الركاب : ملتزمون بالزيادة.. واستمرار الرقابة مهم .. والسائقون: التكلفة كبيرة والحساب بالكيلو يحل المشكلة
الهدوء هو السمة الرئيسية فى مواقف الاقاليم «عبود والمنيب» بعد زيادة التعريفة.. تقبل المواطنون الزيادة خاصة أنها تتراوح بين 3 – 10 جنيهات لابعد مسافة فى الوجه البحرى أو القبلي.
حرص الركاب على السؤال عن قائمة الاسعار التى التزم بها الغالبية لكنها فى بعض الأماكن اختفت ، فلا يوجد أى «استيكرز» على السيارات سواء خطوط الاقاليم أو الخطوط الداخلية التى قام السائقون بزيادة الأجرة على المقرر فوق خمسة جنيهات ولجأ البعض لتقطيع المسافة وسط مشاحنات بين الركاب والسائقين.
الرقابة شكلت كلمة السر فى التزام السائقين حيث يقوم مراقبو المواقف بسؤال الركاب قبل السفر مع فرض غرامات للمخالفين تصل إلى ثلاثة آلاف جنيه وسحب الرخصة لمدة شهر.
الخوف من تراخى الرقابة هو الشكوى الوحيدة للركاب بينما أشار السائقون إلى أن الزيادة لا تغطى مصاريف الصيانة والترخيص خاصة أن سائقى الوجه القبلى يعانون من زيادة عدد السيارات فى الموقف إلى 500 سيارة فيأتى الدور على كل سائق بعد انتظار يومين كاملين.
الأمر لا يختلف فى موقف عبود البوابة الشمالية للقاهرة للوصول لوجه بحرى والذى يضم أكبر موقف للسرفيس والأتوبيسات بالقرب من السكك الحديدية ويمتد الموقف على مساحة 40 ألف متر مربع ويعمل به 1500 سيارة موزعة بين الأجرة والسرفيس.


عاشت «الجمهورية» يوما وسط الركاب والسائقين ورصدت تطوير موقف عبود بشكل كبير مما ساهم فى القضاء على الزحام وانسياب دخول وخروج السيارات واتباع نظام الدور فى تحميل الركاب مع السائقين للتخلص من المشاجرات.. الركاب كانوا متقبلين لزيادة الأجرة، مؤكدين أنها تتناسب مع خطوط السير وبعد المسافات بين المحافظات بشرط التزام السائقين وتكثيف الرقابة من إدارة الموقف ورجال المرور لمتابعة التعريفة المقررة سواء عند التحميل من الأرصفة أو عند بوابة الخروج وفى حالة عدم الالتزام بالأجرة.
تنفذ العقوبات على السائق وهى بين الغرامة التى لا تقل عن 1000 جنيه وغرامات كبيرة أو إيقاف السيارة عن العمل لمدة تصل إلى شهر.
داخل الموقف ورغم التأكيد على تعريفة محددة لكل خط، لكن كان لافتا عدم التزام بعض السائقين بوضع «استيكرز» بالأجرة.
كما يقول حسين صالح ـ عامل يومية ـ فطبيعة عمله تلزمه المجئ للقاهرة يومياً من زفتى والزيادة التى يفرضها السائقون خارج التعريفة المحددة إضافى يستنزف جزءاً كبيراً من أجر اليومية ولكن لا يوجد بديل غير سيارات الميكروباص التى تناسب أوقات عمله وعندما سأل عن لافتة الأجرة زغموا أنها لم تأت من المحافظة.
عبدالله محمود أشار إلى أن موقف عبود يمتاز بالانضباط لوجود الرقابة الصارمة على تعريفة الأجرة وخطوط السير عكس مواقف السرفيس الداخلية التى تعانى من التخبط والعشوائية والأجرة تحدد حسب المزاج.
وهو ما يؤكده خالد إمام إلا أنه يخشى أن تنتهى الرقابة وتتراجع ويتحكم السائقين ويتم رفع الأجرة حسب أهوائهم ويقول كل ما نتمناه استمرار الرقابة للسيطرة على جشع السائقين.
ورغم عدم وجود «استيكرز» للأسعار إلا أن السائقين أكدوا التزامهم بالتعريفة المقررة من المحافظة واستحالة التلاعب فى التعريفة والتى تراوحت بين ٣ إلى 10 جنيهات حسب خطوط السير حيث شهد خط زفتى عبود زيادة تعريفة الركاب إلى 29 بدلاً من 26 جنيهاً وخطوط رأس البر وإسكندرية ودمياط والتى تشهد إقبالاً من المواطنين لقضاء أجازات الصيف زادت خمسة جنيهات بينما شهدت بعض الخطوط عدم زيادة للأجرة مثل خط دكرنس لعدم إقرار الزيادة من المحافظة ومازالت الأجرة 50 جنيهاً.
أبوالمطامير مشكلة كما يقول محمد مشهور سائق على خط عبود ـ البحيرة معبراً عن ضزورة الضبط المستمر لأن تعريفة الركوب لأبوالمطامير بعد الزيادة بلغت 48 جنيهاً بزيادة 3 جنيهات فقط وتعريفة الركوب على خط «عبود ـ دمنهور» نفس القيمة، علماً بأن أبوالمطامير تبعد عن دمنهور فى حدود 40 كيلو متراً، مطالباً بإعادة النظر فى التعريفة لخط أبوالمطامير، حيث يبلغ عدد السيارات التى تعمل على هذا الخط 50 سيارة لذلك أقوم بعمل دور واحد كل يومين فلا يتناسب الدخل مع غلاء المعيشة المستمر ويسكت ثم يقول المهنة غير مجدية وعبء على السائق مع غلاء الصيانة والزيوت.
تعريفة الركوب على خط عبود ـ زفتى بعد الزيادة أصبحت 29 بدلاً من 26 جنيهاً بزيادة ثلاثة جنيهات فقط، كما يقول أحمد مصطفى سائق بالرغم من الزيادة الكبيرة التى حدثت فى أسعار الوقود خاصة السولار وبالرغم من ذلك يواجه السائق غضب الركاب واتهامه بالمغالاة فى الزيادة، علماً بأن من يحدد الزيادة هى المحافظة بخلاف دور الرقابة المستمرة على الموقف لمنع أى تلاعب بتعريفة الركوب.
أحد المسئولين أشار إلى أن الرقابة كبيرة بالتعاون مع الجهات الأمنية حيث يقوم بسؤال الركاب عند خروج السائق عن التزامه.
فى موقف الفيوم هدوءاً كبيراً رغم أنه أكبر وأهم المواقف الذى يربط القاهرة بمحافظات الصعيد عبر 500 سيارة.
عدد من الركاب عبروا عن خشيتهم من زيادة الأجرة التى يلجأ إليها بعض السائقين الذين تجاوزا للتعريفة المحددة واشاروا إلى أن هذه الزيادة تؤثر بشكل كبير على ميزانياتهم واشاروا لعدم التزام السائقين بالتعريفة المقررة وهى زيادة معقولة.
محمد حسين ــ موظف ــ اعتاد السفر يومياً إلى القاهرة قادماً من الفيوم قال إن الزيادة تمثل عبئاً جديداً إلى جانب متطلبات الحياة اليومية ويضيف لم نعترض على هذه الزيادة لانها مقررة من قبل الدولة بشرط التزام السائقين وعدم التلاعب بالمسافات وهذا يتطلب مزيد من الرقابة.
سمير محمد ــ معاش ــ يشير إلى ضرورة عمل تخفيضات فى المواصلات لأصحاب المعاشات.
يرى الأسعار الجديدة طبيعية فى ظل تحريك أسعار الوقود، لكن المشكلة فى تلاعب بعض السائقين خارج الموقف صلاح محمود يشدد على استمرار الرقابة على السائقين وتفعيل التعريفة المقررة بوضع استيكرز على زجاج السيرة لمنع أى تلاعب فتكلفة رحلة القاهرة الفيوم 32 جنيهاً ولكن السائقين يطلبون أجرة تصل إلى 40 جنيهاً بحجة أنهم ينتظرون الدور لفترات تتخطى اليوم.
فى المقابل أكد السائقون أنهم ملتزمون بالتعريفة الجديدة، لكن فى بعض الأحيان يكون من الصعب تلبية التكاليف التشغيلية دون زيادة الأجرة، وتكلفة الوقود للرحلة، كما يقول مصطفى محمود سائق إلى الفيوم ذهاب وعودة تصل 260 جنيهاً بالاضافة إلى رسوم الكارته 50 جنيهاً فضلاً على مصاريف التشغيل من صيانة وتغيير زيوت وتراخيص ومصروفات تتخطى 100 جنيه من وجبة غذاء ومشروبات خلاف اسعار السجائر وكل هذا الوقت فى انتظار تحميل السيارة.
رضا محمد ــ سائق ــ يطالب بضرورة المحاسبة بالكيلو للقضاء على مشاكل تكلفة الرحلة حيث تصل المسافة بين القاهرة للفيوم 120 كيلو وبحساب الكيلو 35 قرشاً تكون تكلفة الرحلة 42 جنيهاً بينما تم تحديدها فى التعريفة الجديدة 31 جنيهاً مما يسبب الاختلاف على الأجرة وحدوث مشاكل ومشاجرات مع المواطنين ونصبح نحن فى أعين المواطنين مستغلين فى حين أن تكلفة الرحلة أصبحت مرتفعة مما يضطرنا للعمل فى أشغال اخرى لتوفير نفقات المعيشة لاسرنا.
يتحدثرضا عن التنسيق المعقد بين المحافظات وادارات المواقف بعد أن أصبح القانون سيفاً مسلطاً على رقابنا حيث تتراوح الغرامات والعقوبات بين 1500 إلى 3000 جنيه للسائقين الذين يتجاوزون الأجرة المقررة بينما غرامة الامتناع عن نقل الركاب تتراوح بين 300 و1500 جنيه مع سحب التراخيص.
أحمد خالد سائق: يكشف مشكلة فترات الانتظار الطويلة لحين تحميل السيارة لذا يقضى وقته نائماً أسفل السيارة لحين وقت التحميل بينما العديد من أصحاب المهنة غير ملتزمين بالوقوف داخل الاماكن المخصصة للتهرب من دفع «الكارته» وعدم الالتزام بالدور المخصص.
ومن داخل موقف المحافظات التسعيرة إلى المنيا 110 جنيهات وإلى بنى سويف 50 جنيهاً وإلى سمالوط 130 جنيهاً.
تباينت آراء المواطنين بين مؤيد للزيادة ومعارض يرى البعض أن زيادة سعر البنزين يترتب عليها زيادة ليس فقط تسعيرة الركوب أنما ترفع اسعار مسلتزمات السيارة وقطع الغيار، هذا ما أكده ناجح فادى من مرتادى الموقف »من محافظة بنى سويف« قائلاً، أن الزيادة تعتبر فى المتناول حيث تمت زيادة الاجرة من 47 جنيهاً إلى 50 جنيهاً« ومنذ تطبيق الزيادة والسائقين ملتزمون بالحد المسموح به.
أما أحمد فرعون فيقول إن السائقون بعضهم يلتزم بالزيادة والبعض الآخر يضطرون لرفع الأجرة للضعف لقلة عدد الركاب بالموقف خاصة آخر النهار.
طارق على أحد الركاب يرى أنه يجب الاكتفاء بجنيه واحد فقط زيادة على التسعيرة القديمة ويعتبرها عبئاً كبيراً »نظراً« لرفع قيمة أجرة البدرشين من 5 إلى 7 جنيهات فهو يستخدم الخط يومياً نظراً لطبيعة عمله بالمنيب.
يعتبر محمد متولى »سائق على خط بنى سويف« أن نسبة الزيادة المقرر »عائمة« لأن خط سير بنى سويف ينقسم إلى ثلاثة محاور شرقى وغربى وزراعى وكل محور يختلف عن الآخر فى طول المسافة وبالتالى فإن نسبة الزيادة غير متساوية مع الثلاث محور ومن هنا تحدث الخلافات بين السائقين والمواطنين على الأجرة بشكل يومى مطالباً المسئولين بتحديد الزيادة بما يتناسب مع عدد الكيلوات.
وفى القاهرة تظل مشكلة التاكسى الأبيض فى المشاجرات، والمشاحنات بين سائقى التاكسي، والركاب، السمة الغالبة رغم قرار محافظة القاهرة بزيادة تعريفة عداد التاكسى إلى 9.5 بدلا من 8.5 جنيه لفتح العداد، و4.5 بدلا من 4جنيهات لكل كليو متر، و 21 بدلا من 19 جنيهاً لساعة الانتظار، وتخصيص رقمى 114، و15496 لتلقى شكاوى المواطنين من ارتفاع أجرة الميكروباص، والتاكسى الأبيض.
ورغم سرعة إصدار قرار زيادة التعريفة، إلا أن بعض سائقى التاكسي، لا يلتزمون بتشغيل العداد، ويفضلون الاتفاق مع الراكب قبل بداية المشوار، أو طلب ما يحلو لهم عند نهاية المشوار ما تسبب فى حدوث العديد من المشاجرات فى ظل رقابة غائبة من إدارة المرور، والمحافظة، مع اكتفائهم باعلان أرقام الشكاوى فقط، ما ترك الركاب للتفاوض أحيانا، وللتشاجر أحيانا أخري.
سائقو التاكسى الأبيض، يدافعون عن أنفسهم، بأن تعريفة العداد غير مجزية بالنسبة لهم، مفضلين عدم العمل عن الالتزام بها، بينما اتجه الركاب لاستخدام تطبيقات النقل الذكية، التى تقدم قيمة المشوار مقدما، ما يعتبر حلا عمليا للقضاء على فكرة «المقاولة».
فى مدخل ميدان المؤسسة «شبرا الخيمة»، وجدنا ناصر رسلان يتشاجر مع سائق تاكسي، ركب معه من أول شبرا، بسبب مطالبة السائق بضعف الأجرة بحجة تحريك أسعار البنزين، ورغم محاولة الراكب الاتصال بأرقام شكاوى المحافظة، إلا أنها لم ترد، وانتهى الأمر بتدخل عدد من المارة، وزيادة الأجرة 50٪ فقط، بعدما علت أصوات الراكب، والسائق، وقبل أن يتحول الأمر بينهم لمشاجرة بالأيدي.
وهو ما حدث أيضا مع عامر فتحي، الذى استقل تاكسى من أول شبرا إلى حدائق القبة، الذى طالبه السائق بدفع ضعف الأجرة، رغم أن البنزين زاد بين 10 و15٪ فقط.
بينما أنقذ المارة فى شارع رمسيس، ياسمين علي، من سائق تاكسى كال لها سيلاً من السب، وقذف فى وجهها لرفض الأجرة التى اعتادت على دفعها يوميا، قبل زيادة أسعار البنزين الجميع يؤكدون ضرورة ايجاد وسيلة حاسمة لضبط التاكسى الأبيض.
صلاح الدين أبوبكر – صاحب محل – يطالب بالرقابة على التاكسي، والزام السائقين بتشغيل العدادات، لوضع حد للمشاحنات المستمرة بين الركاب، والسائقين، منذ زيادة أسعار البنزين.
ويشكو رضا علي، من أن جميع أرقام الشكاوى من سيارات التاكسي، والسرفيس، بمحافظة القاهرة، والجيزة مشغولة دائما، وهو ما يؤدى إلى أن سائقى التاكسي، يتصرفون كما يحلو لهم، طالما أنه لا توجد جهة للراكب لتقديم شكواه فيها.
الالتزام بالعداد يضر بنا .. هذا ما ردده كل من سائقى التاكسي، رامى طلعت، وأحمد صلاح، ومعتز ياسر، ورأفت عدلي، مؤكدين أن التعريفة رغم زيادتها غير مجزية، وأن الأفضل هو الاتفاق مع الراكب على المشوار قبل ركوبه، وأنهم لا يفضلون الشجار مع الركاب عند انتهاء المشوار.
أكد بعضهم أنهم سوف يشتركون فى بعض تطبيقات النقل الذكية التى تسمح للتاكسى الأبيض بالعمل بها، لوضع حد للمشاحنات، والمشاجرات، مع الركاب، مشددين على أنهم غير مغالين فى قيمة الأجرة التى يطلبونها، ولكن أسعار البنزين، وقطع الغيار، وارتفاع الأسعار، كل هذه الأمور تدفعهم للحصول على أجر عادل، يكفى حاجات أسرهم الضرورية بالكاد.
رصدت »الجمهورية« التزام السائقين بالتعريفة الجديدة من موقف المنيب بالجيزة والتى شملت عدة مناطق فمن أمام محطة مترو المنيب تصف سيارات الأجرة المتجهة إلى الحوامدية والعياط والبدرشين ومزغونة وكانت تسعيرة الركوب كالتالى من المنيب إلى الحوامدية السهران 5.5 جنيه وإلى البدرشين 6.5 جنيه وإلى العياط 13 جنيهاً ومزغونة 10 جنيه.