لماذا فلسطين والمسجد الأقصى هما قضية المسلمين الأولي؟.
للإجابة عن هذا السؤال: يجب أن نستعرض المعلومات التالية، التى لا بد أن يعرفها العالم الإسلامى ومركزه العالم العربي، عن فلسطين وبيت المقدس، حتى يعرفوا لماذا يجب أن نهتم بفلسطين وما يحدث فيها، ويجب علينا الدفاع عنها، وأن نقوم بتحريرها من المحتل الغاصب، وأن حماية المسجد الاقصى هى قضية المسلمين الأولي. يجب أن نؤكد أن فلسطين هى سكن الأنبياء، فنبينا إبراهيم عليه السلام هاجر لفلسطين. ولوط عليه السلام، نجاه الله من العذاب الذى نزل على قومه إلى الأرض المباركة وهى أرض فلسطين. وداود عليه السلام، عاش بفلسطين وبنى محرابه فيها. وسليمان عليه السلام، حكم العالم كله من فلسطين، وقصته الشهيرة مع النملة، التى خاطبت النمل، وقالت لهم سورة النمل: «يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون (18)» ، كان بمكان يسمى وادى النمل بفلسطين، وهو بجوار عسقلان. وفيها كذلك محراب زكريا عليه السلام. كما أن موسى عليه السلام، طلب من قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة، وسماها المقدسة أى المطهرة، التى طهرت من الشرك وجعلت مسكنا للأنبياء، وحصل فيها معجزات كثيرة منها، ولادة عيسى عليه السلام من أمه مريم، وهى فتاة صغيرة من غير زوج، وقد رفعه الله إليه عندما قرر بنو إسرائيل قتله. وفيها هزت مريم عليها السلام جذع النخلة، بعد ولادتها وهى فى أكثر حالات ضعف المرأة. ومن علامات آخر الزمان فيها، أن عيسى عليه السلام، سينزل عند المنارة البيضاء، وأنه سيقتل المسيح الدجال عند باب اللد بفلسطين. وأنها هى أرض المحشر والمنشر. وأن يأجوج ومأجوج، سيقتلون على أرضها فى آخر الزمان.
وقصص كثيرة حصلت فى فلسطين، منها قصة طالوت وجالوت. ويجب أن يعرف العالم أجمع: أن المسجد الأقصى له قدسية للمسلمين، فى مشارق الأرض ومغاربها، ليس فقط الفلسطينيين، وأن الأقصى قبلة المسلمين الأولي، والله أمر النبى بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام … سورة البقرة: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٤٤) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ و َلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)».
وأن رحلة الإسراء والمعراج، كانت من المسجد الأقصى للسماء، وفيه صلى النبى إماماً بالأنبياء، ومنه عرج إلى السماء، وفى السماء العليا فرضت عليه الصلاة … سورة الإسراء: «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (١)». وأن المسجد الأقصى من المساجد التى تُشد إليها الرحال … عن أبى سعيد الخدري،
عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تُشَدُّ الرحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحرام، والمسجدِ الأقصَي، ومسجدى هذا».
وعن جابر بن عبد الله، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلاةٌ فى المسجدِ الحرامِ تعادل مائةُ ألفِ صلاةٍ، و فى مسجدِى ألفُ صلاة، وفى بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ».
وأن المسجد الأقصي، يُعتبر قبلة الأنبياء جميعاً قبل النبى محمد، وهو القبلة الأولى التى صلى إليها النبى محمد، قبل أن يتم تغير القبلة إلى المسجد الحرام بمكة. وأن الأقصى هو المسجد الذى أمر النبى الصحابة بالبقاء قربه. روى أحمد فى مسنده عن ذِى الأصَابِعِ قَال: قلت يا رسول الله، إِنِ أبْتُلِينَا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟، قال: «عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يعدون إلى ذلك المسجد ويروحون». وأن مساحته 144 ألف متر مربع، وله 4 مأذن، ويسَع 800 ألف مصلي.. ولذلك يتضح أن قضية فلسطين والمسجد الأقصي، يجب أن تكون قضية العالم الإسلامى والعربى الأولي.