الوجه الأمريكى ليس مقبولا فى الكثير من بقاع الكوكب، بل إنه ممقوت ومكروه ولا يطاق فى معظم بلدان الدنيا، وهذا ليس إلا لأن الأمريكيين متغطرسون، يلوحون بالقوة أمام أى رأى أو موقف، يريدون أن يكونوا «شرطي» العالم الذى يعتدى على الآخرين و»يؤدبهم» دون حق، ولا يقبلون لهم منافسا أو جهة قوية بجوارهم.
نجح الأمريكيون بجدارة فى تفكيك الاتحاد السوفيتي، باستغلال بعض الثغرات، واستطاعوا أن يحققوا هذا الهدف الذى ظلوا يعملون من أجله لعدة عقود، لأن الاتحاد السوفيتى كان القطب الثانى الذى يناطحهم ويقف لهم ندا فى المجالات والميادين كافة، وما تفعله واشنطن الآن من خلال أوكرانيا وتسخير إمكانات أوروبا وحلف الناتو ليس ببعيد عن استكمال هذا الهدف وإضعاف روسيا، بل يعملون على ألا تقوم لها قائمة، لكن لم تأت الرياح بما تشتهى أمريكا حتى الآن.
الأصابع الأمريكية المخربة تعبث فى كل مكان فى العالم من جاراتها فى قارة أمريكا الجنوبية ومن آسيا إلى أفريقيا وأوروبا، ومن الأرض إلى الفضاء، وتخطط للهيمنة والسيطرة على الكواكب، وإن كان ذلك ظاهرا وواضحا، فإننا أيضا نراه فى الكثير من أفلامهم التى لا تخفى أهدافها ومراميها، لذلك أعتقد أنه لا توجد دولة تواجه كراهية مثل أمريكا.
وإن كان التخريب الأمريكى قد طال الكثير من المناطق والأقاليم، إلا حلفاءهم، لكن منطقتنا العربية كانت الأكثر تضررا وتلقيا للمخططات الخبيثة ومحاولات التفتيت ونشر الفوضى وإدخالها فى صراعات مستمرة بينية وداخلية، وجعلها تنشغل بالخلافات وتدخل فى حروب، لتجعلها فقيرة ضعيفة بلا أنياب، وهذا ليس حديثا إنما منذ عقود طويلة، تشهد بها الأحداث والحوادث ويسجلها التاريخ.
وفى الحدث الأكبر الذى يتصدر اهتمام العالم كله منذ ثمانية أشهر، حرب الإبادة على غزة، فإنه قبل توجيه الاتهام إلى الإسرائيليين فإن السياسة الأمريكية تأتى قبل ذلك ومعه وبعده، ولم يعد القناع على وجه واشنطن يخفى شيئا، بل انكشف ومنذ سنين طويلة، والآن أصبح هذا الوجه مفضوحا، فالإسرائيليون يسيرون بمخططات أمريكا وسياستها ودعمها ومراوغتها، وأكرر حسما وجزما، لو أن أمريكا أرادت أن توقف الحرب لفعلت ولو أرادت أن تحل القضية الفلسطينية من جذورها لفعلت وبكلمة واحدة.
لم يكن التشدد والصلف الإسرائيلى والاجتياح والمذابح وقتل الأطفال والنساء والمرضي، إلا بالدعم الأمريكى اللامحدود، الذى مازال مستمرا مع نفس الممارسات من بداية أحداث 7 ديسمبر، يرددون الأكاذيب والمغالطات ويتبنون البهتان الصهيوني، حتى مع كل ما يحدث فى غزة يزعمون أنه لا يصل إلى الإبادة الجماعية، ناهيك عن «الفيتو» الحامى لكل الجرائم.!
وتواصل أمريكا أساليب الخداع، ففى الوقت الذى يعلن فيه بايدن تعليق بعض أنواع الأسلحة لأسرائيل، يقر بتقديم مساعدات بمليار دولار، واستمرار إمدادها بكل ما تحتاج وتأكيد ضمان أمنها، ثم تستمر اللعبة بإقرار مجلس النواب الأمريكى مشروع قانون يلزم إدارة بايدن بضمان إمدادات الأسلحة دون انقطاع إلى إسرائيل، ثم يزعمون عدم الموافقة على العمليات فى رفح، وما يجرى بين الولايات المتحدة وإسرائيل ما هو إلا توزيع أدوار.
>>>
> فيما يتعلق بـ»انتفاضة الجامعات» فى مختلف أنحاء العالم، كشف استطلاع رأى عن أكثر من ثلث طلاب أبرز الجامعات البريطانية يرون أن هجوم حماس فى السابع من أكتوبر عمل معقول من أعمال المقاومة.
> فى مهرجان «كان» السينمائي، تم تنظيم وقفة رمزية، على السلالم لمنع العنف ضد المرأة، أوليست الفلسطينيات اللاتى تواجهن هذه الإبادة ضمن نساء العالم أيها الناس.