الأزهر الشريف هو منارة العلم والدين عبر التاريخ الإسلامي، وقد كوّن هذا الصرح الشامخ أعظم حوزة علمية عرفتها الأمة بعد القرون الأولى المفضَّلة، وحفظ الله تعالى به دينه ضد كل معاند ومشكك، حافظ على أركان العلم، الطالب، والأستاذ، والمنهج، والكتاب، والجو العلمي، والأزهر الشريف صاحب تفكير مستقيم لا يعرف التعصب، ولذلك عندما تجلس مع علماء الأزهر، يحدث لك انشراح، يحدث لك ارتياح، يحدث لك أنه لا يريد مصادمة العالم؛ لأن الدين جاء ليس لمصادمة العالم، إنما جاء من أجل العمارة، من أجل عبادة الله، من أجل تزكية النفس، فهم الأزهريون هذا؛ لأنهم أرادوا حمل منهج أهل السنة والجماعة، وحمل كتاب الله وسنة رسوله؛ ولذلك يقول الجنيد: طريقنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فالذى نعطيه كأزهر للعالم هو الفكر المستقيم، هو التعددية الفكرية، فى ظل هذا الفكر المستقيم، وعدم التعصب، فالبشرية تحتاج للأزهر الشريف.