هناك نجوم ونجمات سطعوا فى سماء الفن وحقق شهرة واسعة، إلا أن مشوارهم فى الفن لم يكتمل برغم نجاحهم فى خطواتهم الأولي، ومن بين الأسماء التى حققت نجاحاً فى فترة وجيزة ولكنها لم تستمر طويلاً، الفنانة سميرة خلوصى التى كانت بدايتها فى السينما تحسد عليها، إذ إختارها الفنان محمد عبدالوهاب من بين وجوه كثيرة لتلعب بطولة فيلمه الأول «الوردة البيضاء» وعمرها 16 عاماً، إذ تميزت سميرة خلوصى بجمال يجذب الناظرين إليها، فكان فيلمها الأول «الوردة البيضاء» هو البداية الحقيقية لها وتصادف أنه الفيلم الأول لنجم الجيل حينذاك الفنان محمد عبدالوهاب عام 1932، والذى اشتهر باحتجاج مشيخة الأزهر على مشهد قام فيه عبدالوهاب بتقبيل بطلة الفيلم سميرة خلوصى قبلة رومانسية، وهو أمر لم تعتد عليها السينما المصرية، كما امتد الاحتجاج لما بعد القبلة.. فكان هناك اعتراض على تقبيل عبدالوهاب لسميرة وهو يرتدى «الطربوش» الذى كان يعتبر رمزا لمصر وهيبتها.
سميرة خلوصى هى ممثلة مصرية لأب مصرى من أصول يونانية وأم فرنسية.. ولدت فى 5 يوليو عام 1916، وتوفيت فى أول يناير عام 1981 عن عمر65عاما وقد مر على رحيلها 44 عاما.
كان محمد عبدالوهاب يبحث عن وجه جديد ليشاركه أول أفلامه الغنائية، وكاد يذهب الدور- كما هو معروف- للفنانة رجاء عبده، ولكن عبدالوهاب رفضها لصغر سنها.. ووجد فى سميرة خلوصى الوجه الأمثل له.. فقد كانت فتاة حسناء جميلة، ومن عائلة راقية فوالدها حامد بك خلوصى من كبار الوجهاء المصريين.. والأم فرنسية وكانت سببا فى أن تقتنع بأن تتحول ابنتها إلى ممثلة.
اكتشفت الفنانة عزيزة أمير موهبة سميرة خلوصى مبكرا وأسندت اليها أدوارا صغيرة فى بعض أفلامها.. إلى أن جاءتها الفرصة لتقف أمام عبدالوهاب حيث يعتبر فيلم «الوردة البيضاء» هو أشهر أفلامها الخمسة فى السينما والذى يعرض حتى الأن من بين أفلامها جميعاً على الشاشة الصغيرة .
خلوصى مترجمة
تم تصوير أجزاء من الفيلم وتحميضه فى باريس لأن استديو مصر لم يكن قد أنشيء بعد.. ولعبت فيه دورا هاما – أهم من دور البطولة – حيث كانت المترجمة فى التعامل مع الفرنسيين لأن معظم فريق العمل لم يكن يعرف اللغة الفرنسية.
حقق الفيلم الذى اخرجه محمد كريم نجاحا وعرض فى السينما لمدة ستة أسابيع متتالية – وهو يعتبر رقما قياسيا فى ذلك الوقت – محققا أرباحا كبيرة مذهلة، مما شجع عبدالوهاب على أن يخوض بنفسه تجربة انتاج أفلام غنائية أخرى خاصة بعد نجاح أغانى فيلمه الأول منها جفنه علم الغزل، النيل نجاشي، ياوردة الحب الصافي.
وكشف عبدالوهاب فى أحد أحاديثه ان قصة الحب فى أحداث فيلم «الوردة البيضاء» حقيقية، إذ وقعت له فى بيت أمير الشعراء أحمد شوقي، ومما زاد من أهمية الفيلم انه ثانى أفلام السينما المصرية الغنائية بعد فيلم «أنشودة الفؤاد» لزكريا أحمد والمطربة نادرة.
بعد ان حققت نجاحا كبيرا من خلال فيلم «الوردة البيضاء» وصل إلى شهرتها فى دولة فرنسا، حتى أن مجلة cine image الناطقة باللغة الفرنسية اختارت غلافها بصورة تجمعها مع الموسيقار محمد عبدالوهاب أثناء تقبيلها ضمن مشاهد الفيلم. .لم تقدم سميرة للسينما المصرية سوى خمسة أفلام فقط على مدار 14 عاما، فكان ثانى أفلامها «عنتر أفندي»