ونحن فى بداية الطريق الى نظام دولى جديد متعدد الأقطاب أو ثنائى القطبية علينا ان ندرك انه طريق طويل حتى تستقر قواعده وأركانه وتصبح ادواته نافذة المفعول لضمان استدامته لعدة عقود كما حدث فى الأنظمة العالمية السابقة.
لن يستقر النظام العالمى الجديد الا بتحقق امور كثيرة وزوال أدوات لم تعد صالحة لهذا العصر أول ما يجب ان يزول هو حلف الناتو وإذا تمسك الغرب الاستعمارى به فلا مناص من قيام حلف عسكرى على الجانب الآخر يوازنه فى القوة تكون مهمته ردع محاولات التهور فى استخدام حلف الاطلسى كقوة عسكرية باطشة خارجة عن الشرعية الدولية التى تمثلها قرارات مجلس الأمن التى يتجاوزها تحالف الشر ضد من لا ينضوى تحت مظلته كما حدث فى العدوان على العراق وأفغانستان وليبيا والصومال وسوريا واليمن وقوة الحلف الجديد سوف تحدد ما اذا كان النظام الجديد سيكون مستقرا ويدفع نحو مزيد من التعاون والشراكات أم إلى حرب باردة ويشعل النيران وبؤر التوتر ويوسع رقعة الصراعات والمواجهات الساخنة.
دعونا نقر ونعترف ان التوازن العالمى فى القوة العسكرية هو الكفيل بإنتاج توازن سياسى فى العالم وبالتالى تحقيق الاستقرار وحماية السلم والأمن الدوليين من الاختراق والتهديد ويمنع اى طرف من الشطط أو جر العالم إلى حافة الهاوية فى اى حادث او حدث مهما كان بسيطا أو عنيفا.
متغيرات كثيرة حدثت فى السنوات الاخيرة كفيلة بإعادة إنتاج نظام عالمى جديد أكثرها خطورة العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا وما ترتب عليها من تداعيات سياسية وعسكرية واقتصادية ويأتى العدوان الهمجى الصهيونى على قطاع غزة امتدادا لسلسلة طويلة من العدوان الغربى الاستعمارى الخارج عن كل المبادئ المستقرة للقانون الدولى وميثاق الامم المتحدة على دول المنطقة العربية وكان العدوان على العراق وليبيا أكثرها فظاعة وفجاجة وهمجية.
من الملاحظ ان كل الانظمة العالمية تقيس وتختبر قوتها على ساحة واحدة فى العالم هى الساحة العربية حتى القوى الإقليمية غير العربية تتصارع على النفوذ بالمنطقة وغالبا ما تخدم صراعاتها المصالح الغربية.
والسؤال الأهم أين نحن العرب بعد كل هذه الصراعات فوق ساحتنا وعلى موقعنا وثرواتنا واستقرارنا وأمننا وعلى حساب طموحات شعبنا العربى فى البناء والتطور وأدى استهداف المنطقة إلى وأد خطط التنمية الشاملة التى بدأناها وبعضها كان شديد الاهمية وحقق نتائج مبهرة لكن الاستعمار لا يريد لنا التقدم والتطور يريدنا متأخرين ويريد لكيانه الصهيونى الوظيفى ان يكون هو المهيمن والمسيطر والاكثر قوة وأدت بفضل المؤامرات والمخططات التى تستهدف وطننا العربى لكى نعود ونبدأ من جديد.
هل تعلمنا ووعينا الدروس انه لن يحك جلدنا إلا اظافرنا وان المتغطى بالغرب لا يدفأ أبدا ولا يتقدم خطوة واحدة الا اذا كانت ستخدم النفوذ الاستعمارى أولاً.