هل كان الاستقبال الأسطورى الذى قوبل به مجرم الحرب– بشهادة الجنائية الدولية – بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل والتصفيق وقوفًا أكثر من 50 مرة لكل فقرة قالها – مقصودا ..هل كان مقصودا بصرف النظر عما يدركه هؤلاء الأعضاء من حقيقة ما يحدث فى الواقع ؟ أم أن هذا الاستقبال جاء عفو الخاطر لأعضاء يؤمنون بأن نتانياهو على صواب فيما يدعى وان جنوده لا يقتلون المدنيين ولا يمارسون إبادة جماعية بالقتل الجماعى والتجويع والتعطيش والفزع وأن اسرائيل هى صاحبة الأرض فعلًا وأنها أرض الآباء والأجداد ، أم أن أعضاء الكونجرس يعلمون الحقيقة لكنهم يؤمنون بما يفعله نتنياهو وجنوده ويريدون فعلا إبادة الشعب الفلسطينى من الوجود إيمانا بما يؤمن به نتنياهو من إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات باعتبار أن العداء أيديولوجى وأن الغرب غرب والشرق شرق كما جاء كثيرا على ألسنة القادة الامريكان وكذلك الكثير من الغربيين .
صحيح أن 60 من أعضاء الكونجرس أبت عليهم أنفسهم أن يكون فى استقبال مجرم حرب مدان من قبل الجنائية الدولية ومطلوب القبض عليه وما تزال يده تقطر من دماء الاطفال والنساء والشيوخ إلا أن هذا الاستقبال الذى بدا فيه أن المجرم ضحية وأن الضحية مذنبة يحتاج إلى تأمل.
إذا كان هذا الاستقبال مقصودًا كما افترضنا والاعضاء يعلمون الحقيقة فعلينا أن ندرك أن الأمل فى أمريكا التى يرونها صديقا وشريكا فى التسوية انقطع تمامًا بل عليهم أن يدركوا أن فكرة الحصول على الحق بالتفاوض والالتزام الادبى فكرة وهمية عند هؤلاء الأعداء.
أما إذا كان الاستقبال والتصفيق جاء تصديقًا لكل كلمة قالها مجرم الحرب وصفقوا لها فإن على الدنيا السلام– كما يقولون – فعندما لا يدرك عضو فى مجلس برلمانى يمتلك من آليات التحقق من الأحداث ما يعينه على الوصول إلى الحقيقة ثم تنطلى عليه الأكاذيب الواضحة فإن هذا أمر غاية فى البؤس واليأس أيضا ،لأن هؤلاء الأعضاء هم أعضاء مجلس أقوى دولة فى العالم تسعى كما تقول لإقرار السلام فى العالم ،كما يقوم هذا المجلس بالتشريع لها فيما تأتيه خارجيا أو داخليا بالتالى علينا أن نرمى طوبتها كما يقولون ونعتمد على أنفسنا فى تحقيق السلام الذى نسعى إليه.
الطريف أن بعض أعضاء الكونجرس صفقوا لنتنياهو عندما تحدث عن انتصاراته رغم مرور ٩ أشهر على الحرب دون أن يحقق اى هدف مما أعلن أنه سيحققه كأنهم لم يروا انجازات أصحاب الحق وصفقوا له عندما أكد أنه لا يستهدف المدنيين ابدا رغم أن الاحصائيات والفيديوهات لاستهداف المدنيين خاصة الأطفال والنساء والشيوخ واضحة ، بل إن الصحف الأمريكية نشرت تحقيقات على ألسنة الجنود الاسرائيليين أكدوا فيها أنهم يقتلون فى وقت فراغهم المدنيين للتسلية ولقتل الوقت فضلًا عما يؤمرون به من استهداف اللاجئين فى المدارس والمستشفيات كأن هؤلاء الأعضاء لم يقرءوا شيئا من هذا .