فى بيتنا رجل فيلم مصرى قديم شاهدته..أول أمس على إحدى القنوات المصرية،أحداثه شدتنى خاصة عندما رجع إبراهيم «عمر الشريف» فى قراره بشأن الهروب إلى فرنسا على إحدى المراكب تجنباً للقبض عليه بواسطة البوليس السري.. خلال فترة نضال الشعب المصرى للتخلص من الاستعمار الإنجليزي، وقرر إبراهيم العودة مرة أخرى إلى القاهرة معتمداً على أن الحرية أفضل من الحياة ونجاحه فى تنفيذ عملية فدائية ضد معسكرات الجيش الإنجليزى بالعباسية فى ذلك الوقت وتدمير مخازن الذخيرة والتى كانت رمزاً لبداية عمليات النضال والمقاومة لحصول الشعب المصرى على الاستقلال وتوقيع اتفاقية جلاء القوات الإنجليزية عن الأراضى المصرية عام 1954 وشعور الشعب المصرى بالحرية والعزة والكرامة.
دار فى ذهنى أثناء مشاهدة أحداث الفيلم وطنية الأب والأم والأبناء ومقاومة الشعب المصرى ضد الاحتلال الإنجليزى وثورة الشعب الجزائرى ضد المستعمر الفرنسى خلال القرن الماضى وقارنته بما يدور حالياً داخل الأراضى الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة وكثرة الأحاديث والمناظرات داخل العائلات وبين المثقفين حول المقاومة الفلسطينية ومدى إمكانية الحصول على حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة ومتواصلة على حدود 4 يونيو 1967 بجوار دولة إسرائيل الحالية وبث روح التسامح وتثبيت الأمن والأمان لكل سكان دول الشرق الأوسط وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لصالح الأجيال القادمة.
توضح خطط وأفعال القادة السياسيين والعسكريين بإسرائيل وجود هدف شيطانى مخطط منذ نكبة 1948 للاستيلاء والتمدد الإسرائيلى الصهيونى على كل أراضى فلسطين وبعد تنفيذ عمليات التدمير والإبادة الجماعية الكاملة لكل مقومات الحياة داخل قطاع غزة وما ينادى به نتنياهو وكل الإسرائيليين بضرورة استمرار تواجد الجيش الإسرائيلى داخل قطاع غزة بل والاستيلاء على ممر صلاح الدين «فيلادلفيا»، وممر نيتساريم ومعبر رفح واستمرار تواجد أمنى إسرائيلى داخل غزة.
يوضح بدء إسرائيل عمليات الهجوم المخطط على مدن ومخيمات الضفة الغربية على مراحل بدءاً بالمدن والمخيمات الشمالية للضفة «جنين وطولكرم ونور شمس…. إلخ» وإصرارهم على قتل معظم أفراد ورموز المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية وتدمير البنية التحتية بالمدن والمخيمات، يوضح ذلك كله بدء الجيش الإسرائيلى تنفيذ الجزء الثانى من المخطط وإعادة احتلال الضفة الغربية بالكامل وإلغاء دور الإدارة الفلسطينية.
من المخطط إسرائيلياً بعد الانتهاء من قتل معظم أفراد المقاومة بالضفة الغربية أن يتم التركيز على الجبهة الشمالية وتدمير مقومات حزب الله العسكرية والمعدات والأفراد والبنية التحتية العسكرية فى جنوب لبنان.. وهنا نؤكد على وفاة اتفاقية اوسلو وأنه لا سلام مع إسرائيل والأراضى الفلسطينية محتلة وأن الهدف الرئيسى للصهيونية العالمية والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا هو تحويل الشرق الأوسط إلى امبراطورية إسرائيلية أسوة بالامبراطورية العثمانية فى القرون الماضية.
يوضح الموقف الحالى وخطط إسرائيل الحالية والمستقبلية ضرورة وحتمية استمرار المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة وعدم الاستسلام حيث ان الحرية أفضل من الحياة، ولن يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة فى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلا بالكفاح والنضال وتحقيق الوحدة بين كل أجنحة وحركات المقاومة حيث يستمر الصهاينة فى بث الفتنة بين الفلسطينيين.
إن أحاديث نتنياهو الأخيرة تؤكد خطط وأهداف الصهيونية العالمية وأهمها تركيع الشعب الفلسطينى وإذلاله والتخلص منه وإبادته وتهجيره قسرياً أو طواعية من داخل الأراضى الفلسطينية استمراراً لما تم بعد نكبة 1948 ونكسة 1967.
يحاول نتنياهو إطالة أمد الحرب وعدم إيقافها والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى مراهناً على إمكانية فوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية القادمة والذى ينادى بحتمية امتداد إسرائيل وتوسعة مساحتها على حساب الشعب الفلسطينى والدول العربية المجاورة.
الموقف خطير ولابد من الوحدة واستمرار المقاومة بكل أشكالها للتصدى للتمدد الإسرائيلى وعدم تنفيذه حالياً أو مستقبلياً.. إن الأمل ضعيف فى الحصول على موافقة إسرائيل لإنشاء دولة فلسطينية حيث لم ينجح حتى الآن بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فى الحصول على موافقة إسرائيل للانسحاب من ممر صلاح الدين ومعبر رفح الفلسطينية وهو مطلب شرعى وقانونى بسيط جداً بالمقارنة بمطلب إنشاء دولة فلسطينية حرة مستقلة.. الموقف الحالى ومنذ عام 1948 ليس صراعاً عربياً إسرائيلياً أو إرهاباً ضد إسرائيل كما تروج إسرائيل والولايات المتحدة ولكنه مقاومة عربية بكل الوسائل ضد التمدد الإسرائيلى لابتلاع الأراضى الفلسطينية بالكامل والجولان وجنوب لبنان وأجزاء من الدول المجاورة وتؤكد المقاومة الفلسطينية فى غزة والضفة إمكانية نجاح العرب فى مقاومة التمدد الإسرائيلى ومنع تنفيذه فى حالة توحيد الصف العربى وأهدافه والدول الصديقة بالمنطقة.