كنت من الذين أبدوا إعجابهم الشديد بحديث روى فيتوريا المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى الأول لدى وصوله مصر وتوليه مهمة تدريب الفراعنة، ولمست فيه دراسة ووعيا شديدا لكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالكرة المصرية، ولكنها كانت الخدعة أو اللعبة التى وقعنا جميعا ضحية لها، وكان بطلها الخواجة ومن ساعده فى الوصول إلى هذا الموقع، ليحمل أحلام أكثر من 100 مليون محب وعاشق للساحرة المستديرة.
نعم، ساعده البعض فى تولى المنصب والوصول لقيادة أعرق المنتخبات الأفريقية وأكثرها تتويجا ولعبا وتسجيلا، رغم عدم خوضه لأى نوع من التجارب فى قيادة منتخبات قومية من قبل، ولم يكتف هؤلاء بذلك بل ساعدوه فى خداعنا بتحفيظه مجموعة من العبارات والجمل التى تضمن له النفاذ والمرور لعقل المشجع المصرى البسيط ومنها، بناء جيل جديد من اللاعبين المحترفين، والنزول بمتوسط الأعمار، وضخ دماء جديدة وواعدة فى صفوف الفراعنة، وتحقيق الرابط الأمثل بين المنتخبات، وبما يضمن تحقيق أعلى استفادة ممكنة فى نهاية الأمر.
للأسف، لم يحقق فيتوريا ومن معه نسبة تذكر من وعوده، وكانت المحصلة ما ظهرنا عليه فى كوت ديفوار من مستوى مخيب للآمال، وعندها حاول القائمون على الملف فى الجبلاية الاختفاء وترك المدير الفنى ليواجه وحده ما يستحقه من نقد وانتقاد، ولكنهم اصطدموا هذه المرة بوعى وإدراك غير مسبوق بأهمية وضرورة تعديل مسار المنظومة كلها، والبحث عن وجوه يمكنها البناء على آخر ما وصلت إليه بعض المدارس الكروية المميزة فى القارة الأفريقية، ونجحت فى تطوير نفسها بسرعة فائقة، وانعكس ذلك فى نتائجها وعروضها بالأمم الأفريقية.
لا يمكن أن يبتعد جمال علام ومن معه عن سهام النقد من قريب أو بعيد، بسبب مسئوليتهم المباشرة عما جري، سواء فى اختيار الكوادر أو توزيعها أو طرق المتابعة والتقييم والتدخل السريع للتقويم.. أو حتى معالجة القضايا والملفات المختلفة بشكل أو بآخر، وإقناع الرأى العام والشارع الكروى أن جديدا مميزا وإيجابيا سيطرأ على الكرة المصرية، جراء التخطيط السليم والبناء الدقيق لأركانها وعناصرها فى كل مكان.
دعونا نضع النقطة الفاصلة، ونبدأ سطرا جديدا بوجود ومشاركة من نثق فى اختياراتهم على مائدة إدارة الكرة المصرية، ومن يمكن التعرف والاستفادة من المدارس المنطلقة حولنا، وليس من يبحث عن مزايا وروافد الكرسي.