كثيرا ما أفكر فى أصل الأشياء وهذا يقودنى إلى أصل التسميات، لماذا أطلق هذا الاسم على هذا الكيان أو حتى هذا الشارع، وضمن هذه الومضات الفكرية تأتى أسماء بعض الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة، وهنا ودون الدخول فى تفاصيل تاريخيّة أنظر إلى ما بين أيادينا من ملاحظات قد تكون جديرة بالنظر، فعلى سبيل المثال لا أستملح تغيير اسم وزارة الخارجية لتصبح الخارجية والهجرة وشئون اللاجئين، فمع تقديرى لاهمية ملف الهجرة إلا أنه وتاريخيا كان جزءاً من المهام القنصلية، وبإلغاء وزارة الهجرة وضمها إلى الخارجية فقد عاد الشىء لأصله، وأدلل على ذلك بأن الشئون الأفريقية والاقتصادية وحقوق الإنسان جزء أصيل من عمل وزارة الخارجية فلا يمكن أن أطلق عليها «وزارة الخارجية» والهجرة وشئون المصريين بالخارج والشئون الأفريقية والعربية والاقتصادية وحقوق الإنسان، أنا كمواطن مصرى وإعلامى أهتم كثيرا بفكرة الصورة والانطباع، لذلك أدعو إلى الحفاظ على الاسم الرصين المعبر وهو «وزارة الخارجية» وفقط، كذلك أدعو إلى إعادة الشىء لأصله فيما يخص وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى وكذلك وزارة التعليم العالى والبحث العلمى ليطلق عليها جميعا «وزارة المعارف» فالتعليم إحدى أدوات المعرفة والبحث العلمى والتعليم العالى كذلك، وهنا أيضا يجب أن يتم ضم هيئات محو الأمية وتعليم الكبار إلى نفس الوزارة المجمعة حتى يكون هناك سياق معرفى واحد وهدف استراتيجى واحد يعمل الجميع عليه بروح الفريق، وفى نفس السياق تأتى اسم وزارة المالية التى يجب أن تعود كما كانت وكما هو موجود فى معظم الدول إلى مسماها الطبيعى «وزارة الخزانة» وبالنسبة لبعض المصالح مثل الشهر العقارى على سبيل المثال فالاسم يعنى انه فقط لتسجيل العقارات والسؤال وماذا عن الأراضى والسيارات والمنقولات وغيرها؟ إذن لابد من تشكيل لجنة من الخبراء المختصين لإعادة صياغة مسميات الجهات والهيئات والوزارات العامة وتعمل عملية تجميل وإعادة رونقها العام لتصبح «براند» يساهم فى رسم الصورة الذهنية المطلوبة للدولة المصرية، وهنا أعود إلى سؤال طرحته مرارا وهو من هو المسئول عن رسم الصورة الذهنية للدولة فى الخارج والداخل؟ من هى الجهة أو الشخص المنوط به وضع التصورات الصحيحة المعبرة وازالة الرتوش التى تمثل ملاحظات سلبية؟ من هو الشخص أو الجهة المسئولة عن تغيير صورة الجمل والأهرامات التى ترتبط باسم مصر فى كل مكان؟ من المسئول عن عدم إظهار وجه مصر الحديثة بعد عشر سنوات من الكفاح والعرق، من المسئول عن تصميم «البراند» المطلوب للدولة الوطنية؟ لن أستسيغ الإجابة النمطية «كلنا مسئولون» وكل منا فى مكانه يعمل على ذلك، هذا تسويف وتأجيل وهروب، فمصر تستحق ان تكون فى صورة افضل مما هى عليه فواقعنا أروع من صورتنا، وفى انتظار «البراند» المطلوب.