كل عام ومصر وشعبها طيبون وبخير بمناسبة عيد الاضحى فلسفة الاضحية هى الامتزاج بين الدين والدنيا فلقد جعل الله الحياة الدنيا اختبارا وابتلاء ولم يستثن من ذلك الانبياء ولقد ابتلاهم الله سبحانه واختبرهم.
كلما قدم عيد الاضحية اعود دائما لسورة الصفات التى صورت لنا المعنى الفلسفى للاضحية وهى الامتثال لامر الله فالآية ١٠٢ التى يقول سبحانه وتعالى (فلما بلغ معه السعى قال يا بنى انى أرى فى المنام انى اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين) هنا يظهر الادب مع الابتلاء الإلهى بالانصياع لامره سبحانه وأدب الابن والامتثال لامره الذى هو امتثال لامر الله وهنا يتجلى اليقين والايمان فكان الفداء الذى نزل من السماء وكان قوله سبحانه فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم حين امتثل سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل لامر الله فرج الله كربهما ورفع شأنهما اليقين بان الاضحية احدى الخطوات المؤمن نحو الجنة بالتقرب لله سبحانه فهى هدية العبد للتودد بها للرحمن وفى ظل ظروفنا الاقتصادية فليس ما يمنع من التوسع فى زيادة نصيب المحتاج والضعيف والمسكين لان العطاء، والسخاء، احد اهم اهداف الاضحية فى وقت الازمات الاقتصادية وما يترتب عليها من فقر وجوع وحاجة وهنا نحصل على الثواب والقبول ورفع الدرجات يوم القيامة وخطوة نحو تطيب النفس والاخلاص للمولى بما يعنى الامتزاج بين حاجة الانسان الروحية وحاجته المادية لان فيها إطعاماً وتطهيراً للنفس من الشح والبخل بجانب التوجه الروحى لله باستحضار قصة سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل وابتلاءهما العظيم والتأكيد على ان الحياة الدنيا دار اختبار وابتلاء وامتحان يكون فيها الفوز لمن صبر وامتثل ولا يجب ان يغيب ان الاضحية هى المزج بين حاجة الانسان الروحية وحاجته المادية لان فيها إطعاماً دون جزاء أو شكورا وتطهير للنفس بهدف التقوى لان الله سبحانه لا ينال لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى من المضحى والامتثال لاوامره والامتناع عن نواهيه.