تعودت وعلى مدى ٥٣ عاما زيارة قبر الزعيم الخالد جمال عبدالناصر كأحد الرموز الوطنية فى التاريخ المصري.. وفى القبر أرى كل عام شبابا جديدا ينضم إلى الزيارة سواء فى ذكرى ميلاده أو ذكرى ثورة يوليو المجيدة أو ذكرى وفاته.. وفى كل زيارة تسيطر على الحديث بين الحضور الربط بين الأحداث الجارية وعبدالناصر وما يدور فى وطننا واقليمنا العربى وقارتى افريقيا وآسيا.. وغالبا ما تجمعنا فى الزيارة شخصيات عربية وآسيوية وافريقية ووزراء سابقون ومحافظون ورجال أحزاب ومفكرون ورجال اعلام.. والقاسم المشترك فى كل الزيارات اسرة الرئيس الراحل التى تحرص على الحضور وسط القادمين فى المناسبة وبينهم أبناؤه المهندس عبدالحكيم الذى لم ينقطع عن التواجد ولا مرة تقريبا إلا إحدى المرات بسبب جائحة «كورونا» وفى مئوية عبدالناصر سعدنا والحضور بوجود أبنائه الدكتورة هدى ومنى وعبدالحميد وأحفاده من أبنائهم ومعهم أبناء الدكتور خالد عبدالناصر رحمه الله.. الاثنين الماضى كانت ذكرى الميلاد ٦٠١ وتحدثنا طويلا معا عن تجربة ناصر فى التنمية وبناء الجيش الوطنى والحفاظ على سيادة الدولة وكيفية توعية الشباب الذى يواصل مسيرة النهضة فى هذه المرحلة للحفاظ على الدولة الوطنية وجيشها «مدرسة الوطنية المصرية» التى خرج منها كل زعماء الوطن منذ ثورة ٢٥ إلى اليوم.. ونتذكر مقولته «عبدالناصر يا ما قال لا أمان للاخوان».. الاثنين الماضى كان حديثنا عن فلسطين القضية والشعب والدولة وحماية المقاومة التى كانت آخر معارك ناصر قبل وفاته بساعات فى ٨٢ سبتمبر ٠٧٩١ بعد أحداث «ايلول الاسود» ونجاحه فى حماية المقاومة من أجل تحرير فلسطين – كما كان جيلى يردد – الحديث الاثنين الماضى كان تأكيد على ان مصر داعم اساسى للقضية الفلسطينية وستظل داعمة لها حتى يحصل هذا الشعب الذى يواجه نظاما عنصريا نازيا ويخوض معركة كرامة من أجل الوجود والتشبث بالأرض التى أرادت حكومة نتنياهو تهجيره قسريا وتصفية القضية واجهضت الفكرة بفضل مصر.
وأعود إلى الضريح فى زيارة قبر ناصر يوم ميلاده تذكرت بناء الجيش والاصلاح الزراعى وحرب السويس ٦٥٩١ التى أعادت لنا قناة السويس التى يحاول الغرب تعطيل الملاحة بها باختلاق أزمات فى البحر الأحمر وعسكرته مع أحداث عدم استقرار فى القرن الافريقي.. وكان الرئيس عبدالناصر الذى نتحدث اليوم بمناسبة ميلاده حريصا على أمن وتحرر افريقيا وسلامة الملاحة فى البحر الأحمر بجعله بحيرة عربية تحيط به الدول العربية من كل الاتجاهات مع أهم شريان مائى عالمى لا بديل لتجارة العالم عنه.
.. وللأسف ونحن نحافظ على رموزنا ورموز تاريخنا مثل مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول والزعيم جمال عبدالناصر يأتى بيننا مدعون ويسيئون إلى رموزنا الوطنية ونجد ابناء الثورة المضادة يحاولون النيل من تاريخنا الوطنى عبر رموزنا ومنهم «الباحث» عن دور الذى عمل بالدبلوماسية المصرية ولولا قرارات ناصر لما كان فى موقعه ويسييء إلى رموزنا الوطنية.. سألت أحد أبناء الأسرة هل له علاقة بكم نفى تماما وقال لى كلاما مهما – احتفظ به – من مجمل الكلام ان هذا الرجل الذى صدعنا على فضائيات أحيانا لا تنتقى ضيوفها من مثل هؤلاء الباحثين عن دور بعد أن أفل نجمهم.. وفشلت الدولة المصرية فى تسويقه فى بداية هذا القرن لكى يقبل منصب أمين الجامعة العربية وجلست معه فى منزل أحد السفراء المصريين أثناء جولته لتسويق نفسه للمنصب وقال اننى أحب الرئيس عبدالناصر.. وجاء فى ٣٢٠٢ ليتفوه على الرئيس ناصر.. ماذا يقول تلاميذه فى الدبلوماسية المصرية عنه وهم يسمعون له.. إلا انه يبحث عن دور.. وبرغم الاعتذار المكتوب فى الأهرام والمسموع فى صدى البلد مع الصديق مصطفى بكرى الذى أنقذ ماء وجهه.. اقول له اعتذارك غير مقبول وفى ذكرى ميلاد ناصر كان كلامنا حول هؤلاء الذين لم يسيئوا لشخص ناصر أو السادات أو غيره من الرؤساء الذين رافقهم لكنه اساء لمصر وقادتها.. فاعتذاره غير مقبول وأظن ان ما سمعه من المهندس حكيم على الهاتف كان ردا مهما لرجل أساء لرموز مصر!!
ففى الضريح الذى أزوره لأول مرة بعد هذه التصريحات «العفنة» اثلج صدرى ان من التقيتهم رجال أحزاب ومفكرين واعلام استهجنوا هذا الكلام .
الذكرى ٦٠١ لميلاد الزعيم كانت فرصة للاستماع إلى رؤى من تقابلهم من كافة الأجيال وبينهم من عاشوا برفقة ناصر وشباب مات قبل أن يولدوا لكنهم مؤمنون بتجربة وطنية ستظل سيرتها أطول لأنها تجربة وطنية شريفة لزعيم آمن بقدرات شعبه ومعه واجه التحديات فى الداخل والخارج.. وواجه طيور الظلام وقوى الشر كما نحن نواجه اليوم تحديات لا تقل ضراوة عن الماضى البعيد..والخبر الحزين ان يوم ذكرى ميلاد حاتم صادق والزعيم كانت وفاة زوج ابنته الذى كثيرا ما تقابلت معه فى قبر الزعيم الراحل الخلوق حاتم صادق الذى كان له تجربة مهمة فى مركز الدراسات قبل أن يتوجه للعمل المصرفى ونجح فيه عبر أكثر من بنك عربى واستثمارى رحمه الله توفى فى وقت متزامن مع ميلاد الزعيم وأقيمت جنازته أمس الجمعة رحمه الله.. كنت أقابله فى المسجد مع رفقاء ناصر الكثيرين.
من د. «سارة» إلى وزير الصحة
.. الدكتورة سارة أبو المجد بنت أجا دقهلية حصلت على بكالوريوس طب الأسنان وذهبت لوالدها فى إحدى الدول حيث كان يعمل وشاء حظها وكانت قد حصلت على الدرجة العلمية عام ٧١٠٢ وتم حجز الأسرة كلها وفى ظروف حجز والدها ومرضه بعد ذلك لم تستطع الوصول إلى مصر لاستلام التكليف.. وعانت كثيرا فى شرح موقفها ووالدها بعد عودتهم تناشد الوزير د. خالد عبدالغفار بالتماس موقفها ووالدها المريض بالكبد بالسماح لها بالتكليف ومعها ما يثبت سبب تأخيرها.. فهل نجد اجابة لدى معالى الوزير ليسعد اسرة مهمومة بابنتها طبيبة الأسنان ووالدها المسن.