافقة المطلوبة من جانب الجمهوريين ،وعلي رأسهم السيناتور ليندسي جراهام ،حيث دعا ترامب إلي مد يد العون لإسرائيل في حربها ضد إيران.
وقال جراهام في مقابلة مع شبكة (سي بي إس): «إذا لم تنجح الدبلوماسية، ووجدنا أنفسنا أمام خيار القوة، فإني أحضّ الرئيس ترامب علي المضي قدماً، للتأكد من أنه عند انتهاء هذه العملية، لن يبقي أي شيء في إيران متعلق ببرنامجها النووي».
كما دعا بعض الجمهوريين إلي تغيير النظام الإيراني، كالسيناتور الجمهوري تيد كروز، الذي قال في مقابلة مع «فوكس نيوز»: «أعتقد أنه من مصلحة أمريكا رؤية النظام في إيران يتغير».
في المقابل وجهت وزارة الخارجية الروسية أمس تحذيرا إلي الولايات المتحدة من مساعدة إسرائيل عسكرياً بشكل مباشر أو حتي التفكير بذلك.
وقالت الخارجية الروسية: أي مساعدة عسكرية مباشرة محتملة من واشنطن لإسرائيل قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط جذرياً، مشيرة إلي أن روسا علي اتصال مع كل من إيران وإسرائيل.