تتواصل فعاليات بطولة كأس مصر لكرة القدم لموسم 2023/2024، حيث تبدو وكأنها نسخة استثنائية فى غياب القطبين الأهلى (حامل اللقب) والزمالك (الوصيف)، بعد انسحاب الأول من دور الـ16 بسبب إجهاد لاعبيه، ووداع الثانى للمسابقة من ذات الدور.
وأصبح صراع التتويج باللقب هذا الموسم يدور بين الفرق الجماهيرية، التى تسعى لارتقاء منصة تتويج البطولة العريقة مجددا بعد فترة طويلة من الغياب، والأندية الاستثمارية، التى تحلم بملامسة الكأس للمرة الأولى فى تاريخها، والانضمام لقائمة الأندية الفائزة باللقب.
ويرفع الإسماعيلى والمصرى لواء الأندية الشعبية فى البطولة حاليا، فى ظل استمرار مسيرتهما بتلك النسخة، حيث يلتقى (الدراويش) مع طلائع الجيش فى دور الثمانية، فيما يلعب الفريق البورسعيدى مع بيراميدز بالدور قبل النهائي.
وكان الفريقان هما آخر الأندية الجماهيرية التى توجت باللقب – بخلاف الأهلى والزمالك – حيث فاز الإسماعيلى بكأس مصر عامى 1997 و2000، فى حين توج المصرى بالمسابقة عام 1998.
وعلى مدار الـ24 عاما الأخيرة، ظل اللقب حكرا على القطبين وكذلك أندية المؤسسات والشركات، مثل المقاولون العرب، الحاصل على المسابقة عام 2004، وإنبى الذى توج بالبطولة عامى 2005 و2011، وحرس الحدود، الفائز بالكأس عامى 2009 و2010.
المصري
ظهر المصرى بشكل لافت فى بطولة الدورى الممتاز هذا الموسم تحت قيادة مديره الفنى المحلى على ماهر، حيث أنهى البطولة فى المركز الرابع، علما بأنه حجز مقعدا فى بطولة كأس الاتحاد الأفريقى (الكونفيدرالية الأفريقية)، حيث يستهل مشواره بالنسخة الحالية من دور الـ32.
ويرى أبناء بورسعيد أن الفرصة أصبحت مواتية أمامهم لتحقيق ثانى لقب فى تاريخ المصرى بعد فوزه بالكأس قبل 26 عاما تحت قيادة المدير الفنى الألمانى مايكل كروجر، عقب فوزه 4/3 على المقاولون العرب فى المباراة النهائية للبطولة.
الإسماعيلي
أما الإسماعيلي، فيتطلع لإنهاء الموسم، الذى شهد تعثره فى بطولة الدورى وتفاديه الهبوط للقسم الثانى بصعوبة بالغة، من خلال الحصول على لقب كأس مصر للمرة الثالثة.
وتواجد الإسماعيلى فى المركز الرابع عشر بترتيب الدوري، بفارق 5 نقاط فقط أمام مراكز الهبوط، لكنه بقيادة مدربه المحلى إيهاب جلال، يتطلع لإعادة البسمة لجماهيره، التى شعرت بالإحباط من ابتعاد الفريق عن المنافسة على أى لقب، وبالتحديد منذ خسارته نهائى الدورى أمام الأهلى موسم 2008/2009.
وانتظر الإسماعيلى حتى عام 1997، ليتوج بلقبه الأول فى كأس مصر تحت قيادة مديره الفنى فى ذلك الوقت على أبوجريشة، عقب فوزه 1/ صفر على الأهلى فى النهائى باستاد القاهرة، قبل أن يستعيد اللقب مرة أخرى عام 2000، تحت قيادة المدرب المحلى محسن صالح، عقب انتصاره الكبير 4/ صفر على المقاولون العرب بالمباراة النهائية آنذاك.
وكان تأهل الإسماعيلى فى ربع النهائى هو الظهور الأول للفريق بهذا الدور بكأس مصر منذ 5 سنوات.
فى المقابل، فإن هناك 3 أندية استثمارية، التى تملك ميزانيات ضخمة، تحلم بوضع اسمها فى لوحة الشرف، حيث يتعلق الأمر بفرق بيراميدز ومودرن سبورت وزد إف سي.
بيراميدز
مازال يبحث بيراميدز، بقيادة مديره الفنى الكرواتى كرونوسلاف يورشيتش، عن لقبه الأول فى تاريخه رغم امتلاكه ميزانية ضخمة وكوكبة من النجوم فى مختلف الخطوط.
وأصبح بيراميدز أحد القوى الكبرى فى الكرة المصرية حاليا، لاسيما عقب تحوله إلى هذا الاسم موسم 2018/2019 بعدما كان يسمى فى الماضى (الأسيوطي)، حيث كان منافسا عنيدا على لقب الدوري، الذى حصل على وصافته فى المواسم الثلاثة الأخيرة، كما صعد لنهائى كأس مصر عامى 2019 و2022.
وأخفق بيراميدز، الذى خسر نهائى الكونفدرالية عام 2020، فى التتويج بلقب الدورى هذا الموسم، رغم تربعه على القمة فى معظم مراحل المسابقة، وتحقيقه 14 انتصارا متتاليا، غير أن هزيمته أمام الأهلى مرتين فى غضون 10 أيام، تسببت فى انهيار طموحه.
ويعتقد المتابعون أن بيراميدز، الذى خسر أيضا فى قبل نهائى السوبر المصرى فى الموسم الحالي، هو الأوفر حظا للحصول على لقب الكأس هذا الموسم، خاصة فى ظل تفوقه فى القيمة التسويقية على باقى منافسيه فى المسابقة حاليا، لكن مباريات الكأس لا تخلو مطلقا من المفاجآت والنتائج غير المتوقعة.
مودرن سبورت
ويمتلك فريقا مودرن سبورت وزد إف سي، اللذان يواجهان بعضهما البعض فى دور الثمانية، حظوظا أيضا فى الفوز بالبطولة لأول مرة فى تاريخهما.
وعقب فوزه بالنسخة الأولى لكأس رابطة الأندية المحترفة موسم 2021/2022على حساب غزل المحلة فى النهائي، يتطلع مودرن سبورت، الذى كان يسمى فى الماضى كوكاكولا وفيوتشر ثم مودرن فيوتشر، لحصد ثانى لقب فى تاريخه.
ومنذ صعوده لأول مرة للدورى الممتاز قبل 3 مواسم، أصبح مودرن سبورت أحد الفرق التى احتفظت بتواجدها فى مراكز المقدمة بالمسابقة، وهو ما قاد الفريق للعب فى الكونفيدرالية أكثر من مرة، لكنه لم يتمكن من اجتياز دور الثمانية فى المسابقة القارية.
ويطمع مودرن سبورت، الذى خسر نهائى السوبر المصرى أمام الأهلى هذا الموسم، فى المضى قدما بالنسخة الحالية لكأس مصر، خاصة بعد صعوده لدور الثمانية فى المسابقة للمرة الأولي.
وكان مودرن سبورت أنهى مشواره فى الدورى هذا الموسم بالمركز الخامس، حيث ابتعد بفارق نقطة وحيدة فقط خلف المراكز الأربعة الأولى بجدول ترتيب المسابقة.
زد إف سي
لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لفريق زد، الذى كان بمثابة (الحصان الأسود) لبطولة الدورى هذا الموسم، حيث اختتم البطولة، التى شارك يها للمرة الأولى تحت هذا المسمي، فى المركز السابع، بفارق 5 نقاط فقط خلف الزمالك، صاحب المركز الثالث.
وخلال مشواره فى الدوري، تغلب زد، الذى كان يسمى (إف سى مصر) سابقا، على العديد من أباطرة الكرة المصرية، فى مقدمتهم الزمالك والإسماعيلى والمصري، وهو ما يدفع محبيه للشعور بالتفاؤل بشأن قدرة الفريق على تحقيق المفاجأة والظفر بكأس مصر هذا الموسم.
ويمتلك زد، بقيادة مديره الفنى المحلى مجدى عبدالعاطي، توليفة جيدة من اللاعبين، الذين تمكنوا من إقصاء الداخلية ثم سيراميكا كليوباترا فى بطولة الكأس هذا الموسم.
يذكر أن الفائز من زد ومودرن سبورت، سوف يلتقى فى الدور قبل النهائى للمسابقة مع الفائز من لقاء الإسماعيلى وطلائع الجيش.
طلائع الجيش
يرغب الطلائع هو الآخر فى الظفر بلقب الكأس الذى كان قريبا من التتويج به لولا خسارته فى نهائى البطولة أمام الأهلى بركلات الترجيح عام 2020.
ويبحث طلائع الجيش، الذى يعد الممثل الوحيد الآن لأندية المؤسسات، عن الحصول على لقبه الثانى بعد فوزه بلقب السوبر المصرى عام 2021، حيث كان قريبا من تحقيق ذلك هذا الموسم عندما تأهل لنهائى كأس الرابطة، لكنه خسر 1/3 أمام سيراميكا كليوباترا فى وقت سابق من الشهر الحالي.
ويعتبر الطلائع، الذى أنهى الدورى فى المركز العاشر بقيادة مديره الفنى المحلى عبدالحميد بسيوني، صاحب أكبر مفاجآت كأس مصر هذا الموسم، عقب تغلبه على الزمالك فى دور الـ16، حيث يرغب فى مواصلة نتائجه اللافتة فى الفترة الأخيرة واقتناص لقب الكأس لأول مرة.