رحم الله الدكتور عبدالقادر حاتم الذى كان سابقا لعصره.. حين تولى امر السياحة فى الستينات من القرن الماضي.. وكان يدرك ان مصر لكى تستطيع استقبال الحركة السياحية التى تطمح اليها فلابد ان تكون هناك فنادق لاستقبالهم.. وكانت اعداد الفنادق فى ذلك الوقت محدودة.. وكان فندق النيل هيلتون اول فندق لسلسلة ادارة عالمية يقام فى مصر.. وأول فندق لهيلتون فى مصر والشرق الاوسط.
قد وضع د.حاتم شعار فندق كل أسبوعين.. لاقامة فنادق تكفى الحركة السياحية المطلوبة.. وقد هوجم حاتم كثيرا بسبب هذا الشعار.. ولكنه لم يتأثر ومضى يعمل بكل جهد على استقدام حركة سياحية واضافة فنادق جديدة فى القاهرة والاسكندرية والاقصر واسوان.. وبدأ يخرج عن الاماكن التقليدية.. فكانت الغردقة التى لم يكن احد يعرف عنها فى ذلك الوقت الكثير حيث جرى انشاء شيراتون الغردقة.. والذى للاسف مازال مغلقا.
ثم كان توجهه إلى الساحل الشمالى لأول مرة.. ونعرف درة الفنادق التى نشأت هناك فى ذلك الوقت.. فندق سيدى عبدالرحمن.
اتجه د.حاتم إلى القصور لتتحول إلى فنادق فكان قصر آل لطف الله فى الزمالك ليتحول إلى فندق عمر الخيام ثم يصبح الان ماريوت القاهرة.. وفى الاسكندرية كان قصر السلاملك فى المنتزه الذى تحول ايضا إلى فندق.
وشهدنا فى الأقصر إقامة فندق نيوونتر بالاس إلى جانب ونتر بالاس القديم.. وقد ازيل الجديد للاسف ضحية تطوير الاقصر فهدم على ان يعاد بناؤه بأسلوب جديد يتناسب والمعبد الذى يجاوره.. وضاعت ارضه إلى الابد.. ثم فى اسوان كان هناك ايضا نيو كتراكت إلى جانب كتراكت القديم أو «اولد كتراكت».. وقد خرج هذا الفندق مؤخراً مع شقيقه ونتر بالاس فى الاقصر من نطاق ملكية الدولة ملكية إلى ملكية مشتركة مع القطاع الخاص.
وفى النيل استقدم د.حاتم اربعة فنادق عائمة بنيت فى هامبورج وجاءت لتبحر فى مصر مكونة دعامة قوية للسياحة النيلية ويتولى ادارتها شيراتون العالمية.. والكثير والكثير يقال عن تاريخ د.حاتم والسياحة.. رحمه الله.
لماذا اذكر هذا هنا الان.. اذكره لاننا اصبحنا فى حاجة ماسة إلى ان نرفع شعارا مماثلا ننجز تحته ما نحتاج اليه من غرف فندقية تقدر بما لايقل عن ربع مليون غرفة فى السنوات من 2024 إلى 2028 حتى نستطيع تحقيق ما جاء فى استراتيجية السياحة بالوصول بعدد السياح فى عام 2028 إلى ثلاثين مليون سائح.. وبالدخل السياحى إلى ثلاثين مليار دولار.
قد قدرت فى مقال سابق اننا نحتاج على الأقل لألف فندق فى هذه السنوات بمتوسط مائتين وخمسين غرفة لكل فندق لنصل إلى ما مجموعه مائتين وخمسين الف غرفة.. ومعنى هذا اننا نحتاج فى خمس سنوات إلى مائتى فندق كل سنة.. واذا افترضنا ان لدينا خمسين اسبوعا من العمل فى السنة.. فهذا يعنى ان علينا ان ننجز اربعة فنادق كل أسبوع.. أرقام صعبة.. كما اشرت فى مقال سابق.. ولا اعتقد ان تحقيقها ممكن.. ولكنه ليس مستحيلا اذا توفرت المواقع المطلوبة لهذه الفنادق وتوافر المستثمرون.. وتوافر التمويل.