> اليوم ونحن فى الثلاثين من مارس كل عام نحتفل (بيوم الارض الفلسطينى ) ففى مثل هذه الأيام من العام 1976 وقعت أحداث يوم الأرض فى فلسطين والتى يؤرّخ لها بـ«30/3/1976» حين استشهد ستة فلسطينيين وأصيب المئات دفاعاً عن أرضهم التى صودِرت منها آلاف الدونمات فخرجت المظاهرات العارمة من الخليل إلى النقب ..وفى الذكرى التاسعة والاربعين نتذكر دلالات هذا اليوم التاريخى للشعب الفلسطينى العظيم والذى تعرض قبل سنة (اكتوبر2023) لحرب إبادة إسرائيلية خلفت قرابة الربع مليون ما بين شهيد وجريح من أهل غزة وبنية تحتية مدمرة تماما ومخطط خبيث لتهجير الفلسطينيين من أرضهم ونقلهم الى الاردن وسيناء والذى تتصدى له ببسالة مصر والفلسطينيون ومن خلفهم العرب جميعا لانه يعنى ببساطة ..تصفية القضية الفلسطينية!
>>>
> فى أجواء يوم الارض الفلسطينى مازال البعض من مثقفينا المتصهينين يلوكون بألسنتهم الترهات المتصلة بهذه القضية والتى روجتها المخابرات الاسرائيلية وصدقها بعض السذج منهم ومن بينها مقولة أن الفلسطينيين باعوا أرضهم قبل وبعد حرب 1948 وذلك مخالف للوثائق والحقائق وآن لمروجيه أن يصمتوا ويخرصوا فالحقائق التاريخية تقل بغير ذلك تماما ونحن مضطرون اليوم لاعادة التذكير بها بعد انتشار (هوجة التهجير القسري) للفلسطينيين.
>>>
> أولا: فى الذكرى التاسعة والاربعين ليوم الارض الفلسطينى (2025) يهمنا هنا أن نؤكد وبشكل قاطع أن (بيع الفلسطينيين أرضهم للاسرائيليين) ليس الا مجرد (أكذوبة) للاسف لاتزال تتردّد، ولايزال البعض من نخبة إعلامنا العربى وسياسييه يردّدها من دون حياء، وأحيانا بدهاء لتبرير تقاعسهم التاريخى عن نصرة شعبنا العربى الفلسطينى فى محنته وقصة بلائه الكبير بالصهاينة منذ 1948 إلى اليوم!… إننا نقدّم اليوم طرفاً من الحقيقة، والتى تقول سطورها إن من باع الأراضى ليس الشعب الفلسطيني، ولكن الاحتلال البريطانى والتركى قبله فضلاً عن بعض أثرياء العرب الخوَنة ممن كانوا يمتلكون وقتها آلاف الأفدنة أو (الدونمات بالتعبير الفلسطينى والشامي)؛ داخل فلسطين، بحُكم وحدة أراضى بلاد الشام التى كانت فلسطين إحدى ولاياتها.
>>>
إن الحقائق التاريخية تقول أنه فى الفترة ما بين 1929 و1947 قُتِل أكثر من 15 ألف فلسطينى وعربى على يد الانجليز والمُسلّحين اليهود وتم تهجير الآلاف من بيوتهم وقراهم .. وتم تدمير وقتل أهالى 531 قرية بالكامل. عندما زادت وتيرة الهجرة اليهودية لفلسطين التاريخية وزادت أيضاً وتيرة المقاومة الفلسطينية فى مواجهة عُنف المستعمر البريطانى واليهودى امتنع الفلسطينيون عن بيع أراضيهم أو التعامل مع اليهود، ما دفع البريطانيين لسياسة تخصيص أراضى الدولة التى فى حيازتهم لليهود.. لإنشاء المستوطنات ومشروعات توليد الكهرباء والمصانع وخلافه. ويحدّثنا التاريخ أن إنجلترا استخدمت وسيلة خطيرة لهذا الهدف وهى استخدام بعض الأثرياء العرب خصوصاً من العائلات المُهاجرة لأوروبا وأمريكا للعب دور الوسيط.. يتم الشراء بمساحات كبيرة جداً وأسعار عالية باسمهم من الفلسطينيين، ثم عند إعلان دولة إسرائيل باعوا هذه الأراضى لليهود. إن التاريخ ووثائقه يؤكّد أن إجمالى مساحة الأراضى التى وقعت تحت أيدى اليهود حتى عام 1948 من غير قتال أو حرب كانت حوالى 2 مليون دونم، أى ما يعادل %8.8 من مساحة فلسطين التى تبلغ 27 مليون دونم. هـذا ويحــدّثنا التـــاريخ أن الصهـــاينة حصلـــوا على تلك الأرض (2 مليون دونم) عبر وسائل عدّة نذكر منها:
1 – مساحة 650.000 دونم (ستمائة وخمسين ألف دونم) حصلوا على جزء منها كأية أقلية فى فلسطين منذ مئات السنين، وتملك أرضاً تعيش عليها، وحصلوا على الجزء الآخر بمساعدة الولاة الأتراك.
2 – مساحة 665 ألف دونم (ستمائة وخمسة وستين ألف دونم) حصل عليها اليهود الصهاينة بمساعدة حكومة الانتداب البريطانى المباشرة، وتحديداً من خلال المندوب السامى البريطانى وعلاقاته المشبوهة بالوكالة اليهودية.
3 – مساحة 606 آلاف دونم (ستمائة وستة آلاف دونم) قام اليهود الصهاينة بشرائها من إقطاعيين عرب كانت لهم ملكيات واسعة فى فلسطين. وهنا يحدّثنا التاريخ أن أبرز تلك العائلات أتى من لبنان وسوريا ومنها من لبنان: (آل سرسق- آل تويني- آل سلام- آل الصباغ- محمّد بيهم- جوزف خديج- خير الدين الأحدب (رئيس وزراء سابق)- آل الخوري) ومن سوريا: (آل مارديني- آل اليوسف- آل القوتلي- آل الجزائرلي- الشمعة- العمري- مدام عمران .. وغيرهم) .
4- باقى الأراضى التى استحوذ عليها اليهود كانت عبر الإرهاب والقوة المُسلّحة ودير ياسين نموذجاً لذلك.
>>>
ثانيا: إن التاريخ يحدّثنا أنه عند قرار التقسيم سنة 1947 كانت ملكية الاسرائيليين للأراضى لا تتعدّى 2 مليون دونم- كما سبق وأشرنا- من كامل مساحة فلسطين، ولكنهم بالقوة المُسلّحة والعدوان والقتل والتهجير الإجرامى من ناحية، وبالأساليب السابقة للشراء عبر وسطاء ومن عائلات غير فلسطينية من ناحية أخري، وعبر ضِعاف النفوس من الفلسطينيين أيضاً والذين تمت تصفيتهم على أيدى الحركة الوطنية الفلسطينية لاحقاً، تمكّنوا من احتلال أجزاء كبيرة من فلسطين الحبيبة.
>>>
> ثالثا: هذه هى (الاكذوبة) وتلك هى (حقائق ) الرد عليها فى ذكرى يوم الارض ومن مصلحتنا وواجبنا ليس فقط الرد على تلك الاكذوبة وتفنيدها بل الوقوف بقوة مع الشعب الفلسطينى ومقاومته فى كل فلسطين- وليس فى الضفة وغزة فقط- وتثبيت أقدامه فى تلك الارض لان فى ذلك دفاعا عن أمننا القومى العربى بالاساس وليس فقط عن القضية الفلسطينية المراد تصفيتها والمستهدف أن تتحمل مصر والاردن ولبنان (وسوريا التى كانت!) خطايا المشروع الصهيونى وتوسعاته ومخططاته التى لا تنتهى وتحاول أن تثبت عمليا أكذوبة وأسطورة سفرأشعياء التاريخية (أن دولتهم من النيل إلى الفرات، فى هسترية عدوانية لاتنتهى ولا تعرف صديقا ولن يوقفها الا القوة والصمود وفى ذلك فليتنافس المتنافسون!