لقد اتسمت سياسة مصر الخارجية التى تم إعلانها عقب تولى الرئيس»السيسى» بالوضوح والقوة وقد أصبحت فيما بعد بمثابة خطوط حمراء لاسيما فيما يتعلق بمحددات الأمن القومى المصرى فى ظل تلك الحالة من العصف والتوتر التى تمر بها المنطقة.. لقد كانت مصر دائماً وأبداً رمانة الميزان بالنسبة لتلك المنطقة التى وصفها» كيسنجر» بأنها منطقة فخاخ وشراك خداعية ان لم يتوخ فيها المرء الحذر فسرعان ما تنزلق أقدامه الى هوة سحيقة.. إن مصر بالنسبة للمنطقة تعد بمثابة أوتاد الخيمة التى تثبتها فى مواجهة العواصف والأعاصير التى قد تدفع بها الى ما يعرف «بحافة الهاوية» التى تعنى التأرجح على حافة وضع حرج من المحتمل أن يطيح بها قريباً.. من بين هذه المواقف الحرجة أو الحاسمة مخطط التهجير وهو ما قوبل بالرفض المصرى.
وأصدرت بياناً يؤكد دعم الحكومة المصرية لاصرار الشعب الفلسطينى على البقاء بأرضه والدفاع عن حقوقه المشروعة واحترام القانون الدولى .
من بين هذه الآراء التى تؤيد موقف «القيادة المصرية» من توطين الفلسطينيين فى مصر رأى «بول سليفان» الأستاذ بجامعة «الدفاع الوطنى الأمريكية» حيث صرح بأن أى زعيم مصرى لن يوافق على مثل هذا الطلب الذى من شأنه زعزعة الاستقرار ليس فى مصر فحسب بل من المرجح أن يؤدى الى المزيد من عدم الاستقرار فى المنطقة ككل.. فى الوقت نفسه أشار «ادوارد بيرانيان» الى ما صرح به الرئيس «السيسى» فى لقائه بمجموعة من الضباط العسكريين قائلاً من السهل توطين بعض الفلسطينيين فى سيناء ولكن من الصعوبة بمكان وجود شخص يمكن أن يقبل ذلك .. وقد كانت حجة توطين الفلسطينيين فى مصر والأردن بدعوى عدم صلاحية القطاع الذى تعرض للتدمير للسكن نتيجة الحرب الاسرائيلية وان نقل 1،5 مليون شخص بعيداً عن غزة دافعه القيام بعمليات التطهير فى ظل تلك الحالة من الفوضى.. وقد علل «ويل ويسيرت» بوكالة «أسوشيتد برس»رفض كل من مصر والأردن والفلسطينيين لهذا المطلب لأنهم يعلمون تماماً أن اسرائيل لن تسمح لهم أبداً بالعودة الى غزة حال مغادرتهم لها وهو ما تخشى معه حكومة البلدين والدول العربية الأخرى زعزعة الاستقرار فى الداخل والمنطقة بأسرها.. لقد شاركت مصر ولعبت دوراً محورياً فى الجهود الدبلوماسية الرامية الى انهاء الحرب والوساطة بين «اسرائيل» و«حماس» من أجل وقف اطلاق النار والسماح بتبادل الأسرى وزيادة المساعدات الانسانية الى غزة .. لقد أثبتت «مصر» من خلال دورها فى ادارة هذه الأزمة عبر جهودها الدبلوماسية مدى أهميتها كوسيط وعامل أساسى فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة.