شباب مصرى واعٍ يتحرك بثقة ويعمل بمهارة
لم تكن رحلتى إلى منطقة اللاهون بمحافظة الفيوم مجرد زيارة إعلامية، بل كانت شهادة حية على ما يحدث فى مصر من تحول عميق فى مفاهيم الزراعة والتنمية، واصطحبنى خلالها صديقى رجل الأعمال الشاب هيثم حسين، رئيس مجمع عمال مصر، الذى يولى اهتمامًا كبيرًا بكل ما يخدم الاقتصاد الوطنى ويعزز الإنتاج المحلى.
جهتنا كانت واحدة من أبرز نقاط الضوء فى المشروع القومى العملاق «مستقبل مصر الزراعى»، بمنطقة اللاهون بمحافظة الفيوم وهو أحد الأذرع الحيوية لمبادرة الدولة لتعمير الصحراء، وإعادة رسم خريطة الزراعة المصرية، برؤية غير تقليدية، وقيادة لا تعرف المستحيل.
فى اللاهون، رأينا مزيجًا فريدًا من التخطيط الدقيق والعمل الدءوب.. فور وصولنا، استقبلنا المقدم جوى عمرو بديوى، قائد المشروع، بابتسامته الحاضرة وطاقته اللافتة..
هناك، لم نرَ فقط أراضٍ مزروعة، بل شاهدنا مصانع إنتاج غذائى مفتوحة على اتساعها، يديرها شباب مصرى واعٍ، يتحرك بثقة ويعمل بمهارة.. كل شيء منظم، من الريّ الذكى باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعى، إلى نظم الحصاد والتغليف والتصدير. والخروج من مجرد «الزراعة التقليدية» إلى ما يمكن وصفه بـ»زراعة المستقبل».
كل شيء يتم وفق معايير عالمية.هذا ليس اجتهادًا فرديًا.
هذا المشروع ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من رؤية إستراتيجية أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى آمن بأن تعمير الصحراء هو مفتاح أمننا الغذائى واستقلالنا الاقتصادى.. «مشروع مستقبل مصر»، تحت مظلة رئاسة الجمهورية، لم يصمم ليكون مشروعًا واحدًا، بل شبكة ممتدة من الفرص، والمزارع، والمصانع، والبنية التحتية.
فكر الرئيس لم يتوقف عند الزراعة فحسب، بل امتد إلى تحويل الصحراء إلى مساحات حيوية تنبض بالإنتاج، وتشغيل الشباب، وتوفير الأمن الغذائى للمصريين، وهو ما رأيناه يتحقق على الأرض فى اللاهون ضمن سلسلة من المشروعات التى تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، وعلى يمين ويسار الطرق التى كانت بالأمس مجرد ممرات، واليوم أصبحت محاور للتنمية تحت قيادة العقيد بهاء الغنام رئيس جهاز مستقبل مصر الذى يختار قيادات متميزة لإدارة تلك المشروعات العملاقة التى ترسم المستقبل بأيدى أبناءها.. ما يجرى فى اللاهون، وما يجرى على امتداد المشروعات القومية الزراعية، يؤكد أن مصر لا تنتظر المستقبل، بل تصنعه.. بلد يحارب من أجل لقمة عيش كريمة لشعبه، ويعمل على تمكين شبابه فى كل محافظة من الـ27، ويفتح لهم أبواب العمل والإنتاج الحقيقى.
لا مبالغة فى القول إن ما رأيناه يضع مصر فى منافسة حقيقية مع كبرى الدول فى مجال الزراعة الحديثة، ويجعلنا أكثر قدرة على مواجهة الأزمات العالمية فى الغذاء والمناخ والموارد.. فى النهاية.. غادرت اللاهون بعد أن تناولنا ما تنتجه أرضنا الزراعية فى هذا التسارع العملاق وأنا أكثر يقينًا أن مصر تمضى فى الطريق الصحيح. كل شبر يزرع اليوم، هو خطوة نحو الاكتفاء، نحو السيادة، نحو المستقبل.. ومن زار، رأى.. ومن رأى، عليه أن يشهد بما يحدث على هذه الأرض التى لا تتوقف عن العطاء.
تحية لكل من يزرع الأمل فى أرض مصر..
وتحيا مصر.