عندما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى «فى شهر أكتوبر الماضي» المصريين الى التعبير عن رفضهم لمخطط تهجير الفلسطينيين الى سيناء..خرج الملايين من أبناء الشعب وملأوا الشوارع والميادين منددين بالمخطط «الصهيوأمريكي» الذى يستهدف «الأمن القومى المصري» والأمن القومى العربى بوجه عام.. وأكد المصريون «عبر ذلك المشهد» فى رسائل واضحة وصريحة وقاطعة وقوفهم بجوار الأشقاء فى «الأراضى المحتلة» والتصدى لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية.. أستدعى ذلك الحدث أو ذلك المشهد «اليوم» لكى أنطلق منه الى واحدة من أبرز وأهم دعائم الحفاظ على «أمننا القومي» والذى يواجه الآن «ومستقبلا» سلسلة من التحديات الكبرى التى أحدثتها «ومازالت تحدثها» التفاعلات السريعة والملتهبة فى الاقليم والعالم.
فى يوم الجمعة «العشرين من أكتوبر الماضي».. الذى تابع ورصد وتأمل وجوه «المحتشدين» فى جميع «الساحات».. هذه «الوجوه» التى تدفقت من كل مكان عندما شعرت بوجود تهديد لأمنها القومى وقضية أمتها «الأولي».. القضية الفلسطينية ..الذى تابع ورصد وتأمل هذه «الوجوه» لاحظ أن كثيرا من الذين «لبوا النداء» هم فى «عمر الشباب « من الذين لم يشهدوا أى حرب بين مصر واسرائيل ولم يعيشوا أى مرحلة من مراحل الصراع «الوجودي» بين العرب والمحتلين الصهاينة.. لكن على الرغم من ذلك كله كان هؤلاء الشباب فى تعبيرهم عن رفضهم لمخطط تهجير الفلسطينيين الى سيناء وتأييدهم لحق أشقائهم فى غزة وعموم الأراضى المحتلة.. كان هؤلاء الشباب فى التعبير عن هذا تراهم وكأنهم عائدون لتوهم من «الجبهة».. هناك «مضخات فطرية» للقوة الخفية التى أودعها الخالق سبحانه وتعالى فى «الشخصية المصرية»..مضخات تفاجيء «الأعداء والطامعين» بعملها فى «اللحظات الفارقة»!!
ان ماقامت به مصر»سواء على المستوى الرسمى أو المستوى الشعبي» منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة.. من افشال مخططات تستهدف الأمن القومي»المصرى والعربي» ومحو «القضية الفلسطينية».. ان ما قامت به مصر لافشال واجهاض هذه المخططات بالتأكيد هو الآن محل بحث وفحص وتمحيص داخل دهاليز مراكز الأبحاث والدراسات التى تستعين بها «قوى الاستهداف» فى تنفيذ مخططاتها العميقة.. مراكز الدراسات والأبحاث هذه تحاول أن تصل الى طريقة من أجل تفادى تأثيرات «الدور المصري» عند تكرار «محاولات الاستهداف» فى أى مرحلة مقبلة.. مخططو «المشاريع الصهيونية» فى المنطقة يعملون بكل ما لديهم من قوة لتأمين وتحصين «قائمة أهدافهم» من أجل رسم «خريطة جديدة» للمنطقة تزيد من حجم «الدور الاستعماري» لاسرائيل.. قوى الاستهداف تعلم جيدا «هنا» أن جميع مشاريعها فى المنطقة لن يكتب لها النجاح باذن الله مادامت مصر «بكامل قوتها وعافيتها».. لذلك فاضعاف مصر «هدف ثابت» على مدى التاريخ لكافة قوى الاستعمار القديم والجديد.
نعم ..ستكشف الأيام وسيبوح التاريخ «يوما» بحجم حقول الألغام والكمائن التى كان يراد بها استدراج «المنطقة والاقليم» اليها من أجل تنفيذ «المخطط الكبير» الذى أعدته بعناية وتركيز وهدوء «الصهيونية العالمية».. وستروى صفحات التاريخ الدور المشرف الذى قامت به مصر من أجل اجهاض هذا «المخطط» فى هذه المرحلة التى تمر بها المنطقة والعالم..لكن كافة المؤشرات تقول ان «قوى الاستهداف» ستحاول مجددا تنفيذ «مخططها الكبير» فى مرحلة قادمة!!
فى ظل كل هذه التغيرات المذهلة التى تجرى فوق «مسرح الأحداث» سواء داخل الاقليم أو فى العالم بشكل عام.. يمكن القول أن هناك تحديات أكثر صعوبة ستواجه «الأمن القومى العربي» خلال المرحلة «أو المراحل» المقبلة.. ونظرة سريعة الى ما يجرى ..فى اسرائيل.. فى الولايات المتحدة.. فى أوروبا.. كذلك التحالفات الاستراتيجية الجديدة بين روسيا وكوريا الشمالية ..وروسيا وفيتنام.. نظرة سريعة الى كل هذا كفيلة بأن تؤكد أن «المعادلات التقليدية» التى كانت تنظم تدخلات «القوة» فى ساحات الصراع خلال العقود الماضية ..ستحل محلها «معادلات جديدة» من الممكن أن تؤدى الى تغيير «خريطة العالم».. الصهيونية العالمية تدرك أن «القادم « فى العالم الجديد لايصب فى صالح اسرائيل ..فهناك قوى أو «تحالف قوي» مرشحة لأن ترث «الولايات المتحدة» الداعم والحليف الأول للكيان الصهيوني.. أو على الأقل تنتزع من الولايات المتحدة «تفردها» وتصبح شريكا فعليا يحد من أو بنهى «عصر الهيمنة الأمريكية».. الصهيونية العالمية تدرك ذلك جيدا وربما بسبب ذلك يمكن أن نرى اسرائيل أكثر جرأة واقداما على القيام بمحاولات «أكثر تهورا» استغلالا لما تبقى من»عصر التفرد الأمريكي».. علينا نحن العرب اتخاذ المزيد من الحذر والحيطة.. فالعالم أصبح يتغير وينتقل من حال الى حال آخر «كل لحظة»!!
القوة الكامنة أو «القوة الخفية» التى أودعها الله سبحانه وتعالى فى «الشخصية» و»الأرض» المصرية.. مثلما كانت هى «كلمة السر» فى رفض واجهاض «المخطط الصهيوأمريكى الكبير» لتهجير الفلسطينيين الى سيناء ..ستكون هذه «القوة» أيضا بإذن الله هى «المفاجأة الكبري» التى ستحطم ما تبقى لدى «قوى الإستهداف» من أحلام ومشاريع استعمارية .. اذا حاولوا «اعادة الكَرة».
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.