صرخت زوجتى مع حزن عميق أثناء مشاهدتنا تليفزيونياً لنتائج المجزرة التى نفذها الجيش الإسرائيلى يوم السبت 8/6/2024 داخل مخيم «النصيرات» وسط قطاع غزة وسألتنى ما هو المردود والناتج الذى تحقق من هجوم طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر 2023؟.. حيث نرى يومياً عشرات الجثث من الفلسطينيين المدنيين نصفهم من الأطفال والنساء ونشاهد تدميراً كاملاً لثلثى مساكن قطاع غزة ونرى أطفالاً بدون مأكل ومشرب ودواء وتعليم وتشريد كل عائلات القطاع وتهجير ونزوح 1.5 مليون فلسطينى عدة مرات خلال ثمانية شهور وتحديداً نحو 250 يوماً.. وإيقاف التعليم لأجيال من الشباب الفلسطينى لمدة عام كامل وتدمير البنية التحتية بشكل كامل وتحول الشعب الفلسطينى إلى مجموعات من المواطنين يطالبون بالمساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، وسألتنى ما هو المستقبل فى ظل تواجد حكومة وشعب إسرائيلى متعطشين للدماء العربية وبالأخص الفلسطينية ويكرهون العرب وفى ظل تواطؤ عميق بين الحكومة والكونجرس الأمريكى وإسرائيل وأكبر مثال التعاون المخابراتى والمعلوماتى بين إسرائيل والولايات المتحدة فى الإعداد وتنفيذ مجزرة «النصيرات» ومجازر أخرى عديدة سابقاً ومستقبلياً وصرخت بصوت عال متى وكيف سيتم إيقاف الإبادة الجماعية للجيش الإسرائيلى لشعب يمتلك فقط القليل من التسليح غير المتوازن مع قدرات إسرائيل العسكرية والمعونة والدعم الأمريكى والأوروبى المستمرين بدون توقف.
كانت إجابتى أننى اعتبر السابع من أكتوبر 2023 من الأيام المجيدة فى التاريخ العربى وأعاد القضية الفلسطينية إلى المقدمة بعد أن ظن البعض أنها منسية، وبرهن أن المقاومة قادرة على مواجهة طغيان الدولة الإسرائيلية شعباً وجيشاً وحكومات فى حالة التخطيط والتدريب الجيد.. لذا فإن السابع من أكتوبر 2023 كان لابد منه حيث حقق المفاجأة الإستراتيجية لإسرائيل والعالم كله بنجاح المقاومة الفلسطينية فى عبور أسوار السياج الحدودى والسيطرة على المستعمرات الإسرائيلية فى غلاف غزة لعدة ساعات وقتل 1200 إسرائيلى وأسر أكثر من مائتين وتدمير معداتهم العسكرية والحصول على معلومات ووثائق عسكرية.. وأكد السابع من أكتوبر 2023 للعالم أن الشعب الفلسطينى باق وأن فلسطين لن تموت.. وأن لديهم قضية حقيقية وشعباً حريصاً على الدفاع عن أرضه المغتصبة وحقوقه المشروعة.
وأوضحت فى إجابتى أن عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية ومئات الآلاف من الجرحى من الأمهات والآباء والشباب والأطفال هم الوقود الذى حقق التحول العالمى الشعبى والحكومى نحو القضية الفلسطينية واقتناعهم بأحقية الشعب الفلسطينى للعيش داخل حدود دولة فلسطينية حرة مستقلة متواصلة وقابلة للحياة بصورة مستمرة.
أوضحت أيضاً أن مشاهد المظاهرات الشعبية اليومية واعتراف دول أوروبية غربية بالدولة الفلسطينية وإدراج الجيش الإسرائيلى ضمن قائمة أسوأ الجيوش وضمه لقائمة العار وأن صلابة المقاومة الفلسطينية وتمسك الأم والأب الفلسطينى بالصمود والأمل اعتماداً على قدرة أولادهم على مقاومة أقوى جيوش العالم لأكثر من ثمانية شهور متواصلة واستمرارهم فى تحقيق خسائر فى معدات وأفراد الجيش الإسرائيلى بصورة مذهلة للعالم كله.. وسيكون السبب الرئيسى فى اقتناع العالم شعوباً وحكومات بحتمية وضرورة إنشاء دولة فلسطين الحرة المستقلة.
وأنه كان من الممكن زيادة خسائر إسرائيل اليومية فى حالة توافر التسليح الكافى من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات مع المقاومة الفلسطينية.. وأوضحت لها بأن التاريخ سيوثق أن صمود الأم والأب والشباب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية وتمسكهم بأرضهم والتعرض لظروف حياة قاسية لأكثر من ثمانية شهور هو الوقود والأساس لحصول الشعب الفلسطينى بإذن الله تعالى على حريته وكرامته والعيش داخل وطن فلسطينى مستقل ومتواصل ومتماسك وسوف تتذكر وتفتخر الأجيال القادمة بكفاح آبائهم وأمهاتهم الذى يحدث منذ السابع من أكتوبر 2023 المجيد وحتى الآن والذى سيغير التاريخ لصالح الشعب الفلسطيني.. وها هى دول العالم تعترف بدولة فلسطين الذى كان صفعة فى وجه إسرائيل.