الوطن هو المكان الذى نشأت فيه ويحمل الذكريات والأحلام ويحتضن الأهل والأحباب والأصدقاء، فهو نبض القلب وهو السند الحقيقى والشجرة الوارفة الظلال التى تظل أبناءها، وهو الرفعة والسمو والكرامة.
أنها كلمة غالية تطرب لها الأذان وتشتاق لها القلوب الصافية الخالية من الأمراض النفسية، فحب الوطن غريزة تجعلك مؤنسا بالبقاء فيه، وتحن إليه حال البعد عنه وتدافع عنه حال الإعتداء عليه، وتغضب فى حال الانتقاص منه.
ولذلك فالعمل على رفعة الوطن واجب إجتماعى وديني، فالإنتماء للوطن والإخلاص إليه، وبذل الغالى والنفيس فى سبيله، والوقوف فى وجه كل من يحاول العبث بأمنه وما يضر بمصالحه.
ومن أروع وأعظم الأمثلة فى حب الوطن فى السيرة العطرة لسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) رسول الرحمة عندما هاجر إلى المدينة وترك وطنه مكة المكرمة فنظر إليها وقال (صلى الله عليه وسلم) (ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، وأنى أعلم أنك خير أرض الله وأحبها ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت، وما سكنت غيرك).
ولا بد أن نعمل جاهدين على حرص أبنائنا على حب الوطن وعشق ترابه من أجل رفعتهم والحفاظ على هويتهم وكرامتهم، وغرس فيهم المشاعر الحقيقية للأخلاص والتفانى فى حب الوطن، لأن الحب والمشاعر لاتقبل القسمة ولاتحتمل الشك والتردد فأما أن تكون إنسان شريفا محبا لوطنه وداعم له وإما أن تبغض وطنك وفى هذه الحالة تأكد أنك قمت بالتنازل عن قيمتك وكرامتك وأصلك وأهلك.
فمن يعرف المعنى الحقيقى للوطن ويستشعره بكل جوارحه يتولد لديه الانتماء إليه وينبعث فيه طاقة إيجابية تحثه على العمل والإنتاج وحب النجاح رغم الأزمات والمشاكل.
وفى الختام لابد وأن نعمل سوياً على الإهتمام بالوطن كما نهتم ببيوتنا، والسعى الحقيقى على الحفاظ عليه بكل مانملك من قوة، فللوطن حقاً فى أوقاتنا وأموالنا وأبنائنا، كما يجب علينا الإلتزام بالقوانين والأنظمة والتشريعات والعمل على تنمية الوطن، ويجب أن ننظر إلى ما يجب فعله من أجل رفعة الوطن، فالإجتهاد والعمل والحب والتفانى من أجل الأوطان هو خير عمل يرقى به الإنسان.