بعض المسئولين يتولون مناصبهم لفترة ثم يرحلون بدون أن يتركوا بصمة يتذكرهم بها المواطنون.. ومن هؤلاء المسئولين الوزراء والمحافظون وهم دائماً تحت الميكروسكوب لأن عملهم يتصل مباشرة بالمواطن ولذلك يكون رد الفعل سريعاً جداً سواء كان المسئول مازال فى منصبه أو غادر.
هناك محافظون سيذكرهم الناس بالخير دائماً بعد أن تركوا مناصبهم.. ولأن المواطن لا ينسى فإن أعمال هؤلاء المحافظين ستظل محفورة فى أذهان الناس وشاهدة عليهم لفترات طويلة.. ومن أبرز هؤلاء المحافظين اللواء دكتور خالد فودة الذى ظل محافظاً لجنوب سيناء لمدة 13 سنة وقد احتفظ بتلك المكانة لأن المواطن الجنوب سيناوى كان يشاهد ويلمس كل يوم جديداً فى الخدمات المقدمة له والمشروعات التنموية التى تتحدث عن نفسها على أرض الواقع وأمام عينيه فيشعر معها بمدى اهتمام الدولة بتلك البقعة الغالية التى ظلت على الهامش لعقود طويلة.
على المستوى المحلى تميز فودة بإقامة علاقات إنسانية متميزة بينه وبين المواطنين تمثلت فى الاستجابة لطلباتهم المشروعة.. وكان يحرص على دعوة شريحة كبيرة من الناس خاصة من البدو لحضور المناسبات المختلفة وكان يحرص حرصاً شديداً على الجولات الميدانية للنجوع والتجمعات البدوية ومشاركتهم فى الكثير من الفعاليات ولذلك حظى بحب شديد من الشباب والبراعم حيث كان يشجعهم على التفوق بمنحهم المكافآت والجوائز.. وحرص أيضاً على الارتقاء بمستوى النظافة العامة والتجميل فى كل الشوارع والميادين والطرق خاصة الصحراوية مما كان له الأثر الإيجابى على أهل المحافظة والزائرين على السواء حتى تم اختيار شرم الشيخ أفضل مدينة آمنة فى العالم وسط الظروف التى كنا نعيشها ونعرفها جميعاً وتوالت طلبات كبرى المدن العالمية بعقد اتفاقيات توأمة معها.. بالإضافة إلى الكثير من المواقف الإنسانية مع المواطنين.
أما على المستوى الدولى فقد قام بنفسه بأعمال تنشيط السياحة وجذب الاستثمارات الأجنبية من مختلف قارات العالم إلى جنوب سيناء ومن خلال حرصه على حضور البورصات العالمية للسياحة وإبرام الاتفاقيات وزيارة الدول.. بالإضافة إلى الوصول بمدينة شرم الشيخ لتكون قبلة لاستضافة المؤتمرات الدولية والمحلية والمهرجانات الفنية المختلفة.. ونجح فى وضع جنوب سيناء على الخريطة الدولية لتصبح مقصداً سياحياً وكان قد بدأ فى الترويج لمدينة طابا سياحياً.
لقد أطلق أهالى المحافظة لقب «عاشق سيناء» على اللواء فودة وهذا لم يكن من فراغ وإنما عن جدارة واستحقاق لما قدمه للمحافظة والمواطن.. فحفر اسمه فى قلوب السيناوية.