العدو الاسرائيلى فى مأزق شديد أمام العالم وأمام الشعب الامريكى الذى سينتخب رئيسا جديدا الثلاثاء القادم ، وذلك بعد مرور أكثر من عام من الحرب الوحشية التى يخوضها على جبهة غزة وأيضا بعد مرور شهر من عدوانه على جبهة لبنان، وبالتالى فليس لديه أى أوراق تفاوضية يفرض بها شروطه إلا استهدافه للمدنيين بالقصف والحرق، لأن المقاومة فى الميدانين الفلسطينى واللبنانى تمنعانه من تحقيق أيا من أهدافه التى أعلنها.
على جبهة غزة ورغم اغتيال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى غزة لم يحقق العدو الإسرائيلى هدفه الرئيسى وهو تفكيك الحركة أو أن يحصل على أسير واحد من أسراه الموجودين فى أنفاق غزة تحت أيدى المقاومة أو ان يقتلع الفلسطينيين من قطاع غزة كما كان يريد، بل ان الضربات الاستنزافية التى توجهها له المقاومة تؤلمه بشدة لأنها بعد هذا الوقت وهذا القتل والتدمير لجميع أوجه الحياة فى غزة تستطيع تنفيذ عمليات تتمكن خلالها من تدمير واعطاب العشرات من آلياته يوميا وقتل وإصابة جنود إسرائيليين كل يوم شمال وجنوب القطاع.
فى الجانب اللبنانى ورغم تمكن العدو الإسرائيلى من اغتيال معظم قيادات الصف الأول فى حزب الله يقوم الجناح العسكرى للحزب باستعادة توازنه وتغيير تكتيكاته العسكرية ويحول دون تقدم الاسرائيليين إلى عمق الاراضى اللبنانية ويطلق يوميا المئات من الصواريخ والمسيرات التى تصل إلى مدن العمق فى الاراضى المحتلة وتجبر مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الهروب والاحتماء فى الملاجئ لأوقات طويلة تتعطل فيها الحياة داخل الكيان لإسرائيلي.
العدو الاسرائيلى لن يستطيع تقديم أى جديد فى جولة المفاوضات التى انطلقت هذا الأسبوع بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية لان اسلوب التفاوض تحت النار الذى يستخدمه لن يجدى مع المقاومة على المحورين الفلسطينى واللبنانى واللتان تحققان إنجازات كبيرة بالشكل الذى يثير إعجاب المحللين العسكريين والصمود الأسطورى أمام آلة الحرب الاسرائيلية المدعومة غربيا وتضع ساكن البيت الابيض الجديد فى حرج شديد، عن خططه لوقف الحرب ووقف الانتهاكات وعمليات الابادة الجماعية التى ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.
الرئيس الأمريكى الجديد سوف يكون على موعد مع الشرق الاوسط فإما أن يوقف جنوح النتنياهو وحكومته المتطرفة عن تلك المقتلة أو أن يغض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية ويبارك الجرائم الإسرائيلية ليستمر العدوان ويموت أربعين ألفا آخرين فى غزة ومثلهم فى لبنان ويتحول الشرق الأوسط لحلبة من الذئاب فى سقوط أخلاقى لكل المبادئ والمعايير الإنسانية التى بنيت عليها منظومة العدالة وحقوق الانسان.