وسائل مبتكرة وذكية.. للحفاظ على الكائنات النادرة ورعاية المحميات
خطوات متقدمة لتشجيع السياحة.. والاستثمارات الشبابية.. مشاركات محلية
عشق الطبيعة يبدأ بمشاهدة الأفلام الوثائقية أو ملاحظة الطيور والكائنات المحيطة بنا.. لكنه يتحول إلى شغف ومسار للحياة.. يجدون فى الحفاظ على البيئة مهمة مقدسة ونشر الوعى رسالة متواصلة.. يدعمون الهواية بالدراسة المتخصصة ويفتحون أبوابا لمستقبل يحافظ على حق الأجيال.
مع اليوم العالمى للبيئة الذى يوافق »٥ يونيو« كل عام نتعرف على شباب كرسوا وقتهم وكثفوا جهدهم لحماية البيئة وتنوعت إسهاماتهم من مراقبة الطيور إلى التشجير.. ومن الحفاظ على المحميات الطبيعية إلى نشر الوعى والتوعية.. إنهم حراس البيئة الذين يستحقون التحية.
حق الأجيال
الدكتور أحمد محمد الدسوقى أستاذ مشارك جيوفيزياء نظرية وتطبيقية بعلوم السويس يهتم بالمحميات الطبيعية وشغل منصب المدير السابق لمحمية الدبابية بالأقصر:
قصة عشقه للحياة البرية اتخطت نطاق الوظيفة إلى الرسالة.. وبالفعل حصل على دورات تدريبية عن الحياة البرية والحفاظ على البيئة فى ظل التغيرات المناخية ورغم تركه لعمله بالمحمية –مازال يقدم أبحاثه العملية عن الأضرار البيئية وتغير المناخ والطاقة البديلة النظيفة ويسعد بأنه يمثل جامعته فى مبادرة «يونى جرين» لتغيير المناهج وتضمين التغييرات المناخية ضمن المقررات الدراسية.
يراهن على حملات التوعية لطلاب المدارس الابتدائية والاعدادية لزرع حب وحماية الطبيعة منذ الصغر بأبسط النصائح وأهم السلوكيات مثل عدم إلقاء المخلفات أو التحذير من قطع الأشجار وكان يتخذ من المحمية مركزا لنشر الوعى خصوصاً وأنها من المحميات النادرة التى تستقبل البعثات الدولية والمحلية.
فى اليوم العالمى يجدد رسالة الوعى ويوجهها للشباب بدءاً من الحفاظ على الماء سر الحياة.. مؤكداً أن المساس بالبيئة يجور على حق الأجيال وندفع ثمنه اقتصادياً وصحياً.
صديقة السلاحف
نادية محمد 25 سنة– إحدى حارسات البيئة شعرت بمسئوليتها نحوها مبكراً منذ مشاهدة البرامج الوثائقية على قناة ناشونال جيوغرافيك مع والدها وأنبهرت بأنواع النباتات وعالم الحشرات وازداد الشغف مع تشجيع الأهل فحصلت على كورسات فى الغطس وشاركت فى معسكر للأمم المتحدة بمرسى علم حول التنوع البيولوجى وهى بعد طالبة وحصلت بتفوق على كورس البيئة وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض بجامعة شيفنج البريطانية لتتخصص فى علوم البحار وتفتخر بمهمتها فى بمشروع السلاحف والذى بدأ عام 1999 حينما سحبت الحكومة المصرية 200 من السلاحف الصحراوية شبه المنقرضة فى مصر وبيئتها الطبيعية ساحل البحر الأبيض المتوسط مصرو ليبيا وصحراء النقب لكنها تأثرت بتحويل الأراضى إلى مزارع وظهور الغربان التى تأكل السلاحف فضلاً عن إنشاء الطرق السريعة وأيضاًً التجارة غير القانونية للسلاحف.. كلها عوامل تهدد هذه الأنواع النادرة التى يسعى المشروع إلى تكاثرها من خلال مركز متخصص ثم اطلاقها فى الصحراء مرة أخرى.
فى اليوم العالمى للبيئة تتمنى أن يصل الوعى لكل الشباب بكل فئاتهم وتنوع بيئاتهم ليشاركوا فى حماية وطنهم من تغيرات المناخ وتنصحهم بدورات الغطس التى تتيح لهم التعرف على الكائنات البحرية ومن ثم الحفاظ عليها كما تفتح لهم أبواب العمل فى السياحة البيئية .. طريق المستقبل.
مراقب الطيور
واتر البحرى 39 سنة– مسئول برنامج الحماية بالجمعية المصرية للطبيعة– أحب البيئة بالفطرة عندما كانت أسرته تمارس السفارى بسيناء فشارك فى معسكرات الخلاء جعلته أكثر احتكاكاً بالحياة البرية، وبدأ ينتبه للتنوع البيولوجى ولأنه من أبناء المدينة الباسلة –بور سعيد –حيث النورس والفلامنجو ومحمية أشتوم الجميل لم يكن من الغريب أن يميل نحو مراقبة الطيور..ولم تمنعه دراسة التجارة بجامعة قناة السويس من إشباع هوايته وتزود بالكورسات أون لاين من خلال «المجلس العالمى للطيور « لدراسة مراقبة الطيور بداية من العد والتصنيف، أصبح وهو فى الصف الثانى الثانوى أصغر عضو مجلس إدارة لجمعية أصدقاء البيئة ببورسعيد كما حصل على دبلومة 3 سنوات فى العلوم البيئية، وحرص أن يكون مشروع تخرجه بالجامعة عن إدارة المحميات الطبيعية والسياحة البيئية، ليربط الدراسة بالهواية.
عقب تخرجه انضم لفريق العد الشتوى واتفاقية الطيور الحوامة بمرسى علم والعين السخنة وفى 2009 انضم للجمعية المصرية لحماية الطبيعة كباحث طيور كما كان مسئولا عن إعداد دورات السياحة الخضراء لوزارتى البيئة والسياحة والمرشدين ..وأيضاًً عمل منسقاً لمحطات الطاقة بمشروع صون الطيور الحوامة والآن هو مسئول عن المسح الميدانى للتنوع البيولوجى لعد الطيور الجارحة فى مرصد الجلالة والعد الشتوى للطيور المائية فى البحيرات.
قبيل اليوم العالمى للبيئة يشيد بتنامى الوعى لدى المواطنين والاهتمام بتصوير الطيور وإقامة المعارض، فالوضع اختلف–على حد قوله– والسلوك الإيجابى فى ازدياد لكنه يحذر من مخاطر العمل خصوصاً فى البيئات الصحراوية والبحرية فى ظل ارتفاع أسعار المعدات ورسالته لكل شاب أن الحفاظ على البيئة يبدأ من بيته وشارعه ويمتد إلى التوازن البيئي.
من أجل التنوع
البحث الميدانى – يميز د.صابر رياض 27 سنة– أستاذ مساعد تنوع الحيوانات والبيئة بعلوم الأزهر واستشارى تقويم أثر بيئى بوزارة البيئة..خبراته الميدانية تمتد إلى مسح الموائل النباتية والحيوانية وتصنيفها وتقييمها بالإضافة إلى المسح الحيوانى وتحديد أنشطة الطيور والحفاظ عليها، وعمل عضواً أساسياً فى مركز التميز البيئى بجبل الزيت والتابع لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، لاستبدال الباحثين الأجانب بمصريين فى برامج الرصد والمتابعة بمحطات طاقة الرياح. أشرف مع آخرين على تدريب أكثر من 250 باحثاً وراصد طيوراً مصرياً متخصصاً.
يقول د.رياض : أتمنى نشر الوعى البيئى بالطيور والحفاظ عليها بين الطلاب، خاصة بالأقاليم والريف لبناء جيل جديد من الباحثين للحفاظ على البيئة والطيور المهاجرة..حلمه فى يوم البيئة دمج المجتمعات المحلية فى الحفاظ على البيئة ومساعدة الجمعيات الأهلية على الوصول إلى الفلاحين واقناعهم بخطورة المبيدات التى تؤثر على النباتات والطيور.
من البترول إلى التشجير
عمر الديب -26 سنة– خريج هندسة البترول وتعدين السويس 2008 مدير إدارة السلامة وحماية البيئة بشركة بترول، حاصل على دبلومتين فى الهندسة البيئية ويعمل فى حماية البيئة منذ أكثر من 13 سنة.
أسس الديب مبادرة شجرها فى إبريل 2016 بهدف نشر ثقافة زراعة الأشجار المثمرة فى الشوارع والمدارس وزراعة البلكونات والأسطح بالخضراوات والنباتات الطبية والعطرية وأشجار الفاكهة..وانضم للمبادرة الآلاف من المتطوعين وكذلك المؤسسات والشركات والأجهزة الحكومية لتزرع حتى الآن اكثر من 350 الف شجرة مثمرة فى 17 محافظة.
من نتائج المبادرة زراعة أكثر من 10 آلاف بلكونة وسطح منها بيت القاهرة الثقافى التابع لوزارة البيئة بأنظمة الزراعة الحديثة، بل وامتد التشجير إلى سطح ناقلة بترول بالزعفرانة بالبحر الأحمر.
كما أطلق المهندس عمر مشروع 27 ألف شجرة فى مؤتمر المناخ COP27 بالتعاون مع وزارة البيئة ومبادرتى اتحضر للأخضر و100 مليون شجرة وحصل على المركز الأول فى المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية فى القليوبية بهذا المشروع حالياً اطلق حملتين كبيرتين «مدارس مثمرة» و»كُل من الشارع» لزراعة 160 ألف شجرة مثمرة فى خمس محافظات واستهداف 100,000 مواطن لنشر الوعى البيئى بينهم والاستفادة بهذه الثمار مجاناً.
حلم عاشق التشجير يوم البيئة الحصول على أرض بمدينة العبور لتكون مجمعا يضم الأنشطة البيئية التى تخدم المجتمع ونموذجا لنشر الوعى البيئى تسير عليه المحافظات.