قبل أيام قلت فى مقال إن حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه سوف تتصاعد وتزداد شراسة على مصر فى ظل مواقفها الثابتة والراسخة، ومبادئها التى لن تحيد عنها، هذه الحملات لم تنقطع على مدار أكثر من عشر سنوات لكنها الآن تتنامى بشكل واضح، وهو ما يجب أن يتوقف عنده كثيرًا المواطن المصرى المستهدف بهذه الحملات المكثفة ويسأل نفسه، لماذا مصر بالذات؟ ولماذا تتصاعد فى هذا التوقيت؟، وما علاقة هذا الهجوم الشرس على مصر؟ بمواقفها حيال ما يحدث فى المنطقة وفى مواجهة المؤامرة سواء على القضية الفلسطينية وأهداف قوى الشرى لتصفيتها وتهجير الفلسطينيين، وما علاقة هذه الحملات المتصاعدة من الأكاذيب والتضليل والاجتزاء، والتحريف برفض مصر القاطع والحاسم لمخطط التوطين على حساب أرضها فى سيناء وأمنها القومي، وهو موقف شريف، لا يضع فى اعتباره مصر فحسب ولكن حقوق الأشقاء الفلسطينيين فى الحفاظ على أرضهم ووطنهم وإقامة دولتهم المستقلة على حدود يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية وهو ما ترفضه دولة الاحتلال والأمريكان لأنه يقضى على أوهام إسرائيل الكبري، ثم لماذا لا نربط بين نوعية الشائعات والأكاذيب الأخيرة، وموقف مصر الحاسم والقاطع ضد المخطط الصهيونى فى التهجير والتوطين.. شائعة وكذبة السفينة «كاثرين» والزعم بأنها تحمل متفجرات وتتجه لدولة «الكيان الصهيوني» وهو ما لا يمت للواقع أو للحقيقة بصلة بل جرى تضليل ممنهج وتزييف واضح، وتحريف، فالسفينة «كاثرين» كانت تحمل أشياء واحتياجات لمصر ولم تتجه إلى أى موانيء أخرى سوى ميناء «حيدرباشا» فى تركيا، إذ ما الهدف الشيطانى والخبيث فى هذا التوقيت وفى ظل موقف مصر الواضح والحاسم والقاطع والشريف ضد أوهام الكيان الصهيوني، هو محاولة رخيصة ومدبرة لتشويه هذا الموقف، من أجل الضغط على مصر فى إطار حرب شاملة عليها، وزعزعة ثقة المواطن المصرى فى وطنه وقيادته وجيشه وهو ما لم يحدث، لذلك فإن كثافة الترويج لمثل هذه الشائعة عبر المنابر الإخوانية وخلاياهم الإليكترونية، وإعلام معاد ومواقع مشبوهة تعد أجنحة المخطط الصهيو ــ أمريكى غير مسبوقة وواضحة فى أهدافها فى محاولة النيل من موقف مصر بالتشويه، وأيضا ابتزاز رخيص للدولة المصرية فى إطار الحرب المستعرة على «القاهرة» وهنا أقول لا أحد يستطيع أن ينال من موقف مصر أو يزايد عليها سواء فى الماضى أو الحاضر فهى التى تتصدى بكل قوة للمخطط الصهيونى وأعلنت منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة رفضها تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، وإجبارهم على النزوح إلى حدود دول الجوار، و رفض وتحذير ووضع خطوط حمراء أمام مخطط التوطين، بل وتصر وتتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتعمل على صناعة زخم دولى من أجل هذا الهدف وبالفعل نجحت حيث تتحدث الأغلبية الساحقة من دول العالم بلسان مصر، وتؤكد أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل الأمثل لإنهاء الصراع ومنع تجدده ووقف حرب الإبادة والهمجية والفاشية الصهيونية على الفلسطينيين، ومصر أيضا تصدت بقوة للأكاذيب التى يروجها نتنياهو واليمين المتطرف الصهيونى عن مصر سواء عن معبر رفح، ومصر أكدت للعالم أن المعبر مفتوح على مدار الساعة واليوم والأسبوع والشهر وجاءت بكبار المسئولين فى العالم والإعلام الدولى ليشهد على أرض الواقع ثم تصدت مصر لأباطيل نتنياهو وعصابته حول وجود انفاق بين الحدود المصرية وقطاع غزة، وأن هناك أسلحة تدخل من هذه الأنفاق وأدرك الجميع أن إسرائيل تكذب فالانفاق جميعها تم تدميرها قبل سنوات خلال الحرب على الإرهاب، وأن الإسرائيليين هم أنفسهم من يبيعون السلاح للمقاومة الفلسطينية، لذلك فإن إسرائيل سعت لتغطية فشلها بترويج الأكاذيب والشائعات عن مصر كما أن مصر قدمت 80 ٪ من إجمالى المساعدات الدولية التى دخلت إلى قطاع غزة ومازالت تسابق الزمن من أجل ادخال المساعدات لانقاذ الأشقاء فى قطاع غزة من الكارثة الإنسانية التى فرضها اجرام جيش الاحتلال، وحرب الإبادة التى تحصد أرواح الفلسطينيين المدنيين والأطفال والنساء الأبرياء قتلاً وقصفًا وجوعًا وحصارًا ومرضًا، وجهود الوساطة المصرية لايقاف العدوان البربرى والفاشى من جيش الاحتلال على الفلسطينيين.. فهل يمكن أن يتصور عقل سليم، مثل كذبة وشائعة السفينة «كاثرين».. الثابت والراسخ أنهم خرجوا علينا بفرية وكذبة جديدة أن سفينة حربية إسرائيلية عبرت قناة السويس، وهم يعلمون أن قناة السويس ممر ملاحى دولى تحكمه اتفاقية دولية تعود لأكثر من 130 عامًا هى اتفاقية «القسطنطينية» ، يقولون أيضا إن السفينة ترفع العلمين المصرى والإسرائيلي، وهو تحريف واجتزاء.. لذلك سترى عجائب وغرائب وأباطيل وسيلاً من الأكاذيب والشائعات وحملات التشويه والتشكيك ضد مصر وسوف تتصاعد فى قادم الأيام، لسبب نعرفه ونعيه جيدًا هو مواقف مصر العظيمة والثابتة والراسخة فى رفض المؤامرة والمخطط، ورفض أوهام واطماع وأهداف ومطالب قوى الشر، خاصة فى سيناء وهو ما يقض مضاجع الصهاينة، وأيضا ترفض مصر التفريط فى الدعم التاريخى للحق الفلسطينى المشروع وتطالب العالم والمجتمع الدولى بتطبيق القرارات والمرجعيات الدولية والأممية وتقف بالمرصاد لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، وقالت للجميع وبوضوح وعلى الهواء مباشرة خاصة الأمريكان والبريطانيين الرعاة الرسميين والحاضنة الخبيثة للكيان الصهيونى ولذلك تستعر الحرب على مصر وتزداد شراسة، وتنشط آلة الأكاذيب والشائعات أكثر وأكثر لابتزاز مصر ومحاولة تركيعها واجبارها، لكن مع تصاعد حملات الأكاذيب هذا يعطينا مؤشرًا قويًا أن المخطط يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأن اللعبة قاربت على الانتهاء وأن المؤامرة والضغوط، لم تعد تجدى نفعًا بسبب الموقف المصرى العظيم والصلب والحاسم، فإسرائيل لن تتحمل أكثر من عام أو حتى عامين للاستمرار فى حرب مفتوحة على جبهات مختلفة فى ظل ما تتعرض له من استنزاف خطير على الصعيد العسكرى سواء فى الانفاق أو الارواح أو المعدات، أو الاستهداف بالصواريخ والمسيرات الذى يقض مضاجع الصهاينة وباتوا لا يعرفون الأمن أو النوم.