الاحتلال يدفع بتعزيزات جديدة باتجاه جنين .. و25 ٪ من السكان نزحوا
ردت حماس أمس على تصريحات المبعوث الأمريكى ستيفن ويتكوف، التى اعتبر فيها أن رد الحركة على المقترح الأمريكى لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى ووقف اطلاق النار بغزة «غير مقبول».
نقلت مصادر إعلامية عن المتحدث باسم حماس حازم قاسم قوله إن الأمر المطلوب هو الدخول فى استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار بقطاع غزة، التى تنصل منها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، «وليس وضع اتفاقات جديدة وجانبية».
أضاف: «إن تطبيق الاتفاق بمراحله المختلفة يضمن الأهداف، أما لغة التهديد فلا تنتج شيئاً إيجابياً، بل تعمل على تعقيد الأمور، ولا تخدم تحقيق أهداف الاتفاق». وتابع: «المسار السليم لتحقيق أهداف الاتفاق بالهدوء المستدام واطلاق الأسرى يكمن بالأساس فى تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا والتوقيع عليه من كل الأطراف».
أشار قاسم إلى أن الإدارة الأمريكية طرحت إطارا للاتفاق «الذى دخل حيز التنفيذ فى 19 يناير الماضي» وتحرك الوسطاء، بمن فيهم ويتكوف، لإنجازه، حيث يضمن الاتفاق عملية متسلسلة تشمل اطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والقتلى وصولا إلى تحقيق الهدوء المستدام.
كان ويتكوف قد رفض المقترح الذى تقدمت به حماس بالإفراج عن أسير أمريكى إسرائيلى وإعادة جثث 4 آخرين مزدوجى الجنسية، وقال فى تصريح لشبكة «سى إن إن»، إن مقترح حماس بشأن وقف اطلاق النار لا يصلح أن يكون منطلقا للتفاوض، معتبراً أن الجواب الذى وصل من الحركة بشأن تمديد وقف اطلاق النار فى غزة «غير مقبول على الاطلاق».
أشار المبعوث الأمريكى إلى أن مقترح بلاده يتضمن اطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، وقال إنه أمر سيكون رائعاً لعائلاتهم، وكرر: «ردهم غير مقبول بتاتا، أمامهم الآن فرصة، لكنها تشارف على الانتهاء»، مضيفا أنه «ينصح حماس أن تكون أكثر عقلانية وأن تشاهد ما فعلته الضربات الأمريكية بالحوثيين».
جاءت تلك التهديدات بينما واصلت قوات الاحتلال خروقاتها لوقف اطلاق النار فى اليوم 75 فى مختلف مناطق قطاع غزة موقعة عدداً من الشهداء والجرحي، حيث جدد جيش الاحتلال اطلاق النار على الأحياء الجنوبية لمدينة رفح الفلسطينية والقرى الشرقية لخان يونس.
كشف التقرير الإحصائى اليومى لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة عن استشهاد 29 مواطنا خمسة عشر منهم انتشال و14شهيداً جديداً إضافة إلى 51 إصابة خلال 24 ساعة الماضية.
ووسط حصار خانق دخل أسبوعه الثاني، يكافح الفلسطينيون فى قطاع غزة من أجل البقاء، بينما تتحول أبسط احتياجات الحياة إلى معركة يومية، فى ظل نفاد المؤن وتصاعد حدة الجوع، حيث تحول تأمين لقمة العيش إلى صراع يومي، لتمتد طوابير طويلة أمام الجمعيات الخيرية التى أطلقت مبادرة لتوزيع وجبات ساخنة خلال شهر رمضان فى شمال غزة.
فى الوقت نفسه، قالت منظمة الأمم المتحدة للأطفال «يونيسيف» إن مليون طفل فى قطاع غزة يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وسط انعدام الضروريات الأساسية، وأوضحت أن مئات الآلاف يفتقرون إلى المياه النظيفة، وخدمات الصرف الصحي. وأكدت أن الهدنة المستدامة والوصول غير المقيد للمساعدات يمكنهما أن ينقذا الأرواح فى قطاع غزة.
فى الضفة الغربية، تتكرر مأساة غزة بنفس السيناريو، حيث أكد رئيس بلدية جنين محمد جرار أمس ارتفاع عدد النازحين إلى 21 ألف شخص جراء استمرار عملية جيش الاحتلال الإسرائيلى فى مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ56 على التوالي.
قال جرار إن 25٪ من سكان جنين فى حالة نزوح، وحجم الأضرار بسبب العدوان على مدينة جنين هائل جدا، حيث جرف الاحتلال 100٪ من مخيم جنين، و85٪ من شوارع المدينة، وقرابة 8000 منشأة تجارية مغلقة بشكل كامل، وأحياء كاملة فى المخيم تم تهجير سكانها قسرا.
كانت قوات الاحتلال قد واصلت أمس الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مخيم جنين، والأحياء القريبة منه وسط تحليق الطيران الحربى فى سماء المدينة».
تتمركز الدبابات والمدرعات الإسرائيلية فى محيط المخيم، فيما تواصل الجرافات تجريف شوارع، وتوسيع أخري، لدخول الآليات العسكرية، وسمع اطلاق نار من الدبابات فى محيط دوار العودة، ورصد تحركات آليات إسرائيلية فى منطقة الجابريات.
كما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها بالضفة الغربية المحتلة لليوم الـ50 على التوالي، ولليوم الـ37 على مخيم نور شمس، فى ظل تهجير قسرى وعمليات مداهمة مكثفة للمنازل وطرد سكانها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية.
ذكرت مصادر محلية، أن 200 عائلة نزحت من منازلها من عدد من حارات مخيم طولكرم خاصة تلك الواقعة على أطرافه، خلال اليومين الأخيرين، جراء تصاعد عدوان الاحتلال وتهديداته للسكان بترك بيوتهم وعدم العودة إليها.