منذ بدأت تجربة تشغيل المنظومة الجديدة لزيارة أهرامات الجيزة.. وهى تثير الاهتمام.. وهى منظومة الهدف منها فى المقام الأول اعادة هذه الزيارة الى مسارها الطبيعى كزيارة تعتبر حلما لكل من يعرف تاريخ مصر ويتطلع الى زيارتها..
وعلى مافى هذه الزيارة من متعة وانبهار، كانت تفسدها دائما تصرفات معظم المتواجدين فى المنطقة من باعة للهدايا.. ومن مقدمى خدمات ركوب الخيل والجمال «والكارتات».. وهى تصرفات وتعاملات كانت فى معظمها دائما مثار الشكوي.. بل كانت واحدة من أهم أسباب عدم تكرار الزيارة لمصر.. بما تتركه من انطباع سيئ لدى كل من يتعامل معهم.. وبما يفسد تجربته السياحية..
ولهذا كانت المطالبات الدائمة بوضع حد لتجاوزات هذه الفئات.. وتنظيم زيارة منطقة الأهرامات.. وربما كان من أجل هذه الفئة وحدها.. وبشكل أساسي.. كان التوجه الى تنظيم زيارة الأهرامات.. بعد أن فشلت كل المحاولات السابقة فى ردع هذه الفئات وحماية السياح الزائرين للأهرامات من تجاوزاتها.. ولا يعنى هذا ان منظومة التشغيل الجديدة مقتصرة فقط على هذا الجانب.. ولكنها حاولت تنظيم هذا الجانب لهذه الفئات.. بتاريخها الذى يشى بحاضرها ومستقبلها.. حيث تجمعوا فى أول يوم من أيام التشغيل التجريبى لمنظومة زيارة الهرم.. وحاولوا قطع الطريق بالمنطقة بخيولهم وجمالهم وعرباتهم ومنعوا سيارات واتوبيسات السياح من استكمال زيارتهم وفقا للمحطات السبعة لزيارة المنطقة.. وكان مشهدا أثار استياء الجميع وانتقلت صوره الى انحاء العالم قبل أن يتم صرفهم وادخال السياح..
وقد تقدمت عضو مجلس النواب النائبة مها عبد الناصر بطلب احاطة فى المجلس موجها الى رئيس الوزراء ووزيرى السياحة والآثار، والتنمية المحلية حول هذه الأحداث التى وصفتها بأنها : « أحداث مؤسفة ومخربة خلال اليوم الأول من التشغيل التجريبى لمشروع تطوير منطقة هضبة الأهرامات «.. وقالت انها أصبحت » حديث العالم وانتشرت كالنار فى الهشيم بمختلف منصات التواصل الاجتماعى حول العالم «.. وقالت ان » الجميع داخل مصر وخارجها شهد قيام هذه الفئات بالتجمهر وقطع الطريق فى المنطقة امام حركة السائحين والزائرين والاتوبيسات السياحية.. مما أدى الى شلل تام فى حركة الدخول والتنقل داخل المنطقة لبعض الوقت.. وسط هتافات احتجاجية عشوائية وتعطيل متعمد لرحلات السياح الأجانب والمصريين.. واعتبرت النائبة أن هذه الواقعة : « تضر ضررا بالغا بصورة مصر السياحية »..
وتشير النائبة الى أنه كان يجب «استطلاع رأى فئة الجمالة والخيالة قبل تنفيذ التجربة».. ولكن رأى هؤلاء معروف مقدما.. فهم يعارضون تماما أى اجراء يحد من فرصهم فى التعامل مع السياح.. وقد عبروا عن رأيهم فى المشروع قبل أن تبدأ تجربة تشغيله بكسر المسار الذى تم تحديده لهم حتى يفشلوا المشروع.. ولكن تم اصلاحه.. ولاشك فى أنهم سيكررون المحاولة.. مالم يتم تقديم المسئولين منهم عن أى محاولات من هذا النوع الى المحاكمة.. وتطبيق القانون الواجب فى حالتهم..
ولابد أن هذا الحادث.. الذى كان متوقعا فى اطار مقاومة هذه الفئات لأى تنظيم يمسهم.. سيدفع الى تعامل جديد معهم.. يهذب من سلوكياتهم.. ويحسن من مظهرهم مع عمل زى خاص لهم بمواصفات للجمال والخيول والكارتات .. وتقلل فرص الاحتكاك بينهم وبين السائح.. ويمنعهم من ابتزازهم.. ويضع لهم نظام تشغيل منظم.. بحيث تكون خدمتهم فى مقابل تذكرة يشتريها طالب الخدمة فى مدخل منطقة التريض التى أعدت لهم.. ويقدمها الى من يحل عليه الدور منهم.. دون أن يكون التعامل مباشرا فى النواحى المالية بينهم وبين السياح.. وفى نهاية كل يوم عمل يسترد مقدم الخدمة قيمة ما تجمع لديه من تذاكر بالعملة المحلية.. وتدخل العملة الصعبة الى مسارها الشرعي..
ولابد أن نشير هنا الى أن وزير السياحة والآثار شريف فتحى قد تابع التجربة لحظة بلحظة.. وكان فى الموقع قبل بدايتها.. وأنه أصدر قرارات عديدة لتعديل عدد من الاجراءات استجابة لملاحظات المرشدين السياحيين.. وشركات السياحة.. كما أن الجميع منفتحون على أى تعديلات يظهرها التشغيل التجريبى المستمر حتى مايو.. ثم امتدادا الى الافتتاح الرسمى مع افتتاح المتحف المصرى الكبير فى 3 يوليو القادم..
ومع هذا فأن الأمر يحتاج تعديلات على ضوء ما يصلنا من شركات السياحة والمرشدين.. وهى تتركز فى السماح بدخول كل المجموعات على اختلاف أعدادها بأتوبيساتهم.. وأن تكون الاتوبيسات الكهربائية للمجموعات التى لا يصحبها مرشدون.. أو للزيارات الفردية.. أو للمجموعات الصغيرة التى لا تتجاوز عشرة أفراد بمن فيهم المرشد بحيث يسهل تجميعهم فى أتوبيس واحد..
مبرر هذا اختلاف نوعيات السياح حيث يفضل معظم كبار السن المشاهدة وهم فى الأتوبيسات.. ومعظم السياح يصطحبون حقائب يفضلون تركها بالأتوبيسات عند نزولهم عنها..
وبالنسبة للأتوبيسات الكهربائية يجد المرشدون صعوبة فى اركاب المجموعة فى اتوبيس واحد.. اذ يكتشف المرشد بعد صعود عدد من مجموعته، أنه لا يستوعب المجموعة كلها.. فماذا يفعل.. هل يطلب ممن صعدوا الاتوبيس النزول ليكونوا مع زملائهم فى أتوبيس آخر.. أم يتركهم يذهبون بمفردهم ثم يلحق بهم مع باقى المجموعة فى أتوبيس آخر ؟..
هذا بعض ما يثار.. ووزير السياحة والآثار شريف فتحى اتخذ عدة قرارات على ضوء التشغيل التجريبي.. ولكن المرشدين وشركات السياحة يطلبون تلافى الملاحظات.. وهو أمر يسير فى المرحلة التجريبية ..
وأكرر ان نجاح هذه التجربة مرهون فى المقام الأول بمواجهة حاسمة للمشكلات التى يتسبب فيها أصحاب الخيول والجمال والكارتات.. واعادة تنظيم ووضع توصيفات وترتيبات مزاولة مهنتهم.. والا فانهم سيفسدون كل شئ.