انطلقت صباح أمس أعمال القمة الخليجية فى الرياض بمشاركة ولى العهد السعودى رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقادة ورؤساء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
أكد ولى العهد السعودى رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة – الحرص على استمرار التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل استقرار المنطقة والمشاركة فى جهود حل العديد من الازمات.
من جانبه أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب – فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة – أن هناك فرصاً لوقف الفوضى وتحقيق الاستقرار وأن دول الخليج العربى فى مقدمة الدول المستقرة.. منتقداً سياسات إدارة الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن فى مواجهة الازمات فى العالم وطالب إيران بوقف الحروب بالوكالة فى المنطقة مؤكداً أنها لم تحصل على سلاح نووي.
أضاف ترامب إن بلاده شنت أكثر من 1100 غارة على الأهداف الحوثية فى اليمن لمدة 52 يوماً حيث استجاب الحوثيون وطلبوا التوقف الأسبوع الماضى وتعهدوا بعدم التعرض أو استهداف السفن التجارية مرة أخرى لافتاً إلى أن الولايات المتحدة قد حددت أكبر ميزانية عسكرية تبلغ تريليون دولار وما حدث خلال مائة يوم فى الولايات المتحدة الأمريكية مذهل حيث فعلنا ما لم يتمكن الآخرون فعله على مدار 4 سنوات.
حول الوضع فى غزة أكد ترامب أن واشنطن تريد أن يحظى شعب غزة بمستقبل آمن وكريم ولكن لا يمكن أن يحدث ذلك عندما يكون هناك قادة يعذبون الأبرياء مثمناً الدور البناء الذى أداه قادة دول الخليج فى محاولتهم لوضع حل لهذا النزاع المروع من خلال المساهمة فى الافراج بشكل آمن عن الرهينة الأمريكى عيدان ألكسندر.
شدد ترامب على ضرورة الافراج عن كافة الرهائن من جميع الجنسيات فتلك خطوة نحو السلام معرباً عن أمله فى أن هناك العديد من الأمور الإيجابية ستحدث.
أشار الرئيس الأمريكى إلى أنه التقى نظيره السورى أحمد الشرع لبحث تطبيع العلاقات مع سوريا من جديد لافتاً إلى أنه عقد اجتماعاً مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حيث طلب وقف العقوبات على سوريا لاعطائهم فرصة جديدة لان العقوبات كانت ستعرقل أى خطوات جادة نحو الاستقرار.
قال إن هناك فرصة فى لبنان لمستقبل خال من سطوة «حزب الله» إذا تمكن الرئيس ورئيس الوزراء من بناء دولة لبنانية فعالة وأضاف أن واشنطن أرسلت سفيراً إلى لبنان وهو رجل قادر وناجح وسيقوم بعمل رائع وهذه فرصة لان يكون لبنان مزدهراً وفى سلام مع جيرانه موضحاً انه منذ عام كانت هناك صعوبات فى استقطاب جنود للانضمام للخدمة العسكرية الأمريكية والآن لدينا أكبر قدر من التطوع.
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، جاسم محمد البديوي، أن اختيار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، دول مجلس التعاون كأولى وجهاته الخارجية، فى مستهل ولايته الرئاسية الثانية، كما فعل فى ولايته الأولي، دلالة واضحة على رسوخ هذه العلاقة بوصفها نموذجا يقاس عليه فى العلاقات الدولية.
قال البديوى -«يسعدنى التحدث عن علاقة استراتيجية عريقة ترسخت عبر الأجيال على أسس من الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة حتى غدت تحالفا يجسد تلاقى القيم والرؤي»، مضيفا أن الشراكة الخليجية الأمريكية تنطلق من أرضية صلبة تدعمها الأرقام والوقائع وتتجسد فى مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والطاقة والدفاع وتشرف عليها عشر مجموعات عمل تربط الجانبين.
أشار إلى أن حجم التبادل التجارى بين الجانبين تجاوز 120 مليار دولار أمريكى فى عام 2024 ، مع تنامى واضح فى الاستثمارات الخليجية داخل الولايات المتحدة التى تقدر بتريليونات الدولارات يقابلها حضور متزايد لرءوس الأموال الأمريكية فى قطاعات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية بدول المجلس.
تابع: «وفيما تواصل دول الخليج ريادتها فى أسواق الطاقة التقليدية فإنها تمضى قدما بشراكات رائدة مع الولايات المتحدة فى مجالات الطاقة النظيفة والابتكار البيئى وتعزز هذه العلاقات بوجود عشرات الآلاف من الطلبة الخليجيين فى الجامعات الأمريكية، وانتشار فروع أكاديمية أمريكية فى المنطقة، فضلا عن علاقات دفاعية متجذرة تجسدها صفقات نوعية وقواعد مشتركة مما يجعل هذه الشراكمة نموذجًا فريدًا من التكامل الاستراتيجى المتعدد الأبعاد».
أكد أن العالم يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة للشراكة المتجددة ترتكز على إرث تاريخى مشرف وأسس متينة من الثقة والمصالح المشتركة لتعزيز التعاون فى جميع المجالات وكافة الأصعدة، لافتا إلى أن هذه الشراكة لم تعد خيارا بل ضرورة إستراتيجية تضمن الأمن والاستقرار والازدهار فى العالم.
قال البديوي: «من أكثر القضايا إلحاحًا فى الوقت الحاضر هى مأساة قطاع غزة حيث نتطلع إلى نجاح المفاوضات الجارية حاليا لوقف القتال والإفراج عن الرهائن والمحتجزين واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين ونأمل تجاوز هذه المرحلة العصيبة»، مؤكدًا على أن الحل المستدام يكمن فى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تفضى لقيام دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية ما من شأنه تمهيد الطريق بسلام شامل وعيش كريم وآمن وازدهار لشعوب المنطقة كافة، مجددًا موقف دول مجلس التعاون الثابت فى نصرة الشعب الفلسطينى ودعمه على كافة الأصعدة.
وجه البديوى شكره للرئيس الأمريكى دونالد ترامب على قراره بوقف العقوبات عن سوريا، مشيدًا بجهود ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز فى هذا القرار فى توقيته ومضمونة لمساعدة الشعب السورى الشقيق فى تحقيق تطلعاتهم لبناء مستقبل مزدهر وآمن لوطنهم.
أمير قطر يعقد جلسة مباحثات مع الرئيس الأمريكى فى الدوحة
عقد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جلسة مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمقر الديوان الاميري في الدوحة امس ضمت اعضاء الوفد المرافق لترامب وكبار المسئولين القطريين.
وكان امير دولة قطر قد استقبل بمقر الديوان الاميري في الدوحة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، في مستهل زيارة ضمن جولته بالمنطقة التي شملت المملكة العربية السعودية ومحطتها الثالثة دولة الإمارات العربية المتحدة.
من جانبه أكد سفير قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية الشيخ مشعل بن حمد آل ثانى ان زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الدوحة ستسهم فى تعزيز جهود الوساطة المشتركة بين مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف الحرب فى غزة بشكل نهائي، وكذلك ستوفر فرصة للتباحث حول إعادة إعمار القطاع ودفع جهود إحياء عملية السلام استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، بما يضمن للشعب الفلسطينى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
أشار الشيخ مشعل- فى تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا)- إلى ان الزيارة تمثل خطوة كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين والتى تمتد لأكثر من خمسة عقود، وتعكس تقدير الإدارة الأمريكية للدور الفاعل الذى تضطلع به دولة قطر فى دعم استقرار ورخاء المنطقة.