على مدى 75 عاماً تنطق الحقائق والمواقف بالدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية، حروب خاضتها مصر دفاعاً عن فلسطين، وشهداء بعشرات الآلاف سقطوا من أجلها، ومواقف سياسية واضحة من أجل حماية الحق الفلسطينى، بالوقائع والحقائق، مصر هى التى استطاعت أن تحافظ على القضية الفلسطينية حاضرة على الأجندة الدولية، اعتبرتها دائماً واحدة من أهم أولوياتها فى تحركاتها السياسية والدبلوماسية، لا تخلو رسالة مصرية أو لقاء رئاسى مع مسئول دولى، أو تحرك دبلوماسى من التأكيد على الحق الفلسطينى.
ثوابت مصر واضحة ومعلنة فى الملف الفلسطينى الذى تعتبره جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، تتحمل مصر كثيراً من الأزمات والتحديات بسبب تحملها هذا الملف وإصرارها على حماية الحق الفلسطينى، لكنها ترفض أن تتخلى عن الأشقاء، أو أن تتنازل عن أحد ثوابتها الحاسمة، وفى مقدمتها الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 67.
جهود لا تتوقف، فى محاولات لا تهدأ للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الجميع تحت العلم الفلسطينى لتكون لهم كلمة واحدة، وتحركات لا تهدأ للتصدى للمحاولات الإسرائيلية لابتلاع القضية والتوسع فى احتلالها، ومساعدات بكل الأوجه، وعندما تشتعل الأحداث وتشتد الأزمات والمواجهات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال فإن مصر هى الدولة القادرة دائماً على إطفاء النار، والتهدئة، مرات عديدة نجحت مصر فى التهدئة، بل وفرضت رؤيتها على إسرائيل لترضخ للحق الفلسطينى، ولم تكتف بهذا بل بمجرد أن يتوقف التصعيد وتصمت المدافع تطلق مصر حملات إعادة الإعمار، وآخرها كان إعمار غزة الذى أطلقته مصر وخصصت له نصف مليار دولار.
وفى السبع شهور الماضية، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة تجلى الموقف المصرى المدافع عن القضية الفلسطينية فى أقوى صوره، بإعلان ثوابت واضحة لا تنازل عنها: لا تصفية للقضية الفلسطينية ولا سماح بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وفى الوقت نفسه لا تهاون فى أى مساس بالأمن القومى المصرى، ولا حل إلا حل الدولتين.
وكان التحرك المصرى دائماً سباقاً، والرؤية المصرية هى الأكثر وضوحاً فى التصدى للمخططات الإسرائيلية، مثلما كان ومازال الدعم الإنسانى والإغاثى المصرى نموذجاً توقف أمامه العالم كله بفضل الإصرار المصرى على أن يظل معبر رفح المصرى مفتوحاً على مدار الساعة، لم يغلق لحظة واحدة، وإجبار الجانب الإسرائيلى على السماح بدخول المساعدات، بل واستقبال مصر لآلاف المصابين والجرحى الفلسطينيين للعلاج فى المستشفيات المصرية.
ووسط كل هذا الجهد المصرى الضخم من أجل التهدئة وتحقيق هدنة تحقن الدماء وتنقذ الأبرياء.
ورغم كل محاولات تعطيل جهد مصر لتحقيق الهدنة، لكنها تصر على استكمالها وإيقاف نزيف الدم.
لأنها مصر التى لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية بل ستظل السند للأشقاء.
خبراء عسكريون:
مصر الأكثر اهتماما بالقضية على مدار التاريخ
اللواء سمير فرج: الدولة تتصدى بقوة لمحاولات تهجير الفلسطنيين
اللواء محمد الغبارى: مصر مستعدة للتعامل مع أى موقف لتأمين حدودها والأمن القومى
كتب ـ أحمد مجاهد:
لم تتخل مصر يوما عن دعمها ومساندتها للشعب الفلسطينى على كافة المستويات، فكان وما زال الدفاع عن حقوق الفلسطينيين له الأولوية القصوى بالنسبة لمصر قيادة وشعبا.
وإيمانا بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبها فى الاستقلال وإنشاء دولته المستقلة والعيش فى سلام يتواصل الدعم المصرى فى ظل الأحداث التى تشهدها غزة مؤخرا ومؤكدا دوما على أن القضية الفلسطينية فى عقل وقلب المصريين.
يقول اللواء أ.ح سمير فرج الخبير الإستراتيجى العسكرى إن مصر تتولى القضية الفلسطينية فى جميع المحافل الدولية منذ 48 وحتى الآن والجميع يرى الجهود المصرية الكبيرة من أجل التوصل لاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل لوقف الحرب، بالإضافة إلى مهمة إدخال المساعدات الإنسانية لأهالينا فى غزة والتى ٪80 منها مصرية، واستضافة الفصائل الفلسطينية فى القاهرة لتقريب وجهات النظر، وعلاج أشقائنا الفلسطينيين بالمستشفيات المصرية بالمجان.
أشار فرج إلى أن الدولة المصرية تولت ملف القضية الفلسطينية منذ بداية فترة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذى قدم الراحل ياسر عرفات إلى المجتمع الدولى، وأول من اعترفت به رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحملت الكثير بسبب مواقفها الثابتة والمساندة للقضية الفلسطينية، فضلا عن التصدى بقوة لمحاولات تهجير الفلسطينيين من غزة والقطاع، ولا توجد دولة أخرى تحملت ما تحملته مصر بسبب هذه القضية فى كافة المراحل المختلفة.
ونجحت مصر من خلال استضافة حوار الفصائل الفلسطينية فى القاهرة فى تحقيق الوفاق الفلسطينى ووضع برنامج سياسى موحد بين كل الفصائل ركيزته الأساسية تفويض السلطة الفلسطينية فى إجراء مفاوضات مع إسرائيل فى القضايا المصيرية، وعدم قيام أى فصيل من الفصائل أو السلطة الفلسطينية بالخروج عن البرنامج السياسى الموحد أو الانفراد باتخاذ القرار، وتدعيم السلطة الفلسطينية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وهو ما أدى إلى توقيع اتفاق المصالحة بين حركتى فتح وحماس فى مايو 2011 وملحق اتفاق المصالحة فى أكتوبر 2017، فضلا عن دعم المشاورات واللقاءات الفلسطينية لدفع الأشقاء للاتفاق على رؤية وطنية وإستراتيجية موحدة تدفع نحو توحيد الصف الوطنى وإنهاء الانقسام فى فلسطين.
وتواصل مصر مساعيها من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل لتسوية عادلة وشاملة من أجل استقرار المنطقة والحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ودعم الفلسطينيين لنيل حقوقهم.
أشار إلى أن الأطراف التى تتولى المفاوضات تركت الأمر لمصر لأنها الوحيدة التى لديها معلومات دقيقة عن الفصائل والأوضاع فى فلسطين وإسرائيل والظروف الحالية كل طرف يحاول أن يستغل كل الأوراق التى لديه، إسرائيل دخلت الضاحية الشرقية وتقف عند معبر كرم أبوسالم لشكها فى دخول أسلحة منه وهو أمر غير صحيح وأيضا لوقف دخول المساعدات.
يرى الغبارى أن إسرائيل تعانى من ضغط شعبى من الداخل ومن الأحزاب التى تريد تغيير الحكومة وأيضا هناك معتدلون يريدون إخراج المتطرفين من الحكومة الإسرائيلية، والنقطة الأساسية أن الاقتصاد الإسرائيلى فقد 70 مليار دولار خلال سبعة شهور وهو رقم ضخم جدا، وأيضا ما زالت التعبئة مستمرة بنسبة 30٪ وهو أمر لا تستطيع إسرائيل الاستمرار فيه، بالإضافة إلى استهلاك كمية كبيرة من الطلقات والمقذوفات دون جدوى أو تحقيق أى إنجاز.
أوضح أن مصر قدمت الكثير فلا يوجد حرب إلا دخلتها 48 و56 و67 و73 بسبب القضية الفلسطيية والشهداء الذين تعدوا الـ 100 ألف شهيد ونحن الدولة الوحيدة التى هزمت إسرائيل فى التاريخ وخسرنا الكثير بسبب الاستعداد للحروب وإعادة التنمية، وأريد أن أوجه سؤالاً مين الدولة فى العالم التى قدمت للقضية الفلسطينية مثل مصر لا يوجد والعطاء مستمر حتى الآن، فمصر تتحمل معسكرات الإيواء مواد غذائية وأدوية وعلاجاً وقافلات مساعدات إنسانية.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة قبل 6 شهور تحملت مصر الأمر بالكامل.. ليس فقط على المستوى السياسى والتحركات التى شهد بها العالم كله وكان لها الدور الأكبر فى تغيير رؤية العالم للقضية وإنما أيضا كان الدور المصرى فى فضح الأكاذيب الإسرائيلية بجانب فتح معبر رفح بشكل دائم لادخال المساعدات وتخصيص مطارات سيناء لاستقبال المساعدات من كل دول العالم لتصل إلى الأشقاء رغم التعنت الإسرائيلي.. كما ان مصر لعبت ومازالت تلعب دوراً كبيراً فى محاولات الوصول إلى هدنة وتهدئة وبشروط واضحة تضمن الحق الفلسطينى فمصر هى الدولة الحامية للقضية الفلسطينية بمعنى الكلمة.
د.محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطينى:
القيادة المصرية مواقفها ثابتة وواضحة
كتب – د.أسامة زايد:
أكد الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطينى أهمية الدور المحورى للدولة المصرية فى مساندة الشعب الفلسطينى طيلة سنوات الصراع العربى الإسرائيلى فضلا عن انها منذ الحرب الأخيرة فى السابع من أكتوبر على قطاع غزة مدت يد العون وفتحت أراضيها برا وجوا وبحرا لتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات الإنسانية واستقبلت المستشفيات مئات المرضى والجرحي، وكذلك المدارس والجامعات المصرية فى محاولة جادة لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية وتخفيف المعاناة عن اهلنا داخل القطاع.
أضاف الهباش فى تصريحات خاصة لـ «الأسبوعي» أن هذا ليس بجديد على الشقيقة الكبرى مصر كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان موقفه ثابتاً وواضحاً منذ اندلاع الحرب ووضع على رأس أولوياته ضرورة وقف هذا العدوان ورفضه التام لتهجير الفلسطينيين وبذل جهود مضنية مع قادة ورؤساء العالم فى حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا على أسس المرجعية الدولية والعمل الدءوب فى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيه عام 1967م.
وحذر من خطة الاحتلال الإسرائيلى فى اجتياح مدينة رفح والذى ينذر بكارثة خطيرة ويعرض حياة مليون ونصف المليون لسياسة التركيع والتجويع وتهجير المواطنين الذين يعيشون فى ظروف إنسانية بالغة الصعوبة فأغلبهم نازحون ويتعرضون إلى الإبادة الجماعية ويدفع بحياة المواطنين إلى اليأس ويمنع وصول المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن هذه السياسات العنصرية لا تجلب إلا مزيداً من العنف والدمار وعدم الاستقرار وهذا يعد من جرائم الحرب الذى يجب لا يفلت القادة الإسرائيليون من العقاب وأن يقدموا إلى المحاكم الدولية كمجرمى حرب.
السفير أشرف عقل:
جهود القاهرة لا تتوقف من أجل حقن دماء الأشقاء
كتب – شريف عبدالحميد:
قال السفير أشرف عقل سفير مصر الأسبق فى فلسطين، إن مصر داعمة لفلسطين منذ عام 1948 وحتى الآن، ومصر لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية هى قضية أمن قومى، فمصر حدودها على غزة.
شدد السفير عقل، فى تصريحات خاصة لـ «الجمهورية الأسبوعى»، على ان مصر دورها واضح على كافة المستويات سواء سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافياً أو اجتماعياً أو رياضياً أو إنسانيا من خلال انفاذ المساعدات الإنسانية عن طريق معبر رفح، كما ان مصر تضع القضية الفلسطينية فى أولى اهتماماتها وفى كافة المحافل الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة والمجلس الاقتصادى والاجتماعى وغيرها، وتدعم «الانروا».
شدد على ان المبادرات الحالية التى تقوم بها مصر لا أحد يستطيع القيام بها سوى مصر لأنها الداعم والشريك الرئيسى فيها إلى جانب الأطراف لأننا الوحيدين الذين نعرف طبيعة غزة والأوضاع فى فلسطين ونعلم ديمغرافية غزة وطبيعة الأرض هناك، وبالتالى فالدور المصرى مهم للغاية وهو الوسيط النزيه الذى ليس له مصلحة أو غرض سوى حماية أبناء الشعب الفلسطينى وحقن دمائهم والانطلاق فى مرحلة فيما بعد لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين وعلى أساس مقرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وبالتالى فمصر ليس لها غرض سوى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
شدد على ان المبادرات المصرية مستمرة والرئيس عبدالفتاح السيسى يتابعها عن كثب وبالتالى فإن أجهزتنا تعمل فيها على المستوى السياسى والدبلوماسى والأمنى، مشيرا إلى أن مصر تبذل كافة الجهود للعمل من أجل وقف دائم وشامل لإطلاق النار وانفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة.
شدد السفير أشرف عقل على أنه آن الأوان لكي يضطلع مجلس الأمن الدولي بمسئولياته التي أنشئ في الأساس من أجلها وهي حماية المدنيين وقت الحروب والنزاعات، وصون السلم والأمن الدوليين.. ودعا المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية – الداعم الرئيس والتاريخي لإسرائيل – إلى الضغط على «حكومة تل أبيب» لوقف التصعيد والاستجابة لجهود مصر لإنفاذ هدنة.