ونواصل حوار الذكريات لنسترجع الأحداث ونستلهم منها ونتعلم العظات والعبر.. ولنعيد أيضاً قراءتها بمنظور آخر يتناسب مع واقعنا ومستقبلنا.. وأتحدث فى ذلك عن أيام ما كان يعرف بثورة يناير من عام 1102 التى لم تكن ثورة من ثورات الربيع العربى الزائف بقدر ما كانت الطريق إلى الفوضى والخراب والانفلات الكامل.
وهى فى حقيقتها لم تكن ثورة.. كانت تجمعاً شعبياً يحاول التعبير عن رأيه فى قضايا الوطن ويطالب بالإصلاح والتغيير ثم تحولت فجأة وبتخطيط وإعداد مسبق إلى مظاهرات جماهيرية فى كل محافظات مصر تردد شعاراً تم وضعه بعناية فائقة ويقول.. عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.
وكلنا.. كلنا فى مصر كنا مع الشعار.. ولا أحد يمكن أن يكون ضد العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية.. وكلنا وقفنا نؤيد «الثوار» فى ميدان التحرير.. كلنا كنا ننتظر أن يكون التغيير للأفضل.. وكلنا كنا نبحث عن إصلاح النظام من الداخل وإبعاد سيطرة رأس المال على السياسة.. وكلنا كنا مع أى خطوات لتحسين الأحوال المعيشية ودفع الوطن للأمام.
وأيدنا الثوار.. كنا نؤيد تجديد شباب الدولة.. كنا نؤيد الروح الوطنية الوثابة التى سيطرت على الميدان وانتقلت إلى كل مكان فى أنحاء البلاد.. ورفعنا أعلام مصر فوق البيوت.. وانتظرناها.. انتظرناها ثورة بيضاء تنقلنا إلى عالم آخر من الازدهار وتحسين الأحوال..!
>>>
اكتشفنا سريعاً أنها كانت هوجة ولم تكن ثورة.. كانت مجرد شعارات تدغدغ المشاعر والأفئدة.. ولكنها لم تحمل برنامجاً ولم تفرز قيادة تستطيع استثمار التغيير.. اكتشفنا أنها هوجة لم تكن من أجل مصر بقدر ما كانت من أجل تقسيم مصر وإدخالها فى نفق مظلم من الانفلات الأمنى الذى يحمل معه كل الأخطار والتهديدات.. ووجدنا أن الغياب الأمنى الملحوظ سوف يكون مدخلاً لكل أنواع الجرائم.. وانتابنا إحساس هائل من الرعب والشعور بالضياع.. وصرنا ندعو ونأمل فى أن يعود مشهد «العسكري» و«الضابط» إلى شوارعنا مرة أخري.. وعشنا أسوأ أيام الرعب والخوف بعد أن كان التفاؤل يغمرنا والفرحة فى كل مكان.
وأقول ذلك رداً على دعوات محمومة وتحريضات سافرة من بعض عملاء الشر والحقد الذين يريدون ويبحثون ويحرضون على هدم الدولة بزعم بنائها من جديد..!! لسنا فى حاجة إليكم ولستم منا..!
>>>
ووقفت السيدة الغزاوية تسخر من الذين يقومون بتوزيع الحلوى فى قطاع غزة بعد قرار وقف إطلاق النار وقالت لهم «على إيش بتوزعوا الحلوي.. على دم الشهداء.. يا شيخ حطوا أحذية الشهداء فى فم كل واحد بيحكى عن انتصارنا».
وسيدة غزة لخصت كل الحدث.. غزة وقد أصابها الدمار الشامل وفقدت أكثر من خمسين ألفاً من الشهداء وهناك بعد ذلك من يوزعون الحلوى بدعوى الانتصار..!
وما حدث فى غزة لم يكن نصراً.. إنما نجاح لجهود الوساطة والتدخلات العربية والأمريكية لإيقاف حرب الإبادة والمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطينى بعد أن تمت تسوية بيوت الفلسطينيين بالأرض واستشهاد 05 ألفاً و011 آلاف من المصابين إصابات بالغة وعاهات مستديمة ومنطقة عازلة بعرض كيلو متر على محيط غزة وأكثر من 08 مليار دولار تكلفة فاتورة إعادة البناء..! وما حدث فى غزة انعكس على حزب الله فى لبنان.. وعلى سوريا.. وعلى إيران.. وما حدث فى غزة فتح الباب لإسرائيل لتحقيق أهداف كانت تنتظرها وتتمناها.. وبتوزعوا الحلوى على من ولماذا..!
>>>
وما حدث فى قطاع غزة سوف ترى الدول الأوروبية منه جانباً بعد تولى دونالد ترامب الرئاسة فى أمريكا.. فترامب يبحث عن الهيمنة والسحق والتهميش للقارة العجوز.. وترامب الذى لا يمكن التنبؤ بخطواته وتصرفاته لن يقبل بأوروبا شريكاً فى صياغة وصناعة سياسات العالم.. ترامب يريد أن تدفع له دول أوروبا أيضاً فى مقابل حمايته لها.. الرئيس الجديد سيعيد بناء قوة أمريكا على أكتاف وعظام الآخرين..!
>>>
ونعود إلى حواراتنا الداخلية.. وتعالوا نذهب إلى شارع عباس العقاد فى مدينة نصر وهو الشارع الذى تصعب فيه السيطرة المرورية.. والذى يمثل نموذجاً للفوضى التى نصنعها بأيدينا والتى نعانى منها فى كل مكان.. ففى الشارع باعة افترشوا الأرض ببضاعتهم.. وبائع الذرة المشوى وقد التف حوله عدد من «زوار» الشارع للتنزه.. والسيارات وقد تراكمت واصطفت فى مدخل الشارع وحيث لا يعرف أحد من سيتجه يميناً ومن سيتجه يساراً.. وحيث سائقى الدليفرى وهم يتلوون فى الشارع كالثعابين.. وحيث المشاة وهم يقطعون الطريق من أى مكان.. وحيث زحمة يا دنيا زحمة.. وزحمة وماعدش رحمة.. وكله هناك على كله.. وإذا خرجت من هذا المولد بدون خدش من احتكاك بسيارات الآخرين فأنت محظوظ لأنه يمكنك القيادة فيما بعد فى أى مكان آخر.. معك شهادة قيادة معترف بها دولياً.
>>>
والناس تعشق النميمة خاصة عندما تنتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعى ويصبح كل شيء فيها مباحاً ومستباحاً.. والناس تتابع المعركة التى انتقلت إلى ساحات القضاء بين فنانة تشكيلية زوجة لمخرج مشهور تعرضت لسرقة مجوهراتها مؤخراً.. وإعلامية دخلت فى خط المواجهة عندما دافعت عن المتهم بالسرقة..! والفنانة التشكيلية وجهت ضربة ثلاثية محكمة التصويب للإعلامية من خلال بث فيديو لمحادثة هاتفية بينهما كانت فيها الفنانة أكثر جاهزية لتوجيه الضربات والاتهامات وشل حركة الخصم.. والإعلامية التى تضررت كثيراً من بث المكالمة لجأت للنيابة لتقاضى الفنانة وتتهمها بإذاعة تفاصيل مكالمة وتسجيلها بدون علمها..!! والنيابة بدأت تحقيقاتها باستدعاء طرفى النزاع والاستماع إليهما.. ولن نستبق نتائج التحقيقات.. لكنها فى النهاية قضية مسلية لربات البيوت.. وللشامتين فى الاثنين!!
>>>
وتوفى المعلق الكبير ميمى الشربيني.. واحد من الزمن الجميل.. وواحد من المعلقين الذين احترموا «الميكروفون» فلم يصدر عنه يوم تعليق أو تلميح يسئ فيه لأحد أو لفريق على آخر.. ولم يجاهر عند التعليق بانتمائه لأى ناد.. كان يلقى دروساً كروية فى التعليق وشرح الأداء.. ولم يكن مثل البعض هذه الأيام الذين حولوا التعليق إلى تشجيع جنونى للفريق الذى يشجعونه.. لم يعد هناك معلق للمباراة وإنما مشجع على الهواء..!
>>>
وطفل.. طفل صغير فى المرحلة الابتدائية.. يسير فى الشارع وهو يتحدث فى «الموبايل» وغائب عن كل ما حوله..!! ماذا ينتظر أن يحدث بعد ذلك..!!
>>>
وأخيراً:
>> الصمت إجابة كافية
لكل شيء لا يسعه تعب الكلام.
>> ولم نعد نطمح فى أكثر من دائرة
سلام صغيرة تأوينا.
>> ويحتاج قلبى رحلة بعيدة.. عن مواطن الحزن الذى يسكنه.
>> وفى النهاية لن نتذكر كلمات أعدائنا ولكن صمت أصدقائنا.
>> والحزين عندما لا يريد الحديث يقول القصة طويلة.