اليوم هو الثانى من شهر أبريل «نيسان» عام 2024 الموافق الثالث والعشرون من شهر رمضان 1445، يوم يجب أن يظل محفورا فى ذاكرة المصريين لأنه وببساطة يوم تاريخي، ليس لأنه سيشهد أداء القسم الدستورى للرئيس امام مجلس النواب لبدء فترة ولاية جديدة فى إدارة شئون البلاد، وإنما الفكرة والرسالة والحدوتة أكبر من ذلك وأعمق بكثير، أنه اليوم الذى تدخل فيه عاصمة مصر الجديدة الخدمة بشكل رسمى لتكون عاصمة للجمهورية الجديدة التى طالما حلمنا وتحدثنا عنها، فنحن أمام «فكرة» أكثر منها «حدث» لذلك أقول أننا الآن فى حضرة التاريخ ومن وعى التاريخ فى صدره فقد أضاف أعماراً إلى عمره، قرأت ووعيت تاريخ بلادي، وعلمت أنها محروسة مصونة، تتمدّد وتصعد فى أوقات القوة، وتنكمش وتهبط فى فترات الضعف، لكنها أبداً لم تتلاشَ ولم تَغِب، بلادى أقدم من القدم، وأقدم من التاريخ، لذلك فأنا أراهن على معطيات التاريخ وثوابت الجغرافيا، أعلم تفاصيل المؤامرات والمناورات لإيقاف صعود هذا المارد المصرى على ضفاف النيل، لذلك، ومن واقع ما وقر فى وجدانى من ثوابت وحركة التاريخ أحب هذا الرجل، أثق به دون حدود، أحسن الظن به على طول الخط، لأنه رجل لا يكذب ولا يناور ولا يتآمر، لا يحكم بالهوى ولا تتحكم فيه الأهواء، الصدق والصراحة والمروءة والنُّبل والإخلاص والشفافية صفاته، يعشق بلاده ويتفانى فى خدمتها، لا يعرف إلا العمل والنجاح، ولا يعترف إلا بالعلم والتخطيط والمتابعة والمراقبة الدقيقة، مصر ساكنة فى أعماق أعماقه.
إنه رئيس إنسان، تغلبه دموعه فى لحظات تتجلى فيها الإنسانية فى أسمى صورها ومضامينها، لا يبحث عن رضا الناس على حساب رضا رب الناس، كم اتّخذ من قرارات مؤلمة لصالح الناس، رغم غضب بعض الناس، أتذكر وأستحضر كل قراراته الحاسمة التى انحاز فيها للمستقبل والناس والوطن، أراه مبتسماً أو ضاحكاً، وهو يحمل فوق رأسه هموم الدنيا، وأعتى تحديات الزمان، يقود سفينة الوطن فى أحلك الأجواء، ووسط أعتى الأنواء، لم يعرف الهروب من المعارك، ولن يفعل، حياته ضبط وربط والتزام وانتظام ونجاح وفلاح، محظوظ أنا، ومحظوظون أبناء هذا الجيل بهذا الرجل، وبكل أقواله وأفعاله وإنجازاته.
إنه عبدالفتاح السيسي، ذلك الرجل الذى عرفتموه بطلاً وقائداً للجيش المصرى العظيم، إنه الرجل الذى نزل على رغبتكم أنتم جماهير مصر المحروسة وتقلد المسئولية الأصعب فى تاريخ مصر، انا على يقين أن وجوده واستمراره، وأكرر استمراره، هو الضمانة الوحيدة لعدم عودة تجار الدين وأهل الشر مرة أخرى إلى الإقليم، أنا على ثقة بأن وجوده واستمراره هو الجسر الذى سنعبر عليه جميعاً من منطقة الدوامات والأنواء والأعاصير إلى منطقة الاستقرار والاستمرار والانطلاق، أنا مؤمن بما تخطه يمينى إيماناً لا يتزعزع.
التفاصيل كثيرة وعميقة والعناوين العريضة واضحة أمام الكثيرين وضوح الشمس، نحن اليوم أمام عنوان كبير من هذه العناوين الضخمة التى سيفرد لها التاريخ صفحاته ويعكف المؤرخون على تحليل كل تلك المنمنمات الجارية والتى أوصلتنا الى هذه اللحظات التاريخية النادرة ،